الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القضية الفلسطينية من البحر إلى البحرين




احتلت القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة جدول أعمال المنطقة والعالم، لما وصلت إليه من منعطف تاريخي سيحدد مصير الشعب الفلسطيني طيلة القرن الحادي والعشرين. بالرغم من أن هذه القضية كانت القرن المنصرم أيضًا، وأنها ما زالت مستمرة بنفس الهيجان.
مضى القرن المنصرم على القضية الفلسطينية محملًا بالمآسي والويلات بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني وبنفس الوقت مساندة ودعم الشعوب الأخرى من عرب وكرد وغيرهم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إيصال الشعب الفلسطيني لحقوقه وكرامته. لم تبخل الشعوب بتاتا من التضحية والفداء وبكل جسارة في قضية كانت أهم قضية محليًا واقليميًا ودوليًا. وحتى انه تم تأجيل وتعليق كافة القضايا الشائكة في المنطقة لحساب القضية الفلسطينية، عسى ولعَل يتم إيجاد حلًا ما لهذه القضية التي تحولت لمعضلة وعقدة كأداء يصعب على الكل حلها. حيث التدخلات الإقليمية والدولية التي تمت على وفي القضية الفلسطينية جعلت منها مثل صندوق الباندورا الذي يخشى الكل فتحه خشية من عواقب ذلك. هذه التدخلات المختلفة وتجاذباتها مع كل ما تحمله من عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني مباشرة، حتى انه باتت التدخلات الإقليمية والدولية هي التي تقف عائقًا تمام حل هذه القضية والتي باتت المشكلة المستعصية على الحل.
شعارات كثيرة تم رفعها بشكل حماسي والشعوب تنادي بتحرير فلسطين والذي لن يتم إلا برمي اليهود في البحر. حتى راحت الشعوب العربية تحلم وتستيقظ على تحقيق هذا الهدف. والأنظمة طبعًا، كان شغلها الشاغل هو الضرب على هذا الوتر إرضاءً للشعوب الثائرة. وكذلك كان شعار انه لن "يهدأ لنا بل حتى تحرير فلسطين من البحر إلى البحر"، طبعًا كان القصد هنا من البحر الميت حتى البحر المتوسط. كانت معظم الأنظمة في عنفوان قوتها وهي تحرض الشعوب "اعلاميا" طبعا، أن كان ذلك عبر الشعارات القوموية أو الدينية.
وهذا ما ظهر جليًا من خلال أوهام السيد أردوغان الذي أراد أن يركب الموجة هو ايضًا على غرار الآخرين وفق مقولة: "ما في حدا افضل من حدا". باللهجة الشامية بكل تأكيد. وعليه راح إردوغان بمسرحياته أن كانت في "دافوس" أو "سفينة ماوي مرمرة": التي استثمارها واستغلها إردوغان بكل صلافة وانحطاط. حتى راحت شعوب المنطقة تعشق الخليفة العثماني الجديد وكأنه المهدي المنتظر.

هكذا أظهر نفسه إردوغان مع آلة إعلامية كبيرة تطبل له من "قطر" على الجميع ان يمتثل لأوامره. وهكذا انخدع الشعب الفلسطيني بشقيه "الفتحاوي والحمساوي": وراحوا يهرولون نحو اسطنبول والتبرك بسيدهم (الأعور الدجال) الذي باعهم في اقرب سوق نخاسة سياسية من أجل مصالحه واجنداته.
وفي الآونة الأخيرة وبعد عقود من التضحيات الكبيرة للشعب الفلسطيني ذهبت أوسلو إدراج الرياح نتيجة التخبط الذي عاشته القيادة الفلسطينية وارتباطها باجنداتالدول الإقليمية والدولية. وحتى شعار "من البحر إلى البحر" و"سنرميهمفي البحر" لم يعد متداولًا كثيرا. إذ، عملت إسرائيل على الاستفادة من الواقع المشتت الذي تعيشه دول وشعوب المنطقة وحولت القضية الفلسطينية من قضية شعب إلى قضية إنسانية وحصرية واقتصادية. واختارت دولة البحرين ليكون بازار شرب آخر شفة من كأس الخمر الذي تم فيه بيع فلسطين.
من البحر إلى البحر" شعار حولته إسرائيل إلى البحرين ربما يكفي لإغراق القضية الفلسطينية لقرن آخر من الزمن.
وننتظر ربما يستفيق الشعب الفلسطيني من غفلته وأوهامه التي علقها على قرارات الأمم المتحدة ومؤتمر أوسلو أو ما كانت تتمناه من نصرة الأنظمة التي غمست رأسها في رمال المصالح. حينما يتحرر الفلسطينيين من عبودية التبعية حينها ربما يستطيعون أن يناضلوا من أجل الحرية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط