الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بولتون ونتنياهو وأشياء أخرى.. تطورات فارقة على طريق مفاوضات إيران وأمريكا

حسن روحاني ودونالد
حسن روحاني ودونالد ترامب

بعد فترة من خفوت صوت الحديث عن عقد مفاوضات بين طهران وواشنطن، وتوقيع المزيد من العقوبات من قبل الأخيرة، شهد اليوم تطورا جديدا، أعقب إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستشار الأمن القومي جون بولتون، أحد أكثر المسئولين الأمريكيين تشددا تجاه إيران.

وقالت وكالة "بلومبرج" في تقريرها إن ترامب ناقش تخفيف العقوبات على إيران للمساعدة في تأمين لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت لاحق من هذا الشهر، مما دفع مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون إلى المعارضة بقوة ضد هذه الخطوة، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.

وأضافت انه بعد عرض الفكرة خلال اجتماع بالمكتب البيضاوي يوم الاثنين، اعرب وزير الخزانة ستيفن منوشين عن دعمه لهذه الخطوة كوسيلة لاستئناف المفاوضات مع إيران، وفي وقت لاحق من اليوم، قرر ترامب الإطاحة بجون بولتون، وتم ذلك بالفعل في اليوم التالي.

وأشارت إلى قول ترامب للمراسلين في البيت الأبيض إنه "لا يتطلع إلى شئ" فيما يتعلق بالاجتماع مع روحاني، لكنه ألمح إلى أنه قد يفكر في تخفيف العقوبات على طهران لتحقيق ذلك، وقال بعد سؤاله عن التراجع عن العقوبات:"سنرى ما سيحدث"، مضيفا أنه لا يرغب في تغيير النظام في طهران.

وقال ترامب اليوم عقب نشر "بلومبرج" لتقريرها قال ترامب إنه لا يحضر لاجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فيما وترك ترامب الباب مفتوحا أمام احتمال تخفيف الولايات المتحدة العقوبات عن إيران، قائلا إنه يعتقد أن إيران تريد إبرام اتفاق مع واشنطن بخصوص برنامجها النووي. بحسب "رويترز".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء بأن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة ما دامت العقوبات الأمريكية قائمة.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن روحاني قوله "من منظور الحكومة والبرلمان والشعب الإيراني، لا معنى للمفاوضات مع أمريكا ما دامت العقوبات قائمة".

فيما أفادت "رويترز" بأن أسعار النفط هبطت أكثر من اثنين في المئة أثناء التعاملات اليوم الأربعاء بعد تقرير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس تخفيف العقوبات على إيران وهو ما قد يعزز إمدادات الخام في وقت يستمر فيه القلق بشأن الطلب العالمي على الطاقة.

وأشار متعاملون إلى تقرير من بلومبرج بأن ترامب ناقش تخفيف العقوبات على إيران للمساعدة في ضمان اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت لاحق هذا الشهر. وقال التقرير إن مستشار الأمن القومي المقال جون بولتون عارض مثل هذه الخطوة.

وقال تقرير "بلومبرج" إن أحد السيناريوهات التي قال بها اثنان من الناس يمثل في انضمام ترامب إلى اجتماع بين روحاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقالت مجلة "بيبول" إنها ليس لديها أي إشارة إلى أن ذلك سيحدث بالفعل.

وأشارت الوكالة إلى أن ترامب لم يخف رغبته في الجلوس مع الإيرانيين، وهي خطوة من شأنها إنهاء 4 عقود من النزاع بين طهران وواشنطن، لكن هناك عقبات كبيرة سيتعين على ترامب اجتيازها إذا أراد ذلك، ومع ذلك فإن الإطاحة بجون بولتون يحسن احتمالات الاجتماع.

وفي السياق ذاته، اعتبرت الأوساط السياسية الإيرانية أن رحيل بولتون يعد انتصارا لإيران وفشلا لحملة "الضغوط القصوى"، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن "التعطش إلى الحرب - أقصى قدر من الضغط - يجب أن يذهب مع قائد الحرب (بولتون)".

فيما قال روحاني:"على أمريكا أن تدرك أنه لا جدوى من وراء التحريض على الحرب وعليها تنحية دعاة الحرب والتخلي عن سياسات التحريض على الحرب والضغوط القصوى".

فيما تسائلت صحيفة "شرق" قائلة "بولتون ضحية إيران؟"، وعلقت "آرمان ملي" قائلة:"ارتباك البيت الأبيض".

كان النهج المتشدد تجاه إيران أهم ما يميز حياة بولتون المهنية، ودعا لفترات طويلة إلى توجيه ضربات وقائية إلى إيران لتدمير برنامجها النووي. وأثار نبأ إقالته المفاجئ على الفور التكهنات والقلق في بعض الأوساط من أن حملة الضغوط القصوى قد تأخذ منحنى متراجع في محاولة لجذب القادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات.

لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن نهج ترامب وإدارته لن يتغير تجاه طهران، وكانه متحدثا باسم البيت الأبيض.

وكانت تصريحات نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني السري قد أثارت المخاوف داخل طهران من تكرار سيناريو غزو أفغانستان والعراق حيث لعب نتنياهو الدور نفسه.

وعادت تصريحات نتنياهو بشأن عمل إيران على امتلاك سلاح نووي عقب فشل طهران في الرد على أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول العثور على آثار لليوارنيوم في موقع إيراني كان نتيناهو قد وصفه بمخزن نووي سري. وأن طهران قامت بتركيب "أو على وشك" تركيب 22 جهازا للطرد المركزي المتطور، في خطوة تهدف إلى زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.

ومن شأن تخفيف واشنطن عقوباتها على إيران تقديم دفعة كبرى من أجل عودة المفاوضات، وتعزيز موقف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام معارضي فكرة المحادثات من التيار المتشدد، الذين تسببت ضغوطهم في تراجعه عن تصريحاته بالاستعداد إلى إجراء محادثات مع أي طرف في حال كانت تصب في صالح البلاد.