جماعات صومالية توقف التحويلات المالية من مينيسوتا للصومال

أكدت مجموعة من الشركات التي تقدم خدمات التحويلات المالية بين مينيسوتا والصومال، أنها أوقفت خدماتها، الخميس، وأنها اضطرت إلى ذلك بعد أن أغلق بنك أمريكي ما أسمته المجموعة شريان حياة لهذا البلد الأفريقي الذي تمزقه الحرب.
وكانت الصومال دعت إلى التراجع عن قرار بنك صن رايز كوميونيتي لإنهاء برنامج التحويلات من مينيسوتا، وهى الولاية الأمريكية التي تعيش فيها أكبر جالية صومالية في الولايات المتحدة، ويرسل الصوماليون الذين يقيمون في الولايات المتحدة نحو 100 مليون دولار إلى وطنهم كل عام وفقا لما ذكرته وزارة الخزانة.
وجاءت خطوة إغلاق هذه الخدمة بعد شهرين من إدانة امرأتين أمريكيتين من أصل صومالي من روتشستر بولاية مينيسوتا، بجمع المال لحساب مقاتلي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والذين يسيطرون على أجزاء من الصومال.
وكانت صن رايز ذكرت أنها تبحث عن ترتيبات بديلة لإرسال التحويلات، غير أنها ستنهي الخدمة التي تقدمها، الجمعة، بسبب مخاوف أن يكون فيها مخالفة للقوانين الأمريكية التنظيمية، والقوانين الخاصة بتمويل الارهاب، وأوضحت أن قرار إنهاء الخدمة لا صلة له بمحاكمة المرأتين.
وقالت جمعية الخدمات المالية الصومالية الأمريكية إن الشركات أذعنت للقوانين الاتحادية وقوانين الولايات، وتعتقد أنها مستهدفة ويجري حرمانها من الخدمات المصرفية الحيوية.
وأضافت الجمعية، في بيان لها، أن التحويلات شريان حياة جوهري للشعب الصومالي، وهى مصدر التمويل الوحيد الذي يتيح مصدر رزق لملايين الصوماليين معظمهم نساء وأطفال، مشيرة إلى أن الخدمات سوف تستأنف حينما يتم التوصل إلى حل.
وكانت المهلة التي تنتهي في نهاية العام لانهاء هذه الخدمات قد قوبلت بنداءات من الجالية الصومالية في مينيسوتا والحكومة الصومالية ومشرعين أمريكيين وجماعات إغاثة تطالب بايجاد بديل لهذه الخدمات.
وذكرت الحكومة الصومالية أن ما يقدر بنحو ملياري دولار أو ثلث إجمالي الناتج المحلي للبلاد يجري إرساله إلى الصومال من خلال شركات الحوالات.
وكانت البنوك الامريكية عمدت إلى إغلاق مثل هذه الخدمات خلال السنوات القليلة الماضية، تاركة بدائل قليلة لارسال الأموال إلى الصومال التي لا يوجد بها نظام مصرفي رسمي.
وقال المؤيدون لخدمات التحويلات المالية إن إغلاق خدمات صن رايز سيجبر الأمريكيين المنحدرين من أصل صومالي على استخدام طرق أقل أمنا وتوثيقا.
ولفتت الجمعية إلى أنه من المقرر تنظيم مظاهرة بعد ظهر الجمعة في منيابوليس للاحتجاج على إنهاء الخدمات.
ودعا النائب الديمقراطي الأمريكي، كيث ايليسون عن منيابوليس، الرئيس باراك أوباما في وقت سابق من ديسمبر إلى إيجاد سبيل لمواصلة الحوالات، مشيرا إلى "الوضع الانساني المفجع في الصومال".
وقال بنك صن رايز كوميونيتي إنها تدرك الآثار المحتملة لإنهاء خدمات التحويلات المالية.
وأضاف في بيان له: ما زلنا نعمل بلا ملل مع المجتمع المحلي ومسئولي الحكومة لايجاد الحل القانوني والتنظيمي المؤقت الذي سيسمح للبنك بتأجيل تاريخ إغلاق الحسابات.
وأشارت صن رايز إلى أن التحديات التي يواجهها تقديم معونات وخدمات للصومال ليست جديدة وأن الحكومة الأمريكية وجدت سبيلا لازالة العقبات القانونية بشكل مؤقت أمام جماعات الاغاثة التي تقدم معونات غذائية لمنكوبي المجاعة.