الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى اليوم العالمى للاجئين.. كيف احتضنت مصر النازحين من الصراعات.. حكايات الأشقاء فى قلب المحروسة

صدى البلد

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للاجئين الذي يوافق يوم 20 يونيو من كل عام، تلك اليوم الذى خصص ليعكس الصورة الواقعية التى يعيشها كل نازح أو مهاجر أو لاجئ، ورغم وجود فروقات غير جوهرية بين الثلاث إلا أنها تقع تحت مسمى واحد وهو اللجوء والبحث عن ملاذ آمن بعيدا عن الصراعات.


بداية الاحتفال به

وقعت مصر على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، وبروتوكولها لعام 1967، وأيضًا اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969.

 

 بدأ الاحتفال بيوم اللاجئين  في عام 2000، بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 ديسمبر، فيما احتفل به للمرة الأولى عام 2001، وتم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي، الذي تحتفل به عدة بلدان أفريقية.



مصر.. الملاذ الآمن

 

تظل مصر القبلة الأولى لكل لاجئ عربي دفعته ظروف وطنه المؤجج بالصراعات والحروب للجوء لدولة مستقرة للعيش، فمصر عبر تاريخها لم تغلق بابها فى وجه كل من قصدها، ولم تضع لاجئين فى مخيمات أو معسكرات مثلما تفعل دول الغرب بل يسكن اللاجئون فى بنايات ويمنحون تسهيلات تحقق لهم العيش بحرية دون قيود مع تقديم كافة التسهيلات والإجراءات للاجئين من إثبات وجودهم واستخراج أوراق رسمية تساعدهم على قضاء حوائجهم.


وتظل تجربة مصر فريدة من نوعها فى استضافة ما يزيد عن 5 ملايين لاجيء واحتضانهم كابناء شعبها دون تفرقة أو مزايدة.

وتضم مصر فى أرجائها جميع الأشقاء من البلدان التي عصفت بها الحروب والصراعات إذ تزيد أعداد الجاليات العربية على ملايين الأفراد النازحين من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة وتضم السوريين والليبيين واليمنيين والعراقيين وغيرهم، يجاورون المصريين جنبًا إلى جنب فى المسكن والعمل والدراسة رافعين شعار  "لا غربة في مصر"، ليس تعبيرا عن امتنان أو موقف أبدته مصر من جانبها، لكن تكريسا لواقع فرضته عليهم بلدانهم من صراعات ونزاعات.


ورغم ظروف مصر الاقتصادية الصعبة التى تمر بها إبان ثورتين متعاقبتين ووضعها الأمنى الذى يتطلب أقصى درجات الحذر عند استقبال اللاجئين إلا أنها فتحت الباب أمامهم بممارسة أعمال تجارية وإدارة مطاعم وشركات متنوعة وإقامة مشروعات مابين صغيرة إلى متوسطة في مناطق مختلفة فى محافظات مصر ويتمركزون فى صعيدها وشمالها البحري.

 

وليس غريبًا على مصر أن تولي اهتمامًا واسعًا لأشقائنا باحتضانهم واحتوائهم بل السعى وراء معالجة الأمور التى دفعت بلجوئهم لمصر ولبلدان أخري، وهذا ما عكسه خطابات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحرصه على أمن وسلام الدول، مشددًا على أن مصر لن تتخلى عن أشقائها وأنها تتحرك فى إطار سياسي يجنب الجميع الخسائر.

 


ولا يقف دعم مصر للاجئين عند الدعم العينى بل يتخلله دعم إعلامى من خلال تسليط المؤسسات الإعلامية الضوء على الانتهاكات بحقهم والتى دفعتهم للفرار من واقعهم لدول أخري.

 

وقال السفير العراقى  السابق  لدى القاهرة حبيب محمد الصدر إن مصر تمثل الحضن الحاني لكل العرب على مدى العصور إذ تمثل قبلة العرب والأجانب ومحط أنظار لكل أبناء الدول سواء المجاورة أو البعيدة.

 

 وأضاف "الصدر"، فى حديثه لـ"صدى البلد"، أن مصر احتوت مواطنى الدول العربية فى فترة الأزمات التى تمخض عنها الربيع العربي  من  سوريا والعراق واليمن وليبيا وجنسيات أخرى جاءت إلى مصر باعتباره وطنًا ثانيًا.


وأشار السفير العراقى إلى أن اللجوء إلى هذا البلد الكبير لم يقف عند الإقامة فى بلد مستقر بل امتد لترسيخ مصالح على  أرضها من خلال إقامة مشروعات والانتشار فى محافظات مصر وأبرزها القاهرة الإسكندرية والمنصورة التي يتمركز فيها عدد كبير من أبناء الجالية.


وأكد أن العراقيون يعاملون فى مصر معاملة مواطنيها من الدرجة الأولى دون أى تفرقة أو شعور بالغربة على أراضيها يحظون بالحقوق فى التعليم والصحة وإقامة المشروعات وغيرها من الحقوق الأخرى.


ولفت الصدر إلى أن عدد الجالية العراقية فى مصر يمثل ما يقرب من حوالى 35 ألف مواطن عراقى من بينهم 18 ألف طالب مابين مستقر وأخر متوجها للدول الغرب بطلب من مكتب الأمم المتحدة.

وألمح الصدر، إلى ثمة عراقيل من بينها الروتين فى الإجراءات التى تقف عائقًا أمام إقامة أبناء الجالية العراقية فى مصر وتمثل هاجساً لهم، مناشداً الحكومة المصرية منح التسهيلات الإقامة للعراقيين.


مصر خيمة العرب الكبرى


وأكد أن العراق حكومة وشعباً يثنيان على جهود الحكومة المصرية متطلعين لتقديم التسهيلات التى تنسحب على أشقائهم السوريين واليمنيين والليبيين.

 

وفى سياق متصل أكد القنصل العراقى فى القاهرة زهير سعد عباس، أن مصر هى خيمة العرب التى تستظل بها الدول العربية وتمثل الشقيقة الكبرى  لما تمتاز به من ثقل سياسي واجتماعي.

 

وأضاف "عباس"، فى حديثه لـ"صدى البلد"، أن العراقيين توافدوا بكثرة على بلدهم الثانى مصر منذ 2003 وبدأ التوافد يقل بعدها نظرًا لصعوبة التسهيلات التى تمنحهم الإقامة فى مصر.


تقارب في اللهجة والعادات


وقال الليبي عبد الحكيم معتوق المستشار الإعلامى فى السفارة الليبية فى القاهرة، المقيم فى مصر حالياً، أن علاقات الشعبين المصري والليبي تتميز بخصوصية شديدة  إذ تتميز بحالة من التقارب الشديد الذى عكسته العلاقات بين مواطني البلدين والتى وصلت لحد المصاهرة،

 

وأضاف فى حديثه لصدى البلد، أن الليبيون يجدون ملاذاً آمناً فى مصر وتعايش تمخض عنه تقارب فى اللهجة التى يتحدثون بها وتشابه فى الأطعمة التى يتميز بها كل شعب وأيضا عادات وتقاليد.

 

ولفت معتوق، إلى أنه فى فترات ما  كانت تمثل الجالية المصرية أكبر الجاليات الأجنبية فى ليبيا .


 وطن تانى 


وفى سياق آخر، قال السوري فراس الخالدي منسق مؤتمر القاهرة فى هيئة التفاوض للمعارضة السورية، مقيم فى القاهرة منذ 6 سنوات، أن مصر تمثل له الوطن الثاني الذي احتضنه وانتشله من ويلات الحروب والصراعات على أرض بلده . وعبر عن شعوره بالطمأنينة والاستقرار فى مصر دون أن يجول بباله معنى الغربة  منذ أن وطأت قدمه مصر، وثمن الخالدى جهود مصر فى تسهيلات الإجراءات للأشقاء السوريين وغيرهم من البلدان التى عصفت بها  الحرب.

 


 ومن جهة أخري، قال سفير مصر السابق فى اليمن السفير الدكتور يوسف الشرقاوى، إن الشعب اليمنى يعتبر مصر قبلة  لكل المناحى الحياتية له، إذ يعتبرونها موطنهم الثانى، مشيراً إلى أن بلغ حد الترابط بين الشعبين فى ممارسة كل الحقوق مثل مواطنى مصر بتعليم أبنائهم فى المدارس والجامعات المصرية والعلاج بمستشفياتها، إضافة إلى ممارسة الأنشطة التجارية لإعتبارها مركز تجاري لرواج تجارتهم ومركز اقتصادي جاذب للأشقاء من اليمن .

 

وأضاف الشرقاوى فى حديثه لصدى البلد، أن الإجراءات التى تقدمها القنصلية فى مصر لليمن تأتى فى إطار دعم العلاقات والتى يؤكد عليها دائما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ضرورة تحقيق الحل السياسي لأشقائنا فى اليمن.