الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بناء الهرم الأكبر.. أسرار لا تنتهي تنم عن عبقرية المصريين القدماء

الهرم الأكبر
الهرم الأكبر

لا تزال أسرار بناء الأهرامات تشكل لغزا لدى كثيرين ممن حاولوا دراسة وفهم طبيعة تركيبة ذلك البناء الحجري الضخم، إذ إن هناك سيناريوهات شائعة عن ان بناء الأهرامات تم بمساعدة كائنات أو مخلوقات غريبة وصلوا للأرض وقاموا بتكديس تلك الحجارة الضخمة لبناء الهرم.

لكن السيناريو الأكثر واقعية أنه منذ 4500 عام اخترع المصريون القدماء ثورة في أساليب البناء الخاصة بهم محاولين إنشاء نصب تذكارية لا مثيل له، حيث يعد الهرم الكبير دليلا على تطور العمارة المصرية القديمة والهندسة كما يوضح أيضا مدى قوة مصر القديمة من حيث الاقتصاد واللوجستيات والسياسة، بحسب موقع "كريوزموس".

يقول الموقع إن بناء الهرم الأكبر كان يحتاج لتنظيم كبير، كما أن الاقتصاد المصري قد تم تطويره في ذلك الوقت بشكل كبير حتى يتم بناء الأهرامات، فمن خلال خطة البناء غير المصريون الهندسة المعمارية ونظريات الهندسة إلى الأبد مقتحمين سجلات التاريخ بتشييد أطول مبنى في التاريخ لمدة 3800 عام عقب بناء الهرم الأكبر.

وأشار إلى استمرار بناء الهرم الأكبر لنحو 20 عاما، موضحا أن هرم خوفو ورغم أنه ليس الأول على الأرض أو حتى في مصر إلا أنه فريدا من نوعه، حيث تغيرت الطريقة التي بنى بها المصريون الأهرامات ويرجح أنهم استخدموا نوعا جديدا من التكنولوجيا في هذه المهمة، مشددا على أنه مشروع اختلف عن أي محاولة أخرى مشابهة.

ويوضح أن هذا التخطيط والتكنولوجيا والقوى العاملة هي التي سمحت للمصريين القدماء ببناء هرم باستخدام 2.3 مليون قطعة من الحجر، حيث كان متوسط ​​وزن الحجر الواحد نحو 3 أطنان، وذلك رغم وجود بعض الأحجار المستخدمة في بناء الهرم يبلغ وزنها أكثر من 60 طنًا، إضافة إلى ذلك غطى المصريون القدماء الهرم الأكبر بنحو 27 ألف قطعة من الحجر الجيري المصقول والتي يبلغ وزن الواحدة منها عدة أطنان.

وأضاف أن الحصول على المواد المستخدمة في البناء كان عائقا وكابوسا لوجستيا أمام المصريين، لكن علماء الآثار اكتشفوا أن القدماء حصلوا على بعض الأحجاء المستخدمة في بناء الهرم الأكبر من المحاجر التي تبعد عنه أكثر من 800 كيلومتر، ما يعني أن المصريين كانوا بحاجة لوسائل للنقل.

يتوقع الخبراء أن المصريين القدماء نقلوا الحجارة الضخمة عن طريق سفن الشحن التي استخدمت في نقل مواد البناء، حيث تم نقلها عن طريق نهر النيل، الطريقة الأسهل في ذلك الوقت، كما يعتقد أنه تم إنشاء ممرات مائية محددة لوصول المواد إلى أقرب نقطة من موقع الهرم الأكبر.

ويعتقد العلماء أن المصريين القدماء استخدموا 5.5 مليون طن من الحجر الجيري ، و 8000 طن من الجرانيت -المستورد من أسوان- ، و 500 ألف طن من المونة التي تم استخدامها في بناء هرم خوفو، فيما رصد الموقع 3 أشياء استخدمها المصريون لإكمال بناء الهرم الأكبر.

- استخدام الممرات المائية الضخمة


يقول التقرير إن واحدة من اكثر الأشياء المحيرة هي كيفية نقل الأحجار الضخمة من أماكنها إلى موقع البناء، حيث يفترض أن المصريين استخدموا نهر النيل والسفن الضخمة لنقل تلك الحجارة، لكن المثير هو أن الهرم يبتعد عن نهر النيل فكيف تم نقل تلك المواد؟

وسلط الموقع الضوء على اكتشاف العلماء لأدلة على أن الهندسة المصرية البارعة في ذلك الوقت شكلت ممرات مائية ضخمة، حيث أزالوا كميات هائلة من التربة بالقرب من هضبة الجيزة ما سمح لنهر النيل بالتدفق وإنشاء قنوات ومجاري مائية قريبة قدر الإمكان من الهرم، ما يعني أن السفن التي تقل مواد البناء ستصل إلى نقطة قريبة بما فيه الكفاية من موقع بناء الهرم الأكبر.

وأكد الموقع أن علماء الآثار وجدوا أثرا لرمال رطبة تحت سطح الهضبة مما يشير إلى مرور مياه نهر النيل في تلك المنطقة ذلك العصر، إذ أن التربة كانت ملئية بالطين والطمي، موضحا أن تلك الممرات سهلت عملية بناء الأهرامات بشكل كبير.

- آلة هيرودوت


آلة هيرودوت جهاز أشار إليه الكاتب والمؤرخ اليوناني هيرودوت ومن المفترض أن هذا الجهاز هو الذي سمح للمصريين القدماء ببناء الأهرامات، حيث يقول المؤرخ إن القدماء رفعوا الحجارة عن طريق تلك آلة مكونة من ألواح خشبية قصيرة، ثم تستلمها آلة أخرى عند وصولها للخطوة التالية، ثم تنتقل عبر جهاز ثالث إلى الجزء الأعلى.

ويقول هيرودوت إنه تم الانتهاء من الجزء العلوي من الهرم أولا ثم الجزء الأوسط وأخيرا الجزء السفلي الأقرب إلى الأرض، إلا أن بعض العلماء شككوا في عدد من روايات هيرودوت.

اكتشف العلماء أيضا جهازا آخر ربما استخدمه القدماء لنقل الأحجار الضخمة إلى منحدر حاد، حيث كانوا يستخدمون مزلقة تحمل الأحجار مزودة بحبال لجر هذه الألواح الخشبية، حيث تمكنوا من رفع الكتل الحجرية من محاجر مرمر بموقع حتنوب شرق تل العمارنة ن خلال منحدرات شديدة الخشونة، ويعتقد أن الحبال ضاعقت قوة الجذب مما سهل عملية سحب الكتل نحو المنحدر.