شباب في مقتبل حياتهم خرجوا للاستمتاع بمياه البحر هربا من حرارة الجو ولقضاء أيام جميلة يستعيدونها كذكريات للصيف، ولكن هم من أصبحوا ذكريات عقب ابتلاعهم البحر ووفاتهم غرقا داخل مياه مرسى مطروح ودمياط.
وودعت محافظة المنوفية 3 شباب من أبنائها، حيث ذهب الشقيقان فرحين كعادتهما كل عام لقضاء إجازة المصيف في محافظة مطروح قاطعين مئات الكيلومترات من قرية أم صالح بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، إلا أن عشقهما لبحر مطروح تحول إلى جنازة بعد غرقهما داخل بحر شط الغرام.
المهندس أحمد عبد الباقي وشقيقه مصطفى شابان لم يتجاوزا الـ 30 عاما، تخرج أحدهما في كلية الهندسة ويعمل بإحدى شركات المقاولات، والآخر مصطفى بمراحل التعليم، من إحدى القرى البسيطة بمركز بركة السبع، ذهبا لقضاء إجازة الصيف كما تعودا كل عام مع أسرتهما الصغيرة بشواطئ مطروح ولكن لم يمهلهما القدر وعادا جثث هامدة.
غرق مصطفى وأحمد ولم تكن الحادثة الأولى لأسرتهما، فقد توفى أحد أشقائهما منذ فترة قصيرة عقب إصابته بأحد الأمراض لتصاب الأسرة بحزن كبير وامتدت الأحزان إلى أهالي القرية الذين خرجوا بالآلاف لتشييع جثمان الشقيقين في جنازة مهيبة ومواساة الأسرة.
خرجت الأسرة للاستمتاع بشواطئ مطروح فذهبا إلى شاطي الغرام، الذي اعتادت الأسرة على قضاء معظم أوقاتها عليه خلال توجههما لمحافظة مطروح، واتفق الشقيقان على النزول لبحر الغرام معا ولكن بعد عدة دقائق تعالت صرخات الموجودين على الشاطئ ليعلنا غرق الشقيقين خلال السباحة، حيث جرفهما التيار وحاول أحدهما إنقاذ الآخر إلا أن القدر لم يمهلهما وماتا غرقا.
ساعات من البكاء والصراخ عاشتها أسرة الشقيقين حتى تم انتشال جثتيهما وعادوا بهما إلى قريتهم لدفنهم بمقابر الأسرة، وسط حزن كبير وساعات عصيبة عاشتها أسرة ضحايا غرق مطروح.
لم تمر الساعات على غرق الشقيقين حتى تجددت الأحزان بمدينة بركة السبع عقب مصرع أحد أبنائها، أحمد رأفت شعلان، الطالب بكلية الهندسة جامعة المنوفية، الذي ذهب لقضاء إجازة الصيف بشواطئ مطروح مع أصدقائه، ولكن جرفه التيار ولم يتمكن أصدقاؤه من إنقاذه ليتم انتشاله غريقا وتشييع جثمانه في موكب مهيب حزنا على وفاته.
وامتدت حوادث الغرق إلى محافظة دمياط، ليلقي طالب الطب أحمد مجدي مصرعه غرقا بمياه أحد الشواطئ في مدينة دمياط الجديدة بمحافظة دمياط.
الشاب طالب بالفرقة الثانية بكلية الطب بجامعة المنصورة، ومن قرية "الطاهر" بمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، جاء إلى دمياط الجديدة لقضاء عدة أيام في المصيف برفقة أحد أصدقائه، ولكن تم انتشال جثته غريقا بعد ساعات من بين الصخور.
واختار طالب الطب هو وصديقه شاطئ دمياط الجديدة ليكون طريق النهاية، أحدهما تم إنقاذه والآخر لم يتم العثور عليه حتى الآن.
البداية عندما تلقت أسرته مكالمة هاتفية، علموا من خلالها أن أحمد وصديقه غرقا في البحر، إلا أن الموجودين بالشاطئ تمكنوا من إنقاذ صديقه ونقله للمستشفى فيما لم يظهر أحمد إطلاقًا.
وأوضح أحد أقاربه أنهم هرولوا إلى شاطئ دمياط الجديدة آملين في استخراج جثته وأجروا عدة محاولات لجلب غواصين على نفقتهم الخاصة، وبالفعل وصل أحد الغواصين ومعه نجله من محافظة الإسكندرية متطوعين لإنقاذ أحمد، إلا أنه لا يملك إلا معدات بسيطة لا تمكنه من مواجهة الأمواج، على الرغم من استعداده للنزول ليلًا، وتم انتشال جثته العالقة بين الصخور.
جلست والدته منهارة على شاطئ دمياط الجديدة شاردة لا تملك سوى البكاء والدعاء له، رافضة أن تغادر الشاطئ ولسانها لا ينطق سوى جملة واحدة "أريد ابنى حيا أو جثة كى أدفنه".
وشيع الآلاف من أبناء قرية ميت طاهر، التابعة لمركز منية النصر والقرى المجاورة، جثمان الشهيد أحمد مجدى، الطالب بالفرقة الثانية بطب المنصورة، فى مشهد جنائزى مهيب، حيث شهدت الجنازة إغماءات من قبل أصدقائه، وأحبائه.
وتم تشكيل فريق إنقاذ بحرى مكون من 6 بحارة بقيادة حاتم قابيل، نائب رئيس مدينة جمصة، بتولي عمليات البحث عن جثمان الطالب بالتعاون مع فرق الإنقاذ حتى تمكنوا من العثور عليه بين صخور شاطئ الميناء وتم انتشال الجثة.