الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 13 عامًا من التجاهل.. متحف نجيب محفوظ يخرج للنور

صدى البلد

في وكالة محمد بك أبو الدهب، الكائنة خلف جامع الأزهر، يقع متحف نجيب محفوظ، الذي صدر قرارًا بإنشائه عام 2006، رغبة لنداءات المثقفين التي تعالت عقب رحيل أديب نوبل.

وجاء اختيار تكية محمد أبو الدهب القريبة من منطقة الحسين، نظرًا لقربها من المنزل الذى ولد فيه الأديب الكبير بحى الجمالية فى القاهرة، وأيضا لأن موقع التكية يتوسط منطقة القاهرة التاريخية التى استوحى منها نجيب محفوظ شخصيات وأماكن الكثير من رواياته.

قيل يومها إن المتحف يحتاج لنحو خمس سنوات من العمل قبل أن يرى النور، ووعد المسئولون بافتتاحه بالتزامن مع مرور خمس سنوات على رحيله في نهاية أغسطس من عام 2011، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، وقامت ثورة يناير وغادر فاروق حسني موقعه، وخلفه أربعة وزراء أنستهم الأحداث المتسارعة مشروع المتحف، وكان خامسهم محمد صابر عرب، الذي صرح فور توليه حقيبة الوزارة بأنه يعمل جاهدا لكي يتم افتتاح هذا المتحف، بالتزامن مع ذكرى ميلاد نجيب محفوظ في ١١ ديسمبر ٢٠١٢، وفي الموعد المحدد لم يحدث شيء، ولم يعد الوزير يتحدث عنه حتى غادر منصبه.

وعاد الدكتور جابر عصفور لمنصب وزير الثقافة للمرة الثانية،ونوه إلى أنه اعتمد ميزانية قطاع صندوق التنمية الثقافية لعام ٢٠١٤ / ٢٠١٥، وضمنها ميزانية إنشاء متحف نجيب محفوظ بتكية أبوالدهب، لكن بعد أسابيع وخلال ندوة حضرها بجريدة الأهرام لمناقشة كتاب "حوارات نجيب محفوظ" للكاتب محمد سلماوي تحدث عن ضرورة مساهمة المجتمع المدني في المشروعات الثقافية وطالب بإنشاء المتحف بالجهود الذاتية، مؤكدا أنه سيكون أول المتبرعين.

وظل الأمر معقدًا وسط غضب العديد من المثقفين، طيلة تلك السنوات، وخاصة بعد ثورة 2011، بعدما تم فصل وزاتي الثقافة والآثار، الأمر الذي صعب إقامة المتحف، نظرًا لوجود بعض العواقب أبرزها، أن المكان أثري، وطبيعته تحتاج إلى طريقة معينة وحساسية كبيرة في التعامل، ولا يقبل لوضع أي مستحدثات تطويرية على حوائطه، ومنها مثلًا تركيب مصعب "أسانسير"، وكذلك اكتشاف أثري بداخله أثناء فترة التجهيز "صهاريج".

وهي الأمور التي سعى لحلها وزير الثقافة السابق حلمي النمنم، الذي أكد على اهتمامه شخصيا بإنجاز المشروع لتخليد ذكرى الأديب العالمي، وقال إنه توصل لحل مع وزارة الآثار فيما يخص كل نقاط الخلاف، وبالفعل تسلمت وزارة الثقافة المتمثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية تكية أبوالدهب إداريا في شهر أبريل ٢٠١٦ لإعداد دراسة هندسية تشمل الترميم والتجهيز وتقديمها لوزارة الآثار لحين الموافقة عليها على أن تبدأ وزارة الثقافة في تنفيذ ذلك المتحف، حينئذ فقط وبعد مرور عشر سنوات على صدور قرار فاروق حسني بدأت أولى الخطوات الجادة لتنفيذ المشروع.

بعد ذلك قام حلمي النمنم، يرافقه وزير الآثار يومها، بزيارة تكية أبوالدهب، حيث قاما بجولة تفقدية للأدوار الثلاثة المختارة للمتحف، وأعلنا تذليل كافة المعوقات التي أدت في السابق لتأجيل المشروع، ونقلت وكالات الأنباء عن وزير الثقافة تأكيده على افتتاح المتحف في ٣٠ أغسطس ٢٠١٧ تزامنا مع ذكرى رحيل نجيب محفوظ، وبعد أسابيع قلائل عادت وسائل الإعلام نفسها لتنقل عن نفس الوزير خبر تأجيل الافتتاح إلى ١١ ديسمبر من نفس العام تزامنا مع ذكرى ميلاد الأديب، وكما حدث في السنوات السابقة غادر الوزير المنصب، وتولته خلفا له إيناس عبدالدايم التي أكدت عن افتتاح المتحف في موعده، إلا أن المشهد نفسه تكرر مرة أخرى، وتم تأجيل الافتتاح لمطلع يناير ٢٠١٨ ثم يؤجل مره أخرى، إلا أن تمكنوا من وضع حلول لجميع الأزمات ليخرج المتحف إلى النور في صورة تليق باسم مصر، وأسم أديب نوبل "نجيب محفوظ".

ويفتتح المتحف اليوم، بتكلفة بلغت 15 مليون جنيه، ويتكون من ثلاثة طوابق لتضم بعض مقتنيات عميد الرواية العربية الشخصية، بالإضافة إلى مكتبه تضم مؤلفاته بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، وأخرى للإعارة الخارجية، وعدة قاعات للندوات والمؤتمرات، والعرض السينمائي، ومتعددة الأغراض، والسمعية والبصرية، وجاليري، وأخرى للتسجيلات الفنية، وفصول لدراسة السيناريو والكتابة الإبداعية، وكافيتريا مكشوفة، ومن بين القاعات: "قاعة نوبل، تجليات، أحلام الرحيل، الرثاء، والسينما، أوسمة ونياشين، فيلم غرافية"، إلى جانب مقهى الحرافيش، وتشمل تلك القاعات العديد من مقتنيات الراحل، إلا أنه ينقصها ميداليا نوبل، التي تسعى الوزارة إلى إضافاتها لمقتنيات المتحف.

ووضعت الثقافة بالتعاون مع المحليات جدارية رائعة أمام المتحف، لإعطاء صورة جمالية من الخارج، وتغيير الصورة المشوهة التي كانت موجودة من قبل بائعي الخضراء الذين يقطنون في السوق الواقعة أمام المتحف.