كرة القدم والرياضة ليست اختبارًا لعلاقات سياسية بين دولتين ، وليست مجالًا للتظاهر بالوطنية والولاء، ولكن هي لعبة تحكمها العواطف والإنحياز والميول لرغبة التشجيع يقودها العقل حتى تسير في خطوات وضوابط اخلاقية في المقام الأول .
وليس غريبًا ولا لوم على من يشجع فريق ما او دولة ينحاز لها عاطفيًا بشرط ان يحكم ذلك ويسبقه سلوك رياضي ، وان يكون ذلك عن قناعة عقلية وليس رد فعل على مواقف إفتراضية وشائعات لا يمكن التحقق من مصدرها ولا المقصود من إثارتها .
وعند الحديث عن مباراة الجزائر والسنغال في نهائي بطولة الامم الإفريقية لا يمكن الفصل في إحترام وتقدير المنتخبين الضيوف ، فالجزائر دولة عربية وبيننا وبينها تاريخ وعلاقات دولية أكبر من ان تفسدها تصريحات فردية من شخص غير مسئول او مدرب ولاعب لم يوفقوا في تصريحاتهم الغير مدروسة ،او عبارات يطلقها متهور على صفحات السوشيال ميديا بما تصنعه من أزمات قد تكون في اوقات كثيرة موجهه .
كذلك السنغال دولة افريقية بينها وبين مصر علاقات دولية وروابط افريقية مشتركة .
بل نقف أولًا عند نقطة صاحب الأرض والضيافة والتنظيم لنهائي البطولة والذي ظهر بمظهر لائق بتاريخ مصر وحضارتها ومجدها ، وقد كسبت احترام الجميع بإبهار كل من تابع وشاهد حفل وتنظيم المباراة النهائية .
حتى تعالت اصوات أفريقية بالإشادة واصفين انه لم يسبق نسخه افريقية مثلها ، بل وسوف يضع من هو قادم مثل الكاميرون في موقف حرج حتى يستطيعوا النجاح والخروج بمستوى تنظيمي رائع مثل مصر كما وصف ذلك نجم الكاميرون صامويل ايتو صاحبة التنظيم للنسخة القادمة 2021 .
والتي استطاع المنتخب الجزائري الفوز والحصول على لقب الكان عن جدارة واستحقاق مسبق وليس مقصورًا في مباراة النهائي ، فالمنتخب الجزائري اجتهد والتزم لاعبوه طوال البطولة حتى وصلوا للمباراة النهائية وتوجوا باللقب على حساب فريق أكثر اجتهادًا وهو المنتخب السنغالي، ولكن يأتي التوفيق والدعم الجماهيري والروح القتالية هي الفيصل والحسم للجزائريين .
الجزائر حصلت على اللقب وتفوقت ، وكل الإحترام للمنتخب السنغالي الذي قدم مباراة قوية ، وبطولة رائعة لم يحالفهم التوفيق ولكن نالوا احترام الجميع.