قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بلال قنديل يكتب: طفلة الشيبسي والترند الحقيقي

بلال قنديل
بلال قنديل

في زمن بقى فيه كتير من الأطفال والشباب شايفين ان الترند يعني رقص وهلس وصخب، ظهرت بنت صغيرة بموقف بسيط لكنه قلب الموازين وخلى الناس كلها تتكلم عنه. 

القصة بدأت وهي رايحة تشتري كيس شيبسي بآخر فلوس معاها، وهناك شافت راجل محتاج، من غير تردد رجعت الشيبسي وقررت تدي الفلوس للراجل عشان ياكل.

المشهد اللي ممكن يعدي عادي في الشارع اتحول لدرس كبير في القيم، درس في العطاء والايثار، وإزاي ان التربية في البيت هي اللي بتزرع جوانا التصرفات دي. البنت ما كانش معاها زيادة ولا فائض، بالعكس كانت ماسكة آخر فلوسها وبتفكر في نفسها، لكنها فجأة فكرت في غيرها قبل ما تفكر في نفسها. وده الفرق بين تربية بتغرس الرحمة والجدعنة، وتربية تانية بتسيب الطفل يجري ورا المصلحة واللي يفرحه بس.

المجلس القومي للمرأة التقط الموقف بسرعة وقرر يكرم الطفلة، وده معناه ان الدولة شايفة قيمة التصرفات الصغيرة اللي بتبين ان فيه لسه جيل طالع متربي على القيم.

التكريم هنا مش بس للبنت، لكنه كمان رسالة واضحة للأسر: التربية بتظهر في أبسط المواقف، مش في الكلام ولا في الشعارات.

اللي عملته البنت ده بيكشف قد ايه السوشيال ميديا ممكن يكون ليها دور عظيم لو استخدمناها صح. الفيديو اللي اتنشر مش رقصة ولا مشهد هلس، لكنه موقف انساني عادي اتحول لترند ايجابي بيوصل رسالة ان الخير لسه موجود. لو ركزنا على المواقف دي وخليناها تاخد الصدارة على المنصات، هنكون بنعلم اولادنا ان الترند الحقيقي هو القيم مش التفاهة.

الفرق بين البنت دي واطفال تانيين ممكن يكون بسيط لكنه جوهري: البيت اللي بيربي على العطاء والجدعنة بيطلع ابن او بنت شايلين هم غيرهم، بينما البيت اللي بيغرس فكرة "انا وبس" بيطلع جيل مش فارق معاه غير نفسه. وده اللي بيأكد ان دور الاسرة هو حجر الاساس في بناء انسان واعي ومحترم.

الموقف كله كان رسالة واضحة: التربية تطلع قدام الناس من غير ما نتكلم، والسوشيال ميديا ممكن تبني قيم زي ما ممكن تهدها، والطفلة الصغيرة دي علمت الكبار ان الجدعنة مش محتاجة امكانيات ولا فلوس كتير، محتاجة قلب صاحي وتربية حقيقية.