الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يرجع لنبي الله إبراهيم.. قصة تسمية الثامن من ذي الحجة بيوم التروية

مبيت الحجاج في منى
مبيت الحجاج في منى - صورة أرشيفية

«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».. تلبية صدحت بيها ألسنة حجاج بيت الله الحرام، الذين أتوا من كل فج عميق يرجون رحمة ربهم ويخشون عذابه، معلنة بدء مناسك الحج في أول أيامه، أحد أركان الإسلام لقوله تعالى: «وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ».

في الثامن من ذي الحجة من كل عام تبدأ شعائر فريضة الحج بيوم «التروية» والذي يحرم فيه حجاج بيت الله الحرام بارتداء ملابس الإحرام، معلنين بدء مناسك الحج من تلبية، وطواف، وسعي، ووقوف بعرفة، والنحر، ورمي الجمار، في امتثال لما أمر به الله وما فعله رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

يوم الثامن من ذي الذي يبدأ فيه حجاج بيت الله الحرام بالإحرام، والذي سمي بيوم «التروية» فإن تسميته بهذا الاسم جاءت من أن يرون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام، وفقا لما قاله العلامة البابرتي في كتابه "العناية شرح الهداية"، قائلا: «إنما سمي يوم التروية بذلك، لأن الناس يروون بالماء من العطش في هذا اليوم ويحملون الماء بالروايا إلى عرفات ومتى».

ووفقا لما قاله العلامة العيني في كتابه البناية شرح الهداية، وهو ما ردت به دار الإفتاء بعدما سئلت عن تسبب تسمية الثامن من ذي الحجة بيوم التروية، أن تلك التسمية ترجع إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، حينما تروى فيه قبل ذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام، وهو ما رجحه كثير من أهل العلم لأن غالبية مناسك الحج مأخوذة عن نبي الله إبراهيم عليه السلام.

وتعود القصة إلى نبي الله إبراهيم حينما رأي ليلة الثامن من ذي الحجة في منامه، قائلا يناديه ويقول له: "إن الله يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح لم يستعجل وتروى وسأل نفسه أهى رؤيا من الله أم من الشيطان؟، فمن هنا سمى يوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية.

وفي يوم التروية يبدأ الحاج المتمتع بالإحرام من المكان الذي ينزل به، ومن كان قارنا أو مفردا فهو باق على إحرامه، يبدأ حجاج بيت الله الحرام التوجه إلى نتى على اختلاف نسكهم ممتعين وقارنين ومفردين، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يستحب التوجه إليها قبل الزوال أي قبل الظهر فيصلي فيها الحاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، قصرا للصلاة الرباعية.

ويستحب لحجاج بيت الله الحرام في يوم التروية المبيت في منى هذا اليوم حتى إذا صلى الحاج فجر يوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة، انتظر حتى تطلع الشمس ثم يتجه إلى جبل عرفات ملبيا وكبرا بهدوء وسكينة.