"الجارديان": العلاقات المصرية الأمريكية على المحك

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هذه الغارات المسلحة غير المسبوقة التي قامت بها قوات الأمن المصرية على عدد من منظمات حقوق الإنسان البارزة والمنظمات المؤيدة للديمقراطية، من شأنها أن تهدد العلاقات بين الحكام العسكريين لمصر وبين الولايات المتحدة وتجعلها تصل لمستوى متدنٍ.
واستهدفت الغارات مكاتب جمعيات ومنظمات غير حكومية تمولها الولايات المتحدة مثل المعهد الديمقراطي الوطني، الذي أسسته وزير الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت، والمعهد الجمهوري الدولي، الذي يرأسه السيناتور الجمهوري جون ماكين.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الامريكية، لصحيفة الجارديان إن هذه تحركات منظمة من قبل القيادات العسكرية في مصر، وهى ما ننظر إليها في واشنطن على انها استفزازية للغاية، وألمحت إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار في حالة استمرار المداهمات.
وقالت إن هذه الغارات تعد – بحسب زعمها - أسوأ مما كان يجري في ظل ديكتاتور مصر السابق حسني مبارك، وإن هذه المنظمات التي هاجموها تعمل في مصر منذ 2005 لصالح المصريين ولم تسبق مداهمتها من قبل.
وحث رئيس المعهد الديمقراطي، كينيث وولاك، السلطات المصرية على السماح بإعادة فتح المعهد وإعادة الممتلكات المصادر، لأن "اتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمات هدفها الوحيد هو دعم العملية الديمقراطية في مصر أثناء المرحلة الانتقالية التاريخية يرسل إشارة مقلقة للعالم".
كما داهمت قوات الأمن مكاتب مؤسسة فريدوم هاوس خلال مداهمات شرطة مكافحة الشغب التي استهدفت سبعة عشر من الجمعيات والمنظمات المصرية والدولية في اطار تحقيق واسع في التمويل الأجنبي لجمعيات المجتمع المدني المصرية.
وقالت المسئول في وزارة الخارجية الامريكية إن السلطات الأمريكية كانت في اتصال مع كبار الشخصيات المصرية على "مستويات عالية"، كما كان آن باترسون السفير على اتصال مع رئيس الوزراء كمال الجنزوري.
وأضافت قائلة "اننا ندعو الحكومة المصرية لحل هذه المشكلة فورا ووضع حد لمضايقة موظفي المنظمات غير الحكومية وكذلك اعادة جميع الممتلكات".
وكان في الأشهر الأخيرة، قد اتهم المجلس الاعلى للقوات المسلحة الجمعيات المحلية والمنظمات غير الحكومية بتلقي أموال من الخارج، وأن الاضطرابات الأخيرة في البلاد بـ"أياد أجنبية".
وتقول هنا الحطاب، واحدة من فريق العمل بالمعهد الديمقراطي والتي كانت إحدى المحتجزات بالداخل: "لقد أخذوا أجهزة اللاب توب الشخصية منا، وعندما سألناهم إذا ما كانوا يحملون إذنا بالتفتيش لم يعيرونا اهتماما وهم يسددون الأسلحة نحونا".
يُذكر أن المعهد الديمقراطي الوطني يحظى بدعم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية والصندوق الوطني للديمقراطية.