EN 
تتواجد في شوارع القاهرة كنوز كثيرة دفينة وقد نمر بجانبها يوميًا إلا أنها لا تلفت انتباهنا أو بمعنى آخر لا نلتفت إليها، وفي إحدى المناطق الشعبية يسكنها المعدن الأصيل للمصريين تجد هذا المبنى الذي يحتوي على هدية ثمينة قابعة في أرض مصر.
كنيسة رابطة القدس، أو كما يطلق عليها سكان المكان "أورشليم المصرية".. قد يبدو الاسم غريبًا بعض الشيء ولكن تلك الكنيسة تعادل كنيسة القيامة، وكأنها قطعة من فلسطين الحبيبة ولكن على أرض مصرية.
يجدر بنا العودة بالزمن بعض الشيء للوصول "من أين أتى مصطلح رابطة القدس؟".. أنشئت الرابطة عام 1944م وكان هدفها رعاية الوسافرينو الوافدين من القدس، فكانت تساعدهم في إنجاز أوراقهم ومستنداتهم وتوفير طعام ومكان للمبيت لهم كنوع من أنواع كرم الضيافة وحسن الاستقبال وأول من ترأس الرابطة هو القس جبرائيل السريانى.
كان الغرض من تلك الرابطة بعد ما حدث من احتلال صهيوني لأرض فلسطين هو صنع كنيسة قيامة أخرى في مصر؛ لأن الكنيسة المصرية كان لها موقف وطني اتخذه البابا شنودة الثالث تجاه الاحتلال، والحرب بين مصر وإسرائيل، فكانت هناك قيود على السفر إلى فلسطين والحج لدى المسيحيين، فأقيمت هذه الكنيسة لتعويض الأقباط عن السفر.
صممت الكنيسة بطريقة أشبه بكنيسة القيامة في كل شيء، وتجسيد كل الأماكن المقدسة التي توجد في فلسطين يزورها الأقباط في تلك الكنيسة، وأشرف مهندسون وفنيون كثيرون على بناء تلك الكنيسة حتى تكون نموذجًا من الكنيسة الأصلية.
يمكنك الشعور بنفس المشاعر التي تشعر بها في فلسطين ولكن في القاهرة، فإن الكنيسة تحتوي على 7 أدوار وهو رقم الكمال في الكتاب المقدس، وتبدأ بكنيسة بيت لحم في الأدوار الأولى والتي تروق للكبار لأنها لا تحتاج إلى مجهود للوصول لها فهي أقرب إلى الباب.
وكأنك في القدس تمامًا.. مجرد تعمقك داخل الكنيسة يقابلك مجسم لكنيسة القيامة في فلسطين والقبر المقدس صاحب المعجزات بأدق تفاصيله من الرخام الخالص، وآخر لصليب من الخشب جبل الجلجثة الذى صلِب عليه السيد المسيح، وأيضًا عدد من رفات القديسين "أي ما تبقى من أجساد القديسين"، في ركن آخر في الكنيسة.
إذا وصلت لنهاية المبنى تجد نفسك في المحطة الأخيرة وهي كنيسة الصعود على هيئة على شكل سفينة نوح ذات سقف خشبي، وبذلك الدور قد تكون وصلت إلى نهاية المطاف في الكنيسة، وعند خروجك ستجد البخور والشمع وبعض زجاجات المياه المقدسة من نهر الأردن الذي اعتمد فيه السيد المسيح ومن ثم أصبحت المعمودية سر من أسرار الكنيسة.
