الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمعة مباركة


شاءت الأقدار أن أكون أحد الشهود على " تجمعات " يوم الجمعة الماضي، حيث صادَف ذَلِك عودتي من كوبري ٦ أكتوبر ، لأري بعيني واقِعا تجاهله البعض وزيَفه البعض الآخر!

من مَطْلَع الكوبري بمدينة نصر وشرايين المرور بها انسداد حاد ، كاد أن يزهق أرواح السائقين والراكبين ، لولا أقراص الصبر التي يرسلها الله في هيئة مكالمة أو أغنية تهون عليك هذا الوضع غير المفهومة أسبابه ولا المقبولة مبرراته!

مرّت الدقائق بطيئة، لكن ولأنها الوحيدة التي كان مسموحا لها بالحركة ،فاستطاعَت أن تغزِل من أعمارِنا ساعات، حُسبت علينا أننا عِشناها بينما في الواقِع أماتنا الغيظ فيها مرات ومرات ، والطريق يغُط بسباتٍ في سبات!

انقشع ضباب الجهل بالسبب لنجد ما لا وصف له إلا العجب !

بدايةً من منزَل التحرير وبدأت رؤية الدبابير! تجمعات عشرية لأفراد الله شاهد أنهم لا تصنيف لهم إلا بلطجية،
آثارهم علي الطريق واضحة بالتخريب، فهذا يُكسر في الأرض وذاك يُخرِب السور ، وذلك يرُد علي استنكار المواطنين بـ (عشانكم يا مصريين)!

عن أي مصريين تتحدث أيها المأجور! المصريون مصرون علي استكمال طريق التنمية وطريقكم ليس إلا سِكة للتهلُكة !

لماذا نخرُج علي الرئيس ؟ أهو الحنين لانقطاع الكهرباء أم الولَع لطوابير البنزين؟ أو ربما الشَوق لعمليات التفجير؟
لقد حمل أمانة الوطن في عنقِه وللأمانة كم هي ثقيلة !

من اللحظة الأولي كان صادِق النية في الإصلاح واثق الخطي نحو التغيير ، إنجازاته في الفترة السابقة ومشاريعه القادمة لا تقبل التشكيك ولكن قد تتحمل "التنظير" ! 

فهو من طبيعة النفس البشرية وإحدى آليات الديمقراطية، ولكن فلنتذكر جميعًا ونحن نعيد ترتيب الكون بأن في الكواليس الكثير من الاعتبارات والسياسات والتحديات مما لا أعلم ولا تعلمون؟

ولو لم يَكُن للرئيس إنجاز إلا القضاء علي كلٍ من الإرهاب في سيناء وڤيروس الكبدي سي و الهجرة غير الشرعية وبؤر السكن العشوائية وذهاب أبنائنا لمدارِسهم صباحًا بأريحية، لكفاه ذَلِك فخرًا .

عزيزي الغاضِب من ارتفاع الأسعار.. لسنا الوحيدين المعنيين بالمعاناة علي كوكب الأرض! اقرأ المشهد العالمي لخريطة الأسعار ، فالكل يعاني فالزيادة العالمية والمشاكل الدولية والصراعات الإقليمية ألقت بظلها الكئيب علي قيمة النقدية!

ويكفي أن تسأل عن تذكرة المترو في دبي لتعلم أنها تصل إلي ١٤ درهما في بعض الرحلات أي ما يناهز السبعين جنيها مصريا! ودعني أرد علي السؤال المُتبادِر في أذهانك هل نتساوي في الأجر ؟ بالقطع لا نتساوي في الأجر ،لأننا لا نتساوي في العمل الطويل الشاق معهم ، وإذا تساوينا في المشقة ، فقارن بينَ أسعار الإيجار وفواتير الكهرباء ومستلزمات الحَيَاة، وستجِد أن الْكُل تحت مطرقة الغلاء سواء.

أما السادة أشباه الرِّجَال رواد مسرح التواصل الاجتماعي ومقاطع الڤيديو الإباحِّي العرض والفِكر ، تأبي الحروف أن تجد لكم تشبيهًا إلا من أنكم كأرض للنفايات لن تجتذب إلا الذباب ! و من أهم خصائصه" الزّن "الذي يدوِش ولا يهوِش!

أي حِكَمة أن يدفع 100 مليون حياتهم ثمنًا لإنقاذ رقبة مديون و للشهرة مجنون!! القضاء أبوابه مفتوحة والنائب العام معروف العنوان! فلم لم تلجأ لهما وتعرِض مستنداتك ووثائقك ولا ذريعة للتعللِ بالخوف فصاحِب الحق بالقوةِ أحق!

أما هذا الحليق الذي على السليقةِ الخائنةِ طليق، أي فئة تستهدفها أيها العميل الصفيق؟ أي عاقل يصطف أو يتعاطف أو يؤثر فيه الفتى الأول في صناعة ( سيجارة الحشيش دون رحرحة)!!

لا أخشي علي هذا الوطن فدائمًا ما يسبب الله له الأسباب لوحدته ، فتاريخه وجغرافيته قد أقسما علي
حمايتِه.

لكن هذا الاستنزاف الحقيقي للوقت والجهد للتفكير والتحليل لصغائر البشر مرهق للفرد وللدولة، وهذا ما يُسعِد أعداء الوطن، لذا لا تفتحوا لهم الأبواب النفسية ولا تتركوا شبابيك عقولكم عُرضة لرياح الفتنة الإخوانية، فازدواجيتهم قاتلة و نرجسيتهم موتِرة!

ويكفي أن نرى تعقيبهم علي ڤيديو فيفي عبده وتأففهم من الألفاظ التي استخدمتها ( وأسجل اعتراضي علي استخدامها تلك الألفاظ) إلا أننا لم نسمع منهم تعليقًا واحدًا علي وصلات السباب التي يتباري فيها الإخوان (خانكة) في مقاطعِهم المصورة!

لن أتحدث إلي حزب (لست إخوان ) ولكني مُتعاطِف! فالتعاطف الآن لغير الوطن مذلة آنية، والتواجد في غيرِ صفوفِ وحدتِه مغبة مستقبلية، دون وطنك أيها البائس لن تجد الحياة الهنية!

وإذا كانت مشكلتك مع المؤسسة العسكرية، فقاطع الكباري التي أنشأوها ، والمساكن التي شيدوها، والطرق التي رصفوها والمعارض الغذائية التي وفروها ، والوظائف التي بسبب كل ذلك منحوها ! تخفيفًا عن كاهل الدولة التي خرجت من براثن الحكم الإخواني علي شفا جرفٍ هار، واحترامًا لشعارِهم "يد تبني ويد تَحْمِل السلاح " وكما عهدناهم فهم رجال عاهدوا الله وصدقوا فيما عاهدوا، ذلك حصاد أيديهم فماذا قدمت لنا يداك أيها المُتعاطف؟

غير الاشتراك في حرب الترندات الفضائية الشعواء ، التي تقوم عليها لجان الكترونية غوغاء، وصل بها عدد الحسابات الوهمية لـ٦ مليون حساب و٢٥٠٠ صفحة كلها لترويج الشائعات عَن مصر !

أثبت المتآمرون فيها تفوقهم علي الدولة والمواطِن الشريف، لأن وقودها الوقت الذي يعد في حياة الكادحين رفاهية، والمال الذي يجب أن يُنفق في التنمية ،والكذب الذي لا دين له إلا أصحاب النفوس الخاوية !

وإذا كان بناء القصور الرئاسية هو ما نصبتم عليه المحاكم فلم لم توجهوا التهمة سابقًا لأردوغان عندما شيدَ قصره الأسطوري في وقت يعاني فيه الشعب من الانهيار الاقتصادي؟ وبالرغم أنه لا مجال للمقارنة بينَ من يبني بغرض التنمية ومن يفعلها من باب الرفاهية، إلا إننا ننشُد عدالتكم المبتورة!

الرئيس أقام عاصمتين جديدتين لمصر سواء العاصمة الإدارية ، أو العلمين التي صممت لتكون العاصمة الاستثمارية، فلا أدري أكان من سداد الرأي عدم بناء القصور واستضافة رؤساء الدول و الوفود الرسمية في شقة إيجار جديد غرفتين وصالة تري البحر!!

أبحث عن الحقيقة التي تبحث عنك ولكن ما السبيل وعلي قلوبكم أقفال وعلي آذانكم أثقال! تمويل المشروعين بالكامل من خارج موازنة الدولة فالتمويل ذاتي ، تُباع الأرض لأغراض استثمارية وتُستخدَم عوائدها في بناء الأصول الحكومية التي في النهاية ستخفف الضغط عن الأزمات اليومية وتعيد الراحة لوجهِ مصر الحضارية .

لن ننزلِق لوقفة الجمعة ورحلة السبت و فُسحة الخميس! فلا وقت لدينا لتفاهاتكم ، وعلي المعترض اللجوء لقنوات التفكير الحقيقية لطرح الحلول و إصلاح المعلول ، الدولة تسعي لإيجاد مخرج للمشاكِل التي تواجه الوطن وأنتم تجاهدون في سبيل إغلاق تِلْك المخارج!

فلتكن الجُمَع المباركة من كلِ أسبوع هي وقفة أمانة مع النفس أسألها هل أديت عملك دُونَ تقصير ؟ هل حافظت علي نظافِة بلدَك ؟ هل ساعدت في نشر الوعي المفقود في إحدى القضايا الهامة بما يرضَي به الله ؟ هل طورَت من مهاراتك؟ هل التزمت بقوانين المرور؟ هل حاربت الإشاعات الهدامة أضعف الإيمان باجتنابها؟ هل ساعدت محتاجًا؟ حاسِب نَفْسَك لتكون قادرًا علي حِسَاب الآخرين!

لم نخشاكُم وأنتم في سُدةِ الْحُكْم ، لنهابكُم وأنتم في هوةِ الحِكمة، ولٰكن لم يَعُد هناك من الصَبرِ عليكم بقيّة!
فاحذروا غضب الصابرين، الذين هم علي مصرِهم حريصين و علي غدِ أبنائِهم حافظين!

حفظَك الله يا أرضي وملاذي، وسلمت يا جيش بلادي ودمتِ يا مِصْر فخرًا فوق جبين المحبين وخنجرًا في قلبِ كل أفاكٍ أثيم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط