استخرجت من الإنجيل.. سر ثلاثة ألوان تزين ملاعب بطولة أفريقيا

تحركها الرياح شمالا ويسارا، ترفرف كالطيور البراقة في سماء أفريقيا، تحملها أعمدة طويلة تجعلها فوق الجميع لا يعلو عليها صوت، تزينت بها الملاعب المصرية احتفالا باستقبال الأشقاء على أرض المحروسة، فتحكي أعلامها عن التاريخ ما لا تحويه الكتب، 3 ألوان يمكنها أن تروى عن القارة السمراء الكثير والكثير، فتستمع دون أن يشرد ذهنك من حبكة وروعة أصل أعلام دول أفريقيا.

ساعات وتنطلق مباراة مصر والكونغو ضمن مباريات المجموعة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية، ليتزين استاد القاهرة باللون الأحمر في مدرجات الجمهور المصري، يقابله ألوان مبهجة مختلفة، تنوعت بين الأحمر والأخضر والأصفر، تتغير الفرق الأفريقية، إلا أن تلك الألوان تظل ثابته مدرجاتهم باختلاف ترتيبهم، تختلف الأعلام ولكن تتشابه في تكوين الألوان التي خطت الأعلام الأفريقية.



22 دولة أفريقية تتكون أعلامها الوطنية من الـ 3 ألوان المميزة الأحمر والأصفر والأخضر، بينما لا يخلو علم لدولة إفريقية من أحد تلك الألوان الثلاثة، واستخدمت تلك الألوان الثلاثة للمرة الأولى في الإمبراطورية الإثيوبية منذ عام 1897، بأمر من الإمبراطور حينها منيلك الثاني، بعدما إستطاع الجيش الأثيوبي هزيمة الإيطاليين وخروج دولتهم من تحت ظل الإستعمار الأوروبي، لتكون تلك بداية الألوان الثلاثة في القارة السمراء. 

المملكة الإثيوبية في ذلك الحين استوحت الألوان الثلاثة من قوس قزح، المذكور في سفر التكوين المذكور بالكتاب المقدس "الإنجيل" بالدين المسيحي، حيث يشير اللون الأحمر إلى التضحية والقضاء في سبيل الحرية، والأصفر إلى العدالة والمساواة والأمل، فيما يشير الأخضر إلى التنمية والخصوبة والعمل الدءوب.

الدول الأفريقية وخاصة في الجنوب والوسط الأفريقي إتخذت من الطريقة الإثيوبية سبيلا بعدما تحررت من قيود المستعمر الأوروبي، واتخذت من الألوان الثلاثة أساسا لبناء أعلامها مع بعض الإختلافات في الترتيب والشعارات الداخلية، لتسمى تلك الألوان فيما بعد بألوان القومية الإفريقية.