البحر ملوش كبير.. قصة غرق بطل الغوص السعودي بسام بخيت

حبس أنفاسه بشجاعة ورباطة جأش، احتضن البحر بجسده، غاص في أعماقه فآنس ظلمته وأصبحت البحار منزله الذي بنى جدرانه من الأمواج وصادق الأسماك فكانت جيرانه، وباتت الشعب المرجانية الحديقة التي يسكن بها، صادق البحر فغدر به، لينهي حياة الشاب السعودي بسام بخيت، الذي رحل في حادثة أحزنت الشعب السعودي.

واستيقظت المملكة العربية السعودية على فاجعة أحزنت الكثيرين، صدمتهم فلم يصدقوها حتى خرجت حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة بالخبر اليقين، بانتشال جثة الغواص السعودي بسام بخيت، من على عمق 80 مترا تحت سطح البحر، بعد أيام من البحث عنه.


لم يكن بسام بخيت مجرد غواص هاوٍ، بل احترف الغطس فأصبح البطل السعودي الذي توج بالأوسمة وسجل رقما قياسيا كغواص سعودي وخليجي قي بطولة "أيدا" التي أقيمت في مدينة دهب جنوب سيناء في مصر، ليتفوق على المشاركين من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية، كما حصد لقب أفضل غواص في السعودية قبل 4 سنوات.


كان من الغريب على الشعب السعودي استيعاب فكرة موت غواص غرقا، خاصة مع اعتياد بسام بخيت على الغوص لأعماق بعيدة، وتمرينه لفترات طويلة، آخرها حقق فيها رقما قياسيا في الغطس الحر لعمق 71 مترا تحت البحر بدون معدات الغطس أو أسطوانة أكسجين، واستمر في البحر لمدة 3 دقائق تقريبا، وكتم الفتى السعودي أنفاسه عدة دقائق جعلته الغواص الأمهر والأول في المملكة العربية السعودية.


وبالتزامن مع فعاليات موسم جدة 2019، تأهب بسام بخيت للمشاركة في مسابقة جدة الدولية، واستعد للغوص لأعماق بعيدة وإنهاء الغوص في حدود دقيقتين باستخدام الحبل فقط بدون زعانف أو أسطوانة أكسجين، معتمدا فقط على مدى كتمه لنفسه، وبدأ الشاب السعودي تمارينه يوم الخميس، ليختفي وسط البحر في غموض، وبدأت رحلة البحث عنه التي استغرقت حوالين يومين في أعماق البحر، بمشاركة غواصين من حرس الحدود ومتطوعين وزوارق حرس الحدود وزورق من جامعة الملك عبد العزيز، بالإضافة إلى جهاز الكشف تحت الماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.