بعد توجيهات السيسي.. بحيرة المنزلة ببورسعيد تساهم فى النهوض باقتصاد الوطن بكورنيش عالمى.. وتطهيرها من الأعمال الخارجة عن القانون

• بحيرة المنزلة ببورسعيد تعود إلى أحضان الوطن بعد سيطرة أصحاب النفوذ والخارجين عن القانون عليها
• تنفيذ قناتين إشعاعيتين بطول ٣ كيلو مترات لضخ مزيد من مياه البحر لتحريك المياه الراكدة بالبحيرة
• إنشاء حزام أمن لحرم البحيرة بعرض 8 أمتار وبطول 82 كيلو لمنع التعدى على البحيرة بالبناء
• إنشاء كورنيش سياحى عالمى وإعادة وضع تنيس على خريطة العالم السياحية

تعتبر بحيرة المنزلة إحدى الحدود الإدارية التى تفصل محافظة بورسعيد فى الاتجاه الجنوبى للمحافظة عن العديد من محافظات الجوار والتى تشترك معها فى حدود البحيرة الإدارية بينها دمياط والشرقية والدقهلية.

وعلى مدار عقود كانت البحيرة وحتى وقت قريب تمثل أهم مصادر الثروة السمكية للمحافظة بل لمصر كلها حيث كان يستخرج منها أجود الأسماك خاصة فى نقطة التقاء البحيرة العذبة بالبحر المتوسط.

ولعبت البحيرة دورا بارزا فى مقاومة شعب بورسعيد لقوى العدوان بدء من مقاومة العدوان الثلاثى عام 56 مرورا بحرب الاستنزاف والتهجير، حيث استغلها رجال المقاومة والقوات المسلحة فى تهريب السلاح إلى بورسعيد كما كانت أحد أهم المنافذ لتهجير البورسعيدية إلى الدقهلية والشرقية.

ومع دخول مصر الألفية الجديدة تحولت البحيرة إلى مصدر إزعاج لسكان المدينة الباسلة بعد أن استولى علي أجزاء كبيرة منها بعض أصحاب النفوذ والخارجين عن القانون وأنشأوا المراحات للاختباء بها من أعين الداخلية كما أنشأت التحاويش والحوط لحجب الأسماك من قبل أصحاب النفوذ وبيعها لتضييق الخناق على صغار الصيادين.

وتضم البحيرة فى حدودها الإدارية بمحافظة بورسعيد أكبر منطقة أثرية عرفت بجزيرة التنيس التى ترجع أصولها إلى العصر الفرعونى والتى أهملت بمرور الزمن رغم أهميتها على خريطة السياحة العالمية.

وجاء قرار وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطهير وتطوير البحيرة الأهم في بحيرات مصر التي تعد من أهم المحميات الطبيعية العالمية، حاملا الخير لسكان المحافظة لتبدأ البحيرة في استعادة طبيعتها.

وشمل مشروع التطوير تنفيذ قناتين إشعاعيتين من خطوط المواسير بطول ٣ كيلومترات لكل منها لضخ مزيد من مياه البحر المتوسط داخل أعماق البحيرة لتحريك المياه الراكدة بها ومع تشغيل القناتين بدأت عملية تدوير المياه التى حملت معها ملوثات كامنة فى أعماق البحيرة وتدريجيا بدأت نوعية المياه بالبحيرة تعود لطبيعتها بزيادة نسبة الملوحة فيها مع التخلص التدريجي من أنواع الملوثات بها.

ووضحت نتائج هذا الأمر جليا من خلال أعمال تحليل مياه البحيرة ومتابعة التغيرات التي حدثت بعدما تم رصد عودة عائلات من الأسماك المهاجرة من نوعيات الأسماك الفاخرة للبحيرة مرة اخرى بعد غياب سنوات طويلة ومنها أسماك البورى والدنيس والقاروص واللوت، وتمثل هذه العائلات حوالى ٧٠٪‏ من مجموعات الأسماك التى كانت تعيش وتتكاثر فى البحيرة وهو مؤشر أكثر من ممتاز أن مشروع التطهير يسير على الطريق الصحيح لاستعادة كافة أنواع الأسماك المهاجرة ولاسيما أن النسبة العظمى من زريعة الأسماك عادت هى الأخرى للبحيرة أيضا.

كما يجرى حاليا أعمال تكريك القناة الشعاعية ببحيرة المنزلة والتى تبدأ من كوبرى الصفارة بعرض 80 مترًا وبعمق 3 أمتار بطول 8 كيلو مترات، أن إجمالي عمليات التكريك فى المنطقة بلغت نحو 5 ملايين متر مكعب سوف يتم نقلها إلى شرق الحائط البحري بعزبة البرج.

وتشهد البحيرة حملة لإزالة التعديات من الحوش والتحاويط التى كانت موجودة وكانت تمثل اعتداء صارخا على حركة الأسماك والزريعة بالبحيرة ساعدت بشكل كبير فى عودة الحياة الطبيعية للأسماك والسماح لها بالتكاثر الطبيعى وبالتالى زيادة كمياتها وهو هدف قومى لتنمية الثروة السمكية.

وتشير الدراسات إلى أنه مع استمرار أعمال تطهير البواغيز المستمرة حاليا بواسطة هيئة حماية الشواطئ لبوغازى الجميل ١ والجميل ٢ فإنه من المنتظر أن تتزايد كميات الأسماك تباعا فى البحيرة فى ظل رقابة صارمة وتنظيم أعمال الصيد بالبحيرة لاصحاب التراخيص الرسمية فقط ومنع عودة عمليات التعدي عليها مرة أخرى.

كما يجري حاليا إنشاء الحزام الأمن لحرم البحيرة بعرض 8 أمتار وبطول 82 كيلو لمنع التعدى على البحيرة بالبناء أو الهدم والذى نفذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من دمياط حتى بورسعيد مرورا بالدقهلية.

وبالتزامن مع أعمال تطهير وإزالة التعديات ببحيرة المنزلة يجري حاليا إنهاء أزمة صرف مياه مصرف بحر البقر ببحيرة المنزلة، لحل المشكلة نهائيا وذلك بإنشاء محطة لمعالجة مياه مصرف بحر البقر بطاقة 5 ملايين م3/يوم، يتم الاستفادة منها في استصلاح وزراعة حوالي 330 ألف فدان شرق قناة السويس بالإضافة إلى 70 ألف فدان يتم زراعتها حاليًا بمنطقتي سهل الطينة والقنطرة شرق ليصل إجمالي الأراضي المزروعة إلى 400 ألف فدان، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة (إنتاج زراعي وحيواني وصناعي).

ويسهم المشروع في إيجاد فرص عمل جديدة تصل إلى حوالي 40 ألف فرصة عمل، ما بين عمالة دائمة في قطاع الزراعة والتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني، وإدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الأنفاق والمجاري المائية، بالإضافة إلى عمالة مؤقتة في أعمال التشييد والبناء وتنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية وأعمال منشآت الري ومحطات الرفع ومجال استصلاح الأراضي والأعمال المدنية المرتبطة به.

وتعد المحطة هى الأكبر من حيث الحجم فى مصر والتي يعكف على إنشائها تحالف شركتى أوراسكوم والمقاولين العرب يقوم بتنفيذ المشروع، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ويجرى حاليا الإعداد لاستغلال بحيرة المنزلة سياحيا لأول مرة بعد تطهيرها بأنشاء أول كورنيش عالمى بطول حدود البحيرة الإدارية داخل محافظة بورسعيد، ليتحول مصدر الإزعاج للبورسعيدية إلى مصدر من أهم مصادر الرزق الجديدة بعيدا عن صيد الاسماك التى اعتادوها من البحيرة بإنشاء العديد من الكافيهات والمولات والملاهى المائية.