هيئة التنسيق السورية ترحب بمبادرة الخطيب
أعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا حسن عبد العظيم عن ترحيب الهيئة بمبادرة الحوار التي أطلقها رئيس الائتلاف السورى المعارض معاذ الخطيب.
ووصف عبد العظيم، مبادرة الخطيب بالخطوة المهمة والإيجابية، على اعتبار أنه أول مسئول في المعارضة الخارجية يتحدث عن موضوع الحوار مع النظام، وأن مبادرته ليست شخصية وإنما يقف وراءها دفع أمريكي وأوروبي باتجاه التوصل إلى حل.
وقال " إن المبادرة جاءت نتيجة توافق أميركي روسي لوقف نزف الدماء والعنف والانتقال السلمي للسلطة عبر الحل السياسي، الأمر الذي تأكد في التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري الذي هو في طبيعته يميل إلى الحلول السياسية أكثر من العنف" - حسب المعارض السوري.
ورحب عبد العظيم بالرد الرسمي السوري على مبادرة الخطيب، وقال: "كنت أخشى أن يتجاهلوا المبادرة لكنهم أسرعوا وعبروا عن ترحيبهم واستعدادهم للحوار"، منتقدا في الوقت ذاته رئيس الائتلاف بشأن شروطه للحوار وقال "إنه ليس هو وحده من يحدد ذلك، وكلنا شركاء بالموضوع وبالتالي فإن تحديد المهلة الزمنية غير مفيد".
واعتبر عبد العظيم مبادرة الخطيب تتلاقى مع خط هيئة التنسيق الوطنية ومبادراتها للحل السياسي التي تقدمت بها قبل عيد الفطر الماضي بأيام وطالبت حينها بوقف العنف أولا ثم إطلاق سراح المعتقلين والأسرى والسماح بوصول الإغاثة للمناطق المنكوبة، بما يمهد الأجواء للتفاوض بين المعارضة والنظام.
وتحدث المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطى في سوريا حسن عبد العظيم عن التمهيد للتواصل بين الهيئة والائتلاف السورى المعارض في القاهرة بعد إعلان الخطيب، رئيس الائتلاف، لمبادرته وقال: "ناقشنا هذه المسألة السبت الماضى خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لهيئة التنسيق وقبله خلال اجتماع المكتب السياسي، ولكننا حتى قبل هذين الاجتماعين بادرنا بإعلان مواقف إيجابية من مبادرة الخطيب على اعتبار أن موقفه يتقاطع مع مواقف الهيئة".
وأشار إلى أن اللجنة التنفيذية قررت إرسال وفد إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة بهدف عقد لقاءات مع الائتلاف للدفع باتجاه الحل السياسي ووقف العنف وللبحث عن الطريق والأسلوب الذي سيساهم في تعزيز تأييد هذا الخط في المعارضة الخارجية سواء في الائتلاف أو المجلس الوطني.
وقال عبد العظيم: "نحن لا ندعو ولا نشجع على انقسام المعارضة ولكننا نأمل أن يدركوا الائتلاف والمجلس الوطني المخاطر التي تحيق بسوريا والشعب السوري وباستقلال البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة، ونتمنى أن يكونوا على قلب رجل واحد لنصرة الشعب السوري ووقف العنف والفوضى".
وأضاف عبد العظيم "إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري بشأن الدفع باتجاه حل الأزمة السورية عبر الدبلوماسية إنما تجسد التحول في مواقف واشنطن، وقد قرأنا هذا التحول حتى قبل تعيين كيري، حيث حصل نوع من التوافق
الأمريكي الروسي بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافرروف في دبلن، ثم اجتماعات نائبي وزيري الخارجية الأمريكي والروسي وليم بيرنز وميخائيل بوجدانوف في جنيف لمتابعة الاجتماع السابق وظهر ذلك التوافق بين الدولتين لوقف نزف الدماء والعنف والانتقال السلمي للسلطة عبر الحل السياسي وظلت الأمور متوقفة على تعيين وزير الخارجية الجديد الذي هو في طبيعته يميل إلى الحلول السياسية أكثر من العنف".
وقال "إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد أن ينهي في ولايته الثانية تورط الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وبدأ ذلك من العراق ثم في أفغانستان، وهو لا يؤيد سياسة تورط بلاده في الحروب وإنما سياسة القوة الناعمة، خصوصا أنه يشعر بوجود ربيع عربي في المنطقة وهناك شعوبا تريد أن تنهي الاستبداد والتحول إلى الديمقراطية ولا تقبل أن تفرض عليها أنظمة بالقوة، وتحاول الإدارة الأمريكية ألا تكون نتائج هذه التحولات ضد مصالحها في المنطقة".
وفى سياق متصل بتطورات الأوضاع فى الميدان، قال عبد العظيم "إن التصعيد العسكري في دمشق وريفها والذي ترافق مع مبادرة الخطيب والتحول الأمريكي يمثل في وجه منه ذلك الخلاف ضمن الائتلاف المعارض، كما يمكن تفسيره بأنه محاولة لتقوية وتعزيز المواقف والحصول على تحقيق أكبر قدر من المكاسب على الأرض قبل الجلوس على طاولة المفاوضات والشروع بالحل السياسي".
وحول وجود حوار بين هيئة التنسيق والسلطة السورية، قال عبد العظيم: "إننا نرى أنه لا مجال للحوار المباشر أو حتى للتفاوض المباشر مع السلطة، وإنما يتم ذلك عبر المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي المدعوم من الدول الخمس الكبرى والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي".