قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أردوغان يحكم قبضته على المؤسسة العسكرية.. استغلال الانقلاب الفاشل للتحكم في الجيش.. ترقية الضباط على أساس الولاء.. وغضب بين كبار القادة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

- أردوغان يحكم قبضته على المؤسسة العسكرية خوفا من انقلاب محتمل
- تصفية المعارضين وترقية من يدينون للحزب الحاكم بالولاء تغضب كبار قادة الجيش
- استقالة جماعية لعدد من الضباط.. وإدلب كلمة السر


تحدثت تقارير إعلامية عن فضائح النظام التركي في ظل الرئيس رجب طيب أردوغان والتي طالت كافة قطاعات الدولة بما فيها الجيش، ووصف ضابط تركي كبير ما يحدث داخل المؤسسة العسكرية بـ"الشيئ الخطير" الذي أدى إلى غضب كبار الضباط، وظهر مؤخرا في استقالة جماعية لعدد من الجنرالات، ما أقحم الجيش التركي مجددا الجدل السياسي.

يقول الكولونيل خالص تونجي، الملحق العسكري السابق في سفارة تركيا في أثينا، الذي ترك الجيش عام 2016، إن "أردوغان استغل محاولة الانقلاب الفاشلة والصراع مع حركة فتح الله جولن كواجهة فقط.. لكن الهدف كان السيطرة على المؤسسة العسكرية"، وفقا لشبكة "سكاي نيوز".

وبحسب تونجي "ففي عام 2010، كان رئيس المجلس العسكري يجلس بجوار أردوغان على رأس الطاولة، أما الآن فينفرد أردوغان الرئيس ذو الصلاحيات الواسعة برئاسة المجلس، ليدل ذلك على مدى التحول الذي حدث داخل الجيش مع المحاولات المستمرة لتحجيمه".

وأوضح أن "أردوغان استخدم قضية أرجينيكون الشهيرة التي اتهم فيها كبار الجنرالات ومئات الضباط والمثقفين ورجال الأعمال بالتخطيط لانقلاب على السلطة في تركيا، وجد الرئيس التركي في الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 فرصة لإعادة تنظيم هيكل الجيش وهو يدرك جيدا أنه إذا كان لديك الأغلبية في هذا المجلس، فإنه يمكنك فعل كل شيء تقريبا في تركيا".

وانعقد مجلس الشورى العسكري في مطلع أغسطس الجاري لبحث أمر الترقيات، وصادق أردوغان على قراراته قبل أيام، إلا أن انتقادات طابت الاجتماع نفسه الذي لم يستغرق سوى ساعة واحدة، رغم أن هذا الاجتماع يستغرق في العادة من 6- 8 ساعات لبحث الترقيات بشكل مفصل.

ومن بين الجنرالات المستقيلين، الجنرال أحمد أرجان تورباجي، المسؤول عن العمليات العسكرية في إدلب، ومساعده، أما بقية الضابط فيعلمون في أماكن حساسة مثل محافظتي فان وهكاري، التي تشهد عمليات ضد حزب العمال الكردستاني الانفصالي، وفي محافظتي كيليس وأضنة الحدوديتين مع سوريا.

- اختيار الضباط على أساس الولاء
يقول تونجي إن بعض الجنرالات احتجوا على طريقة التعيينات في المناصب العليا والترقيات، بشكل يوحي باستهداف هيكلية الجيش القائمة على الجدارة والأقدمية، وذلك بعدما تم نقلهم من الوحدات الميدانية في سوريا إلى وظائف داخل تركيا.

ويشير تونجي إلى أن ترقيات الضباط في الآونة الأخيرة شملت "الأقل كفاءة وتجاهلت الأكثر خبرة"، بينما اعتمدت على الولاء السياسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، موضحا أن "بعض من الضباط الذين تلقوا ترقيات كبيرة كانوا زملائي وأعرفهم جيدا وأعرف أنهم لا يملكون غير ولائهم للحزب الحاكم".

واعتبر الضابط السابق أن الاستقالة الجماعية "غريبة وغير طبيعية" في عرف الجيش التركي، مضيفا "شيء غريب حقا. لقد رأيت حركات معارضة ضد أردوغان في الأوساط المدنية لكن داخل الجيش. هذا غريب".

وتلك هي أول استقالة جماعية داخل الجيش منذ عام 2011، عندما طلب رئيس الأركان العامة إلكر باشبوغ، وقادة الجيش والبحرية وسلاح الجو، التقاعد، احتجاجا على الاعتقالات الجماعية التي اعتبروها هجوم متعمد ومخطط له ضد الضباط الأتاتوركيين والعلمانيين في القوات المسلحة. وبالفعل في عام 2013، اقتيد رئيس الأركان إلى السجن لمدة 7 أشهر على ذمة قضية أرجينيكون قبل إطلاق سراحه وإسقاط القضية.

من جانبه يقول محمد عبد القادر، الخبير في الشأن التركي إن هناك تحولات تشهدها المؤسسة العسكرية التركية منذ محاولة الانقلاب علي مستويات العقيدة القتالية والإيديوجيا السائدة، وطبيعة القيادات وخلفياتها التعليمية ومؤهلاتها التدريبية.

وأضاف عبد القادر أن "القيادة السياسية عملت على تهميش القوات الجوية لصالح بعض أفرع الجيش الآخرى وذلك بدعوي قيادة عناصر في القوات الجوية محاولة الانقلاب".

وتابع قائلا "جرى إحلال وتبديل كامل لهذه القوات من الداخل، وكذلك الكليات العسكرية والقيادة العليا للجيش، وكل ذلك يأتي انطلاقا من، أو في إطار، تغليب اعتبارات الولاء عن الكفاءة عبر تحييد العناصر القيادية الرئيسية، لصالح قيادات جديدة لا تؤمن فقط بأفكار العدالة والنظريات الحاكمة لدي التيار القومي الجديد داخل الحزب وإنما ترتبط به وتأتمر بؤامره وتنفذ سياساته وأجندته".

وأوضح أنه لذلك كانت هناك دوما مشاحنات داخلية ومحاولات لإظهار الولاء من أجل الترقي والوصول للمناصب العليا، وذلك في أجواء دافعة لإبعاد العناصر الأكثر كفاءة من المناصب المهمة في الجيش، بحسب عبد القادر.

- إدلب كلمة السر
ويشير إلى أن الجنرالات المستقيلون حديثا كانوا يقودون وحدات عاملة في سوريا، وذلك يشير إلى الخبرة العملياتية الكبيرة التي يتمتعون بها، وبالقطع هم غير راضين عن الاستراتيجية التي يجري تطبيقها هناك، مضيفا أن الأهم في ذلك أن تلك الاستقالات تزامنت مع تطورات خطيرة في إدلب، بعد محاصرة الجيش السوري لقوات تركية في نقطة مورك العسكرية التي تشير إلى أن قرارات خاطئة قد اتخذت، بالإضافة إلى تقديرات عسكرية بأن أنقرة لن تستطيع الإبقاء على المناطق التي سيطرت عليها في سوريا سابقا، بحسب تونجي.

أما الصحفي التركي جومالي أونال فسلط الضوء على أهمية توقيت الاستقالات، التي جاءت بعد انهيار الجبهة في إدلب وذهاب أردوغان في زيارة مفاجئة إلى موسكو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بعد تهديدات روسية بمواجهة القوات التركية هناك.

ويقول أونال "أعنقد أن الجيش لا يريد صراعا مع روسيا في سوريا ولا يريد المضي قدما في الاستراتيجية الحالية، وهم ممتعضون من دعم أردوغان للميليشيات المسلحة والمتطرفة التي تحاول روسيا القضاء عليها".

وتابع قائلا "نقل هؤلاء الجنرالات من الميدان وإسناد وظائف أقل داخل تركيا لهم ربما يكون سببا. لكن أعتقد أن السبب الحقيقي هو معضلة إدلب".

وكان الجنرال التركي إردال سينر، الذي عمل في قيادة فرقة العمل المشتركة مع الولايات المتحدة في منبج، ذكر خلال مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، أن الحكومة التركية يجب أن تبرم اتفاقا مع الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل أن "تنقذ نفسها من مستنقع سوريا".

وأضاف سينر أن اتفاق المنطقة الآمنة بين الولايات المتحدة وتركيا الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، كان مجرد تكتيك أميركي لتجميد الوضع.

لكن هذا الجنرال كان من بين القادة العسكريين الذين أجبروا على التقاعد قسرا قبل الموعد المحدد، في خطوة أظهرت عدم تسامح أردوغان مع الأصوات المعارضة له، أو على الأقل المنتقدة، داخل المؤسسة العسكرية.