الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شبح اندلاع الحرب بين أمريكا وإيران .. من سيضغط على زناد المعركة أولا .. القصة الكاملة للتوتر في الخليج

طائرة أمريكية -أرشيفية
طائرة أمريكية -أرشيفية

يترقب العالم حالة من الصدام العسكري المتوقع بين طهران وواشنطن فى منطقة الخليج خصوصا بعد تصاعد وتيرة الأحداث فى المنطقة والتى لم تشهدها من قبل بتلك الحدة والوتيرة المتسارعة وتزايد موجات التصعيد بين الجانبين.

وبعد أن بات سقف الخطابات الإيرانية عاليا وتجاوزها الحدود بخرقها المواثيق الدولية ووقوفها وراء عدة هجمات متتابعة قامت بتنفيذها لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، بات التصور أقرب لرسم سيناريوهات الحرب مع تحديد من المستفيد والخاسر منها؟


اعتداءات سافرة

فى يونيو الماضى حملت الولايات المتحدة الأمريكية إيران مسؤولية هجومين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عمان . وهذه ثاني حادثة مشابهة في غضون شهر، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة السواحل الإماراتية فى مايو . ورغم اتهامات واشنطن لطهران، فإن إيران تنفي مسؤوليتها عن الحادثتين وتبعتها بحادث استهداف طائرة أمريكية ما زاد الأمر حدة بين الطرفين وارتفاع لهجة التصعيد من جانب واشنطن إلى مستوى المواجهة العسكرية المباشرة إلا أنها تراجعت بعد قرارها بساعات قليلة مبررة ما فعلته طهران بأنه "هجوم خاطئ".


دلالات الحرب

وأعدت واشنطن عتادها  إلى الخليج حيث أعلن سلاح الجو الأمريكي، إرسال مقاتلات من طراز F-22 إلى قاعدة العديد في قطر، وذلك وسط استمرار حالة التوتر مع إيران بعد نحو أسبوع من إسقاط طهران لطائرة مراقبة دون طيار فوق مضيق هرمز قالت إنها اخترقت مجالها الجوي.


وتعد هذه المقاتلات ترسل للمرة الأولى إلى قطر بهدف حماية القوات والمصالح الأمريكية في منطقة عمليات القيادة المركزية بالجيش الأمريكي".

 

 


حساسية هرمز

ويشكل التوتر الجاري فى المنطقة هاجسا لمنطقة الخليج حيث حساسية مضيق هرمز لأهميته الملاحية والإستراتيجية بالنسبة لدول العالم، حيث يوجد بعض من أكبر منتجي النفط والغاز في الخليج، بما فيها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر كمصدر للغاز. ومضيق هرمز هو ممر ضيق جداً، ويمكن للإيرانيين إيقاف العديد من السفن التي تمر فيه عن طريق الألغام البحرية والطوربيدات الصغيرة وأشياء أخرى. ولهذا السبب فإن هذه الأحداث خطيرة جدا وتطورها ستكون خسائره كبيرة.


3 سيناريوهات


إزاء ذلك، استبعد هشام البقلى  الخبير فى الشؤون الإيرانية ومدير مركز سلمان بن زايد لدراسات الشرق الأوسط، أن تنشب حرب بين طهران وواشنطن على المستوى القريب فهناك ثلاثة سيناريوهات للتوتر الجاري بين الجانبين.

وقال "البقلى"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن السيناريو الأول وهو الأقرب للتنفيذ هو استمرار لهجة التصعيد الإيرانية  اعلاميا وتحركاتها على المستوى الدولى لتقريب وجهات النظر الايرانية واستمالة بعض الدول تجاه إيران .


ولفت "المحلل السياسي"، إلى هذا السيناريو يدفع واشنطن لفرض المزيد من العقوبات على طهران لجرها لطاولة التفاوض، فضلاً عن استمرار جولات دبلوماسية أمريكية لحشد مزيد من القوى  الدولية  ضد إيران.


وأشار إلى السيناريو الثانى هو توقع توجيه  ضربات عسكرية أمريكية محدودة من قبل امريكا لبعض المواقع الإيرانية جراء حالة التعنت الايرانى فى المنطقة ولغة التصعيد واستهدافها لمصالح أمريكا والخليج فى المنطقة ـ ما يزيد الضغط عليها ويدفعها للجلوس على مائدة المفاوضات .

أما السيناريو الثالث وهو الأبعد للتنفيذ – استمرار الحرب الخاملة بين الجانبين  وهو مستبعد من الطرفين لما سيجلب تداعيات سلبية للغاية على الطرفين لمصالحهما فى المنطقة.


لن تحدث الحرب لهذه الأسباب

قال إبراهيم مطر مدير وحدة العلاقات الدولية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الأوسط، إن تكرار الحديث حول احتمالية اندلاع حرب بين أمريكا وإيران يرجع للتوتر الحالي في منطقة الخليج الذي لم يسبق أن شهدته المنطقة منذ سنوات لكن واقع الحال وحقيقة الموقف هو أن أمريكا لن تحارب إيران هذه المرة.

 

وأوضح"مطر"، فى تصربحات لصدى البلد"، أن اندلاع مواجهة عسكرية في منطقة الخليج يعني بالضرورة ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية، ستتجاوز فيها بسهولة حاجز الـ100 دولار للبرميل، وهذه المستويات لن تقبل بها واشنطن، وسبق أن فعل الرئيس ترامب ما بوسعه أواخر العام الماضي من أجل أن يضمن هبوط الأسعار، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك وأكبر مستورد للنفط على مستوى العالم، وهو ما يعني أن الحرب مع إيران ستكون لها فاتورتان، الأولى عسكرية باهظة والثانية نفطية واقتصادية باهظة أيضًا.


ولفت "خبير العلاقات الدولية"، إلى أن طهران تمتلك منظومة قوية من السلاح قادرة على تهديد العديد من دول المنطقة وهذا ما لاتقبل به أمريكا خوفا على مصالحها مع الدول الأخري، وعكس هذا موقفه الأخير بتراجعه عن ضرب إيران بعد ساعات قليلة من اعتزامه مواجهتها عسكريا.

 

وأضاف : أن الشارع العربي أكثر اهتماما بمطالعة الأخبار التى تشى بحدوث مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن أكثر من الداخل الإيراني بأضعاف مضاعفة، مشيرًا إلى أن الداخل الإيرانى لا يروج لاحتمالية نشوب حرب بين طهران وواشنطن رغم أن النشطاء السياسيين يتمنون ذلك لذا تبدو إيران مطمئنة أكثر من اي وقت مضى.


ونوه "مطر"، إلى أن الإيرانيين يدركون أن أقصى ما يمكن أن يفعله ترامب التاجر من وجهه نظرهم هو فرض العقوبات، وبالتالي لا يأخذون التهديدات الأمريكية على محمل الجد، وأما بعض التصريحات العسكرية من القادة الإيرانيين فهي تأتي كرد على التصريحات الأمريكية التي تصدر عن بومبيو وبولتون وترامب نفسه، وفق هذه التقديرات ـ أولها - أن أكثر من يخشى اندلاع حرب في المنطقة هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الحديث عن قدوم حاملة الطائرات والقاذفات الاستراتيجية أعاد الذاكرة إلى مشهد مماثل حصل قبل أشهر، عندما رفعت واشنطن السقف عاليًا أمام كوريا، واستخدمت وصول السفن الحربية إلى بحر الصين، ونشر المنظومة الصاروخية في كوريا الجنوبية، وكان الهدف حينها فتح باب الحوار لا أكثر، ربّما نجح ترامب في جرّ كيم إلى المفاوضات، لكن الأخير نجح في خداعه والالتفاف على مطالبه عبر المزيد من التجارب الصاروخية ليس آخرها ما حصل قبل أيام في بحر اليابان.

 

وتابع: أن هذه التجربة لا ستنجح مع إيران، ولاسيّما أن قائد الثورة قد كان حاسمًا في خياره قبل مدّة عندما قال: “لا حرب ولا مفاوضات”.