قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكم ثقب الأذن والأنف للمرأة بقصد وضع الزينة .. المفتي السابق يجيب

حكم ثقب الأذن والأنف للمرأة
حكم ثقب الأذن والأنف للمرأة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن ثقب الأذن والأنف للمرأة بقصد وضع الحلي فيه أمر مباح شرعًا، مشيرًا إلى أنه ثبت أن هناك نساءً منذ 4 آلاف عام كانت لهن حُلى يلبسنها في آذانهن.

وأضاف «جمعة»، في إجابته عن سؤال «ما حكم ثقب الأذن والأنف للمرأة؟»، أن السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم -عليه السلام - أول من ثقبت أذنيها، مستدلًا بأن قصتها حكاها السهلي في كتابه السيرة، مشيرًا إلى أن ثقب الآذان صار عرفًا وتوارثه الأجيال ولم ينهَ عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

حكم ثقب الأذن
جدير بالذكر أنه وقع الخلافُ بين العلماء في حكم ثَقْبِ الأُذُن: فأجازهُ الحنفيَّةُ والحنابلة، وهو المعْتَمَدُ عند الشافعيَّة كما في "تحفة المحتاج"، والمالكية كما في "الخرشي"، واستدلُّوا بأَنَّ فيه سدَّ حاجةٍ فطريَّةٍ عند المرأة، وهي التزيُّن، ولأنَّ الألمَ الذي يحصل نتيجةَ الثَّقب خفيفٌ جدًّا. قال في "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق": يجوز ثقبُ آذانِ البنات لا الأطفال؛ لأنَّ فيه منفعةً وزينةً، وكان يُفعَلُ في زمنه صلى الله عليه وسلم إلى يومِنا هذا من غير نكير".

حكم ثقب الأذن للصبي
وقال المرداوي في "الإنصاف": ويُكْرَهُ ثقب أُذُنِ الصَّبِي لا الجارية على الصحيح من المذهب، واستدلوا بما في الصحيحين عنِ ابنِ عباس رضي الله عنهما: سأله رجلٌ: شَهِدْتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدَ أضْحى أو فطرًا؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهِدْتُه - يعني من صِغَرِه - قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى، ثم خطب، ولم يذْكُر أذانا ولا إقامة، ثم أتى النساء فَوَعَظَهُنَّ وذكَّرَهُنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فرأيتهنَّ يهوِينَ إلى آذانهنَّ وحلوقهنَّ"، وفي رواية أخرى عندهما "فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ، تُلْقِي الْمَرْأَةُ خُرْصَهَا وَسِخَابَهَا". والخُرص: حلي الأذن أو الحلقة الموضوعة في الأذن، والسِّخاب: حلي العنق والصدر.

وذكر ابنُ القيِّمِ في "تحفة المودود": ويكْفِي في جوازه عِلْمُ الله ورسولِه بفعل الناس له وإقرارهم على ذلك فلو كان مما ينهى عنه لنهى القرآن أو السنة". وفي حديث أم زَرْعٍ المشهور في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا. وفيه.. قَالَتْ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ.. قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ".

الدليل على ثقب الأذن
أَقَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ما فَعَلَهُ أبو زَرْعٍ من مَلْءِ أُذُنِ أُمِّ زرع بالحُلِيّ حتى ثَقُلَ وتحرَّك. وذهب إلى المنع ابنُ الجوزي وابن عُقَيل، وهو وجه عند الشافعية؛ ذكره في "مغني المحتاج" قال: "ولا يجوز تثقيبُ الآذان للقُرْطِ؛ لأنه تعذيب بلا فائدة". وعلَّل ذلك الغزالي في الإحياء بقوله: "فإنَّ هذا جُرْحٌ مُؤْلِمٌ مُوجِبٌ لِلقِصاص، فلا يجوز إلا لحاجة مُهِمَّة، والتزين بالحلق غير مهم". والراجح ما قدمناه من الإباحة؛ للنصوص السالفة الذِّكر، ولفعل الصحابيات رضي الله عنهن زمن النبي صلى الله عليه وسلم.