الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المواجهة الإيرانية - الأمريكية تفضح الإخوان.. اختلفوا طائفيا وتوحدوا ايديولوجيا لدعم الإرهاب.. إيران والجماعة الإرهابية أخطر تهديد للعرب

البنا وروح الله الخميني
البنا وروح الله الخميني

  • جماعة الإخوان كانت فرصة إيران التي لا غنى عنها لتوسيع نفوذها في مصر
  • إيران والإخوان يناصرون وجود قاعدة قائمة على أساس سياسي للإسلام والسلطوية والطاعة الكاملة للقائد الأعلى
  • مرسي خطط لإنشاء قوة تشبه الحرس الثوري الإسلامي في مصر
  • طهران وعدت مرسي بـ 10 مليارات دولار وضباط الحرس الإيراني دربوا مقاتلي الإخوان لإنشاء قوة ثورية

لفت الصمت الواضح للإخوان حيال المواجهة الإيرانية - الأمريكية الانتباه إلى العلاقات بين طهران والجماعة الإرهابية، والتي نشأت منذ نشأة الجماعة ولم تشهد على طول تاريخها أي انقطاع أو توتر على الرغم من اختلاف المذهب في الظاهر وفقا لاختلاف الطائفتين، اللتان تتفقان في الباطن في ذات الفكر السلطوي المستبد الذي يستبيح أي شيء في سبيل تحقيق أهدافهم غير المشروعة.

الإخوان المسلمون.. الذين شنوا حملة مزيفة لتطبيق الشريعة في الدول العربية، امتنعوا عن التنديد بالتهديد الذي تمثله إيران ووكلائها للأمن الإقليمي لأسباب قوية، ربما تلخصها العلاقات الوثيقة التي حافظت عليها الجماعة الإرهابية رغم الخلافات الطائفية والأيديولوجية الظاهرة مع إيران، وفقا لما نشرته صحيفة «ذي آراب ويكلي» الإماراتية في سياق تقرير نشرته اليوم على موقعها تفضح فيه علاقة الإخوان بإيران. 

«هذه العلاقات قديمة جدًا».. هذه الكلمات قالها إبراهيم ربيع، عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين للصحيفة الاماراتية وأضاف «تشترك إيران وجماعة الإخوان في الكثير من الأشياء، كلا من إيران والإخوان يناصرون وجود قاعدة قائمة على أساس سياسي للإسلام والسلطوية والطاعة الكاملة للقائد الأعلى. 

وتابع «قبل أن يصبح معروفًا للعالم، قام روح الله آية الله الخميني بزيارة مكتب جماعة الإخوان في القاهرة في عام 1938، بعد ما يقرب من ثماني سنوات من ظهور جماعة الإخوان المسلمين كمؤسسة خيرية تعليمية. 

وأشار إلى أنه في في مكتب القاهرة، التقى الخميني مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا وقادة المنظمة الآخرين الذين شرحوا أهداف الجماعة. 

وتوالت العقود، وفي وقت لاحق، تم استقبال الخميني من قبل عشرات الآلاف من الإيرانيين كزعيم للثورة الإسلامية في إيران، وفقا لـ ذي آراب ويكلي 

وفي القاهرة، تمتعت الإخوان بحرية كبيرة، مثل الحركات الإسلامية الأخرى، وبعد الثورة الإسلامية في إيران، زارت عدة وفود من جماعة الإخوان المسلمين طهران، بما في ذلك مرة واحدة بناءً على أوامر من عمر التلمساني، المرشد الأعلى للإخوان المسلمين بين عامي 1973 و 1986. 

وترأس وفد الإخوان في هذه الزيارة يوسف ندا، رجل الأعمال، والذي اقترح إنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين في طهران، وهو الاقتراح الذي وافق عليه الخميني على الفور. 

وعندما اندلعت انتفاضة 2011 في مصر، ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطابًا باللغة العربية دعا فيه المصريين إلى استخلاص الدروس من الثورة الإيرانية. 

وفي أغسطس 2013 ، أصبح محمد مرسي، أحد قادة الإخوان المسلمين لفترة طويلة، أول رئيس مصري يزور طهران منذ سقوط الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979. 

ورد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالمثل بعد ستة أشهر بزيارة القاهرة، وشملت رحلته جولة في مسجد الأزهر، مركز التعلم الإسلامي السني، حيث رفع علامة النصر. 

وبصرف النظر عن العلاقات التاريخية بين إيران والإخوان، فإن وصول الإخوان إلى السلطة في مصر أعطى إيران فرصة كانت تحلم بها لسنوات، وفقا لرأي عبد الستار المليجي، متخصص في الحركات الإسلامية للصحيفة الإماراتية 

وأضاف أن جماعة الإخوان كانت لإيران فرصة لا غنى عنها لتوسيع نفوذها لمصر، في حين أن جماعة الإخوان نظرت إلى طهران على أنها نموذج يحتذى به.

وتابع تم توضيح تعاون الإخوان مع طهران من قبل مسؤول مخابرات عسكري مصري متقاعد في مارس 2015 عندما كشف أن مرسي كان يخطط لإنشاء قوة تشبه الحرس الثوري الإسلامي في مصر. 

وعرضت الصحيفة لرأي ثالت، قال تامر الشهاوي، عضو في البرلمان المصري، إن ضباط الحرس الثوري الإسلامي قاموا بزيارة مصر عدة مرات في النصف الأول من عام 2013 لتقديم التدريب لمقاتلي الإخوان المسلمين والمساعدة في تشكيل قوة مرسي. 

وأضاف أنه في يناير 2016 ، قال قاضٍ يرأس لجنة تم تشكيلها لإدارة أصول جماعة الإخوان المسلمين التي تم حلها إن إيران وعدت مرسي بإيداع 10 مليارات دولار في البنك المركزي المصري وتزويد مصر بالمنتجات البترولية. 

وكما يقول المحللون، أن العلاقات المصرية الإيرانية كان أمر مهم خلال تلك الحقبة السابقة باعتبار أن المواجهة بين إيران والدول العربية قد تصبح أكثر حدة على خلفية التدخل الإيراني في الشؤون الإقليمية. 

وأضاف المليجي أن جماعة الإخوان المسلمين هي منظمة لها فروع في كل مكان تقريبًا في العالم العربي، ومناقشة هذه العلاقات أصبحت مهمة الآن بقوة. 

وتابع: لعل العلاقات الوثيقة بين الطرفين هي السبب في معارضة إيران لخطط إدارة ترامب لتعيين جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية

ليس من الواضح كيف ستعود جماعة الإخوان إذا اندلعت المواجهة بين الدول العربية المعتدلة وإيران 

وتم تقديم تلميحات حول أي جانب من المرجح أن تتخذه جماعة الإخوان من قبل عضو جماعة الإخوان المسلمين أسامة رشدي في مايو، وفقا لما نشرته الصحيفة على موقعها

وظهر على قناة تابعة للإخوان، تبث من تركيا، واتهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، وليس إيران، بقرع طبول الحرب في المنطقة. 

ولهذا السبب قال المراقبون إن جماعة الإخوان المسلمين لن تحيد عن المسار الذي حدده رعاتها الإقليميون، قطر وتركيا، في تقرير الجانب الذي يجب أن يأخذوه في الصراع بين الدول العربية المعتدلة وإيران. 

كما أعربوا عن قلقهم من أن عناصر الإخوان قد تزعزع استقرار الدول العربية حيث يكون لها وجود إذا تصاعدت المواجهة. 

وفي ختام التحقيق، أوردت الصحيفة قول حسام الحداد، متخصص آخر في الحركات الإسلامية، وأفاد بان المشكلة هي أن جماعة الإخوان نجحت في الحصول على وجود كبير في المجتمعات العربية في العقود الماضية، ما يدل على ضخامة الخطر الذي تمثله هذه الحركة في الوقت الذي تعمل فيه الدول العربية المعتدلة على إبقاء التهديد الإيراني في مأزق.