الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب: اليسا.. وحكمة اعتزال ما يؤذيك

صدى البلد

ما الذي يدفع الفنان بالإبتعاد عن عمله الذي عشقه وجمهوره الذين منحوه الحب ورفعوه فوق الأعناق، بالطبع هي ضغوط كثيرة، في الغالب تكون مرتبطة بالعمل وفي أحيان أخرى تكون مرتبطة بأمور شخصية أو صحية هكذا شاهدنا حالات كثيرة بين الفنانين.

بدون مقدمات أعلنت اليسا والتي تعد واحدة من أنجح المطربات العرب في التاريخ الحديث إعتزالها وأن البومها القادم الذي تعكف عليه الآن هو الأخير لها، هكذا كانت تغريدتها، الخبر أحدث ردود أفعال كثيرة مستمرة حتى الآن بسبب أهمية صاحبته وشعبيتها العربية الكبيرة، الخبر اذاعته بنفسها عبر حسابها على تويتر ولم يُسرب إلى الإعلام، هي كذلك دائما لمن يعرفها تواجه بنفسها وصاحبة "قرارها".

سأحاول أن أكون محايدا رغم علاقة الصداقة التي تربطني باليسا واعتز بها.

بالطبع هي غاضبة منذ فترة لأسباب كلها تتعلق بالعمل والأجواء المحيطة به، ولكنها كانت دائما قوية وعائدة من رحلة مرض انتصرت فيها وروحها المعنوية في السماء بسبب دعم وحب جمهورها في تلك المحنة.

بدأت تطورات وضغوطات العمل تتسارع بشكل كبير، مثلا منذ عدة أشهر بينما كانت تتعافى من محنتها الصحية كان تأثير جزء من تلك التطورات سلبيا عليها بعدما علمت بنقل محتوى أرشيفها الغنائي من "تطبيق" لآخر ومعه ضاعت أرقام قياسية "عالمية" باسمها ولكن وقتها تم حل بعض المشاكل الإنتاجية وهدأت الأمور، وربما ظل أثرا نفسيا ما داخلها.

ولكن يبدو أن أجواء العمل المحيطة وتغيراتها الكثيرة والمستمرة في الفترة الأخيرة لا تنتهي، هكذا هو الوسط الفني منذ الماضي البعيد تسمع لفظ "الشللية" دائما في كثير من أحاديث أهل الفن.

هناك صراعات خفية دائما وحروب غير معلنة بين أبناء المهنة، تصل الآن لحروب عبر السوشيال ميديا ولجانه ضغوطات طوال الوقت ولذلك وجدت نفسها لا تستطيع تحمل أجواء العمل الحالية وصراعتها الخفية وعملت بحكمة "إعتزل ما يؤذيك" وانا هنا مع ان الفنان يأخذ اجازة لفترة لو وجد نفسه يتعرض لضغوطات وحروب لأنه صعب الإبداع والعمل في تلك الأجواء.

اليسا اكتفت بكلمة "مافيا" في تغريدة إعتزالها لتختصر أحوال سوق الموسيقى والغناء العربي الحالي، وهو يدل على ما وصلت إليه من ضيق او كما قالت لي "أنا قرفت" وهو يختصر الحالة التي وصلت إليها اليسا عندما يصل بها الحال لإعلان ذلك تكون بالطبع الأمور المحيطة سيئة جدا، وأصبحت لا تتحملها ولذلك فكرت في الابتعاد والعيش في هدوء.

عدد من أبناء الوسط الفني تفاعلوا مع الخبر وطالبوها بالتراجع عنه وآخرون التزموا الصمت ولا نعرف هنا "النوايا" ماذا تحمل.

الإعتزال "مرفوض" هكذا غرد الملايين من متابعيها، ولكنها رفضت الحديث عن تفاصيل قرارها المنتظر وطمأنت محبيها انها تعكف على إختيار أغنيات ألبومها القادم والذي يحمل رقم 12 في مسيرتها، وبسببه حضرت إلى القاهرة في شهر مايو وعقدت جلسات عمل لعدة أيام في القاهرة استمعت خلالها لكم أغنيات كبير لتختار من بينهم وحضرت معها تلك الجلسات وكانت مهتمة جدا بالالبوم القادم ومستواه الفني، وشاهدتها في جلسات العمل كيف تهتم بتفاصيل الأغنية من كلمة ولحن، هي من أكثر الفنانين الذي يهتمون بعملهم وهو بالنسبة لها كل شيء وأعطته كل وقتها ولذلك قرار "الإعتزال" يبدو ثقيلا على نفسها واتمنى ان تستطيع أن تتجاوز الصعوبات الموجودة من أجل جمهورها ومحبيها، هي الآن في مرحلة تفكير بالتأكيد ربما يكون هناك قرارات تتعلق بمستقبلها الفني، هي تعرف ماذا تفعل وقيمتها كفنانة.