الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين رانيا يوسف وريهام سعيد !!


احتار جمهور المواطنين بين المشهدين، مشهد الفنانة رانيا يوسف مؤخرًا، والتي عادت للواجهة مجددًا بفيديو مثير للجدل وهي ترقص في الساحل الشمالي بمصر.. بينما المشهد الآخر للإعلامية ريهام سعيد، التي أخطأت في حق الكثيرين بتصرفها الأخير في برنامجها الذي من المفترض أنها تقدمه من أجل الخير.

في الحقيقة، من يتابع المشهدين، سيجد أنه شتان بين الاثنين، فالمشهد الأول للفنانة رانيا يوسف والذي أثار جدل الكثيرين من متابعيها، لا يمكن مقارنته بفعلة ريهام سعيد الأخيرة والتي تحدث عنها تقريبًا كل المصريين.. فقد ظهرت رانيا يوسف في فيديو نشرته على حسابها في "تويتر" أول أمس، وهي ترقص على أغنية "أنا ابن مصر" لـ محمود العسيلي، أثناء تواجدها في الساحل الشمالي وترتدي فستانًا مفتوحًا من الصدر وعلَّقَت على الفيديو قائلة: "أنا أيضًا شخص عادي، ومن الطبيعي أن أقضي وقتًا ممتعًا مع عائلتي"... 

بصراحة الأمر لا يعيب أحدًا خاصة أن الفنانة لم تُخطئ في حق أحد.. وإذا كانت ارتدت "المايوه" أو لباس البحر أو فستانا مفتوحا من الصدر، فالأمر مقبول ما دامت على الشاطئ وتستمتع بعطلة الصيف مع عائلتها، فلكل مقامٍ مقال.. أما اعتراض البعض على أن تنشر رانيا صورها بهذا الشكل، فهو تدخل غير مبرر في شأن الفنانة وحياتها الخاصة، فأعتقد أنه حتى إذا دأبت رانيا يوسف على مشاركة جمهورها ومتابعيها بصور وفيديوهات ولقطات من حياتها اليومية، فهذا لا يمنح الأشخاص التدخل في شأنها، وببساطة من لا تعجبه الفنانة، يمكن له حذفها من قائمة الأصدقاء.. فمن الطبيعي أن تشارك معجبيها الأمر، ما دامت لم تمس أحدًا بسوء، كما أن الأمر مختلف تمامًا عن مشهد الفستان الذي ارتدته من قبل، واعترضنا عليه في أحد مقالاتنا في "موقع صدى البلد الموقر"، فالاعتراض كان من باب أنها واجهة وتمثل اسم مصر في مهرجان السينما، الأمر الذي يفرض عليها الالتزام باحترام الجمهور وعدم الظهور بما لا يليق في حدث جماهيري.. وأعتقد أن كلا الأمرين بالنسبة لرانيا مختلف تمامًا، مما فرض عليها تقديم اعتذار لجمهورها.

أما ما قامت به ريهام سعيد، لم ولن يغتفر كما لا يمكن أن يمحوه الاعتذار، فالإعلامية أخطأت في حق الكثير من النساء المصريات والرجال، واعترافها المشين بأن "التخان" البدينات والبدناء، الأفضل لهم أن يموتوا أمر سافر، بل وعيب كل العيب أن يصدر من شخص يحمل رسالة إعلامية سامية وهادفة، فأين الهدف من وراء هذا الحديث التافه أو "الهراء"؟.. كما أن وصفها للنساء اللاتي يرتدين العباءات، ليدارين بدانتهن، لهو أمر مغلوط 100%.. وغير مسموح القبول بهذه الترهات.

المشاحنات التي دارت بين ريهام سعيد والكثير من الفنانين والإعلاميين، الذين اعترضوا عليها عبر مواقع التواصل المختلفة وهي مستمرة في الدفاع عن نفسها، أضعف موقفها أكثر، لدرجة أن أحمد حسن، لاعب الكرة الشهير، الذي انتقدها في تعليقه، ساخرًا من كلامها، على هذا التصرف المشين، وضع صورة له ولوالدته التي وصفها بالبدينة وهو سعيد، قائلًا: "هؤلاء النساء الأمهات، هن أصحاب الرسالات الحقيقية في التربية كمعظم الأمهات المصريات الرائدات".. والكثير والكثير من التعليقات التي يندى لها الجبين على ما قالته سعيد، لكن يبدو أن سعيد أسالت لعاب الكثيرين للرد عليها.

ألم تنظر هذه الإعلامية إلى كل هؤلاء البدينات اللاتي كن يدعيان لها بالشفاء وقتما أصابها مرض نادر في وجهها، أما الآن يدعيان عليها.. هذا التصرف غير المحسوب وغير اللائق لا يمكن أن يصدر من إنسانة من المفترض أنها تخفف عن الآخرين.

عمومًا لست من المتابعين لسعيد في يومٍ من الأيام ولست ممن يصدقون برنامجها على الإطلاق، لكنني هنا لا أفضل الحديث عنها أو عن برنامجها.. ما أحزنني فعلًا أنها أصابت أصحاب هذه المهنة في كبد.

كلا المشهدين بين رانيا يوسف وريهام سعيد مختلفان اختلاف السماء والأرض، فرانيا إنسانة وفنانة ومن حقها أن تعيش كما يحلو لها ما دامت لا تؤذي الآخرين، بينما سعيد أخطأت بما لا يدع مجالًا للشك في الآخرين.

من كل قلبي: أعتقد أنها ليست المرة الأولى التي تخطئ ريهام سعيد في حق نفسها أو في حق المهنة أو الناس، وسبق أن قدمت اعتذارا بعد أن تم استبعادها، من الأجدر لها ألا تفكر في العودة أو الاعتذار بل الاعتزال ربما يكون أفضل اعتذار لجموع المواطنين.. أقول لريهام: أصبحتِ عبئا ثقيلًا على المشاهد ولن تستطيعي أن تمحي هذه الفعلة من الذاكرة ما حييتِ، فهناك أشياء لا تنمحي، أعتقد أن الاعتزال أكرم تصرف لكِ حفاظًا على ماء الوجه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط