الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدى البلد داخل أكبر مغارات أفريقيا.. مغارة هرقل.. هنا يقضي الملك سلمان عطلته

مغارة هرقل- طنجة
مغارة هرقل- طنجة - المغرب

ما بين الواقع والخيال وحكايات الأساطير تحكي جدران مغارة هرقل بمدينة طنجة بالمغرب حكايات تمتزج بأصوات حركات المد والجزر، وتلاطم الأمواج بالصخر، وإيقاع الرياح التي لا تهدأ، كأنها معزوفة من وحي الطبيعة.

مغارة “هرقل” التى تقع فى موقع استراتيجي مميز بتلاقى البحر والمحيط حيث تتعانق مياه البحر المتوسط بمياه المحيط الأطلسي مما يجعل المغارة من أجمل أماكن السياحة بالمقاصد السياحية في طنجة 



 والمغارة عبارة عن كهف تبعث عتمته على الغموض والإثارة، يوجد فيها سراديب تمتد إلى مسافة 30 كيلومتراً في باطن الأرض، نحتتها الطبيعة قبل آلاف السنين في تجويف صخري مرتفع وجعلتها تشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن مضيق جبل طارق.


"هرقل" الواقعة شمال المغرب، من أكبر المغارات في أفريقيا، ويعود تاريخها إلى حوالى 2500 قبل الميلاد..  تم اكتشافها عام 1906، وسميت بـ مغارة “هرقل” بسبب الأساطير القديمة التي تشير إلى أنها  كانت مقر “هرقل” الذي اشتهر بمحاربة قراصنة البحر وقوته الكبيرة.


والملف والمثير للانتباه الفوهة التى تتصدر المغارة كأنها نافذة أفريقية تطل على البحر نحو أوروبا، وهي عبارة عن فوهة  تبدو على شكل خريطة للقارة الأفريقية، يقول مرشد سياحي مغربي "ربيع معتيق"، لـ”صدى البلد الإخباري": إن هذه الفوهة العجيبة  تشبه كثيراً خريطة أفريقيا ما يقارب سبعين  في المائة”.


وأضاف "المرشد السياحى"، أن التكوين الجوفي للمغارة يعود إلى مئات ألاف السنين، أو أكثر فهي تعد ظاهرة طبيعة لا مثيل لها في المغرب العربي. كما وترسم جدران المغارة خريطة أشبه ما تكون بخريطة القارة الأفريقية. وتنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة “أشقار”، التي كانت مأهولة بالسكان قبل أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد.


وتحظى المغارة بإقبال سياحي كبير للغاية من قبل الزوار من المغرب وخارجها فيقصد هذه المغارة ألاف السياح والزوار من مختلف دول العالم سنويا، وتمثل هذه المغارة رمزا ثقافيا مهما للمدينة يؤكد على أهمية الحضارة التي عرفتها المنطقة خلال العصر الحجري الحديث.

 

وتبقى المغارة التاريخية شاهدة على زيارات العديد من الشخصيات السياسية والفنية من مختلف بلدان العالم، أبرزهم رئيس الوزراء الإسباني السابق “خوصي رودريكث ثباتيرو”، ووزير خارجيته “ميغيل أنخيل موراتينوس”، وقبلهما زار المكان الكاتب الأمريكي الشهير “بول بولز”، الذي كان صديقا للكاتب المغربي العالمي “محمد شكري”.


ومن أبرز المسئولين الذين يترددون على المكان أيضاً، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يختار باستمرار قضاء عطلته في قصره الذي لا يبعد سوى أقل من كيلومتر عن المغارة.

 

ويداوم العاهل السعودي على زيارة هذا المكان منذ أن كان وليًا للعهد؛ حيث كان يسجل حضوره مرتين أو ثلاث مرات في السنة.


أساطير هرقل

 

نُسجت العديد من الأساطير حول المغارة ، فيعود بعضها إلى الثقافة الإغريقية، منها ما يقول إن هرقل كان سجينا في الكهف، فحاول ذات يوم الخروج منه، وضرب الحائط، فأحدث به ثقبا كبيرا أصبح يشبه إلى حد كبير خريطة أفريقيا، ومن أثر الضربة انفصلت القارتين الأفريقية والأوروبية.

 

أسطورة أخرى تتحدث عن أطلس ابن نبتون، الذي كانت له ثلاث بنات يعشن في بستان يطرح تفاحا ذهبيا، ويحرسهن وحش، قاتله هرقل وهزمه، لكن هرقل في ساعة غضب كبيرة ضرب الجبل، فانشق، لتختلط مياه المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء، وتنفصل أوروبا عن إفريقيا.

 

ويعتقد حسب المؤرخون أن المغارة استغلت كمعمل لصناعة كتل من الأحجار من الفترة الرومانية حتى العصر الحديث والتي نقل غالبيتها إلى مدينة ليكسوس بالعرائش، حيث كان سكان المغارة قديما يقومون باستخراجها من الحجر الكلسي.

 

تم تصنيف هذه المغارة التاريخية ضمن قائمة التراث الوطني منذ عهد الحماية الفرنسية، وهي تعد اليوم أحد أهم المغارات على الإطلاق في القارة الأفريقية وأحد أكثر المعالم جذبًا للسياح في المغرب.