" صدى البلد " يرصد بالصور أحداث قرية أبو سمبل

رصد "صدى البلد " قرية نصر النوبة بأسوان، الأربعاء الماضي، كارثة انهيار جسر ترعة النقرة الذي أدى بدوره لغرق ما يقرب من 88 منزلاً من إجمالي 1300 منزل هم تعداد القرية.
وقد تم إخلاؤها بالكامل، وشفط المياه من 75 منزلا آخر، بجانب انهيار سور مدرسة أبو سمبل الإعدادية، حيث استقبل الأهالي مساعدات المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في فرحة وسعادة وشكر وتقدير والتي أمر بتوزيعها عليهم عبر طائرة حربية خاصة وشملت 10 أطنان من المواد الغذائية والسلع التموينية، بجانب توزيع 2000 بطانية تحت إشراف رجال الجيش علي المتضررين وبحضور القيادات والحركات الشعبية.
وقدمت مؤسسة مصر الخير 500 بطانية و500 كرتونة مواد غذائية، بالإضافة إلي مساعدات أخري من الأحزاب والقوي المصرية ، وتم أيضاً توزيع 5 خيام من قبل المحافظة مجهزة للإقامة أمام منازل المتضررين، في حين فضل الآخرون الإقامة في منازل ذويهم وأقاربهم.
وانتشرت فرق عديدة من الجيش والري والحماية المدنية والشركات الكبري بطول القرية للمشاركة في تحويل المياه من الشوارع والمباني المحيطة بها إلي الترعة الرئيسية بعد ارتفاع منسوب مياه ترعة وادى النقرة الرئيسية صباح أمس عبر تشييد جسور والاستعانة بمعدات وسيارات الدفع المدني فى شفط تراكمات المياه لمنع وصول المياه لمزيد من المنازل وحماية الممتلكات الخاصة والعامة.
وقد أشاد الأهالي بدور القوات المسلحة لمشاركتها الايجابية المتواصلة لتخفيف معاناة أهالي القرية، مؤكدين أن الجيش والشعب يد واحدة في السراء والضراء ، وانه لن تفرق هذه الوحدة أي محاولات من هنا أو هناك.
وداخل مركز شباب أبو سمبل كانت سيارات الجيش توزع المعونات الغذائية والبطاطين حيث وصلت بطائرة حربية خاصة بمطار دراو لمساعدة الأهالي، وساعد الجيش أعضاء من الحركة الشعبية لنقل المعونات وتوزيعها.
ومن ناحيته أشار المهندس محمد مصطفي كمال السكرتير العام للمحافظة ورئيس لجنة حصر الخسائر إلي أنه تم شفط المياه من 75 مسكنا من إجمالي 1300 مسكن لم تتأثر بالحادث.
في حين أن هناك 13 مسكنا معرضا للانهيار في أي لحظة وتم إخلاؤها من المقيمين بها، لافتاً إلي وجود فرق فنية من قطاع الكهرباء يراجع كافة الوصلات الكهربائية الفرعية والرئيسية، تمهيداً لإعادة إطلاق التيار الكهربائي مرة أخرى فور الاطمئنان علي سلامة الوصلات تماماً.
كما شاركت داخل المركز 3 قوافل طبية وأجرت الكشف الطبي على أهالي القرية للاطمئنان لعدم وجود أي أمراض معدية، بالإضافة إلى قيام حملة من إدارة الطب الوقائي برش المبيدات والمطهرات اللازمة لمواجهة الحشرات الضارة وانتشار العدوى.
وتبدأ الحكاية عندما فوجئ أهالي قرية أبو سمبل التي تبعد عن شمال مدينة أسوان بنحو 50 كم بشلالات من المياه تتدفق عليهم فجر الأربعاء مما أضطرهم لترك مساكنهم والهروب بعيداً ظناً منهم أنه سيل ، وحاول الشباب إيقاف المياه المندفعة من ترعة مشروع وادي النقرة التي تبدأ من بلانة غرباً وحتى نهاية المشروع شرقاً ، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ، وفي غضون ذلك وحسب تصريحات سيد إسماعيل رئيس مركز ومدينة نصر النوبة أنه توجهت بعض معدات النقل الثقيل التابعة للهيئات الحكومية لمواجهة المياه ، بالإضافة إلي قوات الحماية المدنية التي شاركت من مدن المحافظة المختلفة.
ومن ناحية أخري اعتبر المسئولين بالقرية الكارثة بأنها محدودة نظراً لأنها لم تسفر عن أي حالات وفيات أو إصابات ..ومن جانبه أشار العمدة حسين دهب عمدة القرية بأن جميع الأجهزة قامت بجهد خارق لإيقاف المياه وإصلاح الجسر المنهار.
ويوافقه في ذلك خليل الجبالي أحد القيادات الطبيعية بمركز نصر النوبة والذي أشار إلي أنه علي الرغم للخطأ الفادح الذي قام به العاملون بمحطة رقم ( 4 ) بعدم تشغيل التيار الكهربائي الخاص بالمحطة في موعده والذي أدي لتوقف المحطة عن ضخ المياه وحدوث عطل بها والذي أدي بدوره إلي حدوث زيادة في منسوب ترعة النقرة مع استمرارية عمل محطتي ( 2 و 3 ) وهو ما أدي إلي ارتجاع المياه و هو الذي تسبب في حدوث ضغط هائل علي الجسر المجاور للترعة مما أدي لانهيار جزئي بطول 300 متر ، إلا أننا لمسنا مدي اهتمام التنفيذيين وعلي رأسهم محافظ أسوان باحتواء الأزمة من خلال إرسال المعدات الثقيلة وسيارات الكسح والشفط ، كما علمنا أن المحافظ أجري اتصال بمحافظي الأقصر وقنا حيث تم الاستعانة ب 20 سيارة كسح وشفط ، وساهم ذلك في السيطرة علي الموقف وعدم تدفق المياه لباقي المنازل بقرية أبو سمبل ، مشيراً إلي أننا نتقدم أيضاً بالشكر الوفير للسيد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي اهتمامه بأهالي القرية ومتابعته مع محافظ أسوان مصطفي السيد الموقف لحظة بلحظة وإرساله طائرة حربية إلى أسوان محملة ب 10 أطنان من المساعدات والمواد الغذائية والتموينية و2000 بطانية حيث تم توزيعها علي المتضررين من غرق منازلهم .
ومن ناحية أخري اتهم بعض الأهالي بالقرية تأخر الأجهزة التنفيذية المنوط بها إنقاذهم بالتأخير في الوصول إلي موقع الانهيار مما أدي إلي تفاقم الوضع ، وقال محمد حسنين أحد شباب القرية أن الانهيار وتدفق المياه بدأ في الرابعة فجرأ ، وكان من المفروض أن تقوم محطة ري بإبلاغ أول محطة بوقف تصريف المياه ، طالما أن الكهرباء قطعت عنها ، ولكن ما حدث أن ظلت المياه تتدفق علي المساكن الواقعة في منسوب منخفض مما أدي إلي غرقها .. وهذا ما نفاه محافظ أسوان والذي أكد علي تواجد الأجهزة التنفيذية فور وقوع الأزمة وهو الذي ساهم بدوره في حلها والسيطرة علي الموقف بالكامل .. مشيراً بأنه فور إبلاغه بالحادث فجر الأربعاء كان متابعاً لحظة بلحظة بالدفع بأجهزة الإنقاذ ، كما توجه إلي هناك للوقوف علي الحالة العامة للقرية .. فيما أوضح أيمن حمزة من المتضررين والذين حدث انهيار لمنزله بعد غرقه في الأحداث التي شهدتها قرية أبو سمبل إلي انه سمع في الفجر بعض الأصوات والصراخ من قبل الجيران ، وعلي الفور خرج خارج المنزل حيث وجد شلالات من المياه تتدفق نحو المنطقة المقيم فيها والواقعة في مقابل الجسر المنهار ، وعلي الفور قام بأخذ أفراد أسرته الأربعة وتوجه بعيداً عن سير المياه ، وقد تعرض منزله للغرق ، وأكد أنه لابد من محاسبة المقصرين بأقصى درجات الردع في هذه الكارثة التي حلت علي بعض الأهالي بعد انهيار منازلهم ، وقد تؤدي بهم للتشرد .. مؤكداً انه والحمد الله إننا في نصر النوبة الجميع يشيل بعضه وهذا ما حدث بالفعل حيث قام الشباب والكبار والجميع بالمشاركة في نقل أي منقولات تبقت إلي منازلهم التي لم تصيبها أو تتأثر بالمياه المنهمرة علي القرية ، وتم بفضل الله تحقيق الاستقرار الأولي لأسرتي ، وكذا لباقي الأسر المتضررة من قبل أبناء عمومتهم أو جيرانهم بالقرية بينما أوضح ناصر عبد الستار والمتضرر أيضاً من غمور منزله بالمياه وانهيار أجزاء كثيرة منه إلي أن ما حدث يعد قضاء وقدر ، ولكن في نفس الوقت يوجد هناك من تسبب في ذلك ولابد من محاسبته وعدم تركه طليقاً بعدما تسبب في تشرد العشرات من الأسر ، في توقيت صعب جداً حيث الشتاء والبرد الذي يهيمن علي مختلف القري ، بجانب أن أبنائنا يدخلون خلال هذه الأيام فترة امتحانات نصف العام الدراسي وجميع الكتب والمرجع وخلافه غرق في المياه ، بجانب أن ما تعرضوا له من صدمة في الفجر أثر بالسلب بكل تأكيد عليهم ، ونتمني في أسرع وقت أن تحل الأزمة ويتم توفير سكن لنا بديل حتى يعود الاستقرار لأسرنا ، مؤكداً إلي أن الغالبية من المتضررين رفضوا أن يقيموا في خيام وذلك لأن الغالبية من أهالي القرية ينعمون بالود والحب والتكاتف في وقت المحن والشدائد وهذا ما تم بالفعل فالجميع وقف بجانبنا دون أن نطلب منه لأن هذه هي طبيعة أبناء أسوان بصفة عامة والنوبة بصفة خاصة ، فالجميع يحمل بعضه الأخر في الأفراح والأحزان .. وطالب من محافظ أسوان بضرورة أن يتم وضع حلول بالنسبة لامتحانات أبنائنا في النصف الدراسي الأول.
بينما أشار فهمى محمد على رئيس مجلس محلى أبو سمبل السابق إلي أن الخطر كان متوقعاً حيث كانت هناك مطالب أمام المسئولين في النظام السابق وأهدرت اعتمادات مالية كانت مخصصة لإنشاء مصرف موازٍ لترعة أبو سمبل لسحب أي مياه زائدة ولا أحد يعرف أين ذهبت ، مطالباً بإحياء هذا المشروع من جديد وخاصةً أن ترعة النقرة تعد غير مطابقة للمواصفات الفنية .. بينما طالب محمد عبد العزيز بسرعة توصيل التيار الكهربائي المقطوع من يومين ومعه مياه الشرب نتيجة لتعطل المرشح الوحيد بالقرية ودعم المساكن بفناطيس مياه مؤقتاً .. في حين أكدت عائشة أحمد مديرة مدرسة أبو سمبل الإعدادية إن المدرسة أصبحت آيلة للانهيار بعد أن غمرتها المياه ، وتم تعليق الدراسة .. ونطالب بإعادة تميم المدرسة والاطمئنان علي أثاثاتها من خلال لجان فنية متخصصة للحفاظ علي سلامة التلاميذ عقب استئناف الدراسة .