الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الـ 70 لتأسيسها.. الصين تستعرض قوتها العسكرية والتكنولوجية.. شي يتعهد ببقاء بلاده على التنمية السليمة.. هونج كونج أبرز التحديات أمام الرئيس.. وتايوان تندد بـ ديكتاتورية بكين

الذكر الـ70 لتأسيس
الذكر الـ70 لتأسيس الصين

اليوم... الصين تحتفل بالذكرى الـ70 لتأسيسها
الصين تسلط الضوء على قوتها العسكرية والتكنولوجية
هونج كونج وتايوان أبرز التحديات أمام الرئيس الصيني
الاحتفالات تأتي وسط تحديات حرب تجارية مع واشنطن واضطرابات في هونج كونج
المحتجون يتدفقون على شوارع هونج كونج متعهدين بالسيطرة على الموقف


احتفلت الصين اليوم الثلاثاء بالذكرى السبعين لتأسيسها وأظهرت قوتها المتنامية من خلال عرض كبير للعتاد والقوات في العاصمة بكين بحضور الرئيس شي جين بينغ الذي تعهد بالتنمية السلمية.

والعرض هو أهم حدث هذا العام بالنسبة للصين في وقت تواجه فيه تحديات متزايدة، منها احتجاجات مناهضة للحكومة في هونج كونج بدأت منذ أربعة أشهر تقريبا وحرب تجارية مع الولايات المتحدة أرهقت اقتصادها.

وقال رئيس البلاد شي الذي حضر العرض العسكري مرتديا بذلة رمادية وظهر بصحبة سابقيه في المنصب هو جين تاو وجيانغ تسه مين إن الصين ستواصل استراتيجية الانفتاح القائم على المصالح المشتركة.

وأضاف شي ، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أمام جمهور كبير في ساحة تيانانمين، أن الجيش يجب أن يحمي سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بحزم ويحافظ بقوة على السلام العالمي.

ووفقا لوكالة "رويترز"، قال شي في كلمته التي ألقاها عند بوابة السلام السماوي حيث أعلن ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في مثل هذا اليوم من عام 1949 "ما من قوة يمكنها هز مكانة الصين أو منع شعب الصين والأمة الصينية من السير إلى الأمام".

وأضاف إن الصين يجب أن تحافظ على الرخاء والاستقرار في هونج كونج ومكاو وتعزيز التطور السلمي للعلاقات مع تايوان "ومواصلة الكفاح في سبيل إعادة توحيد الوطن الأم توحيدا تاما".

وتفقد الرئيس فيما بعد العتاد العسكري وصفوف القوات واحدا تلو الآخر، قبل أن يعود إلى المنصة حيث تابع تحرك دبابات وتحليق طائرات مسيرة وإطلاق صواريخ.

ومن بين الأسلحة التي شملها العرض الصواريخ (دي.إف-41) الباليستية العابرة للقارات التي تمثل عماد الردع النووي الصيني ويمكنها حمل عدد من الرؤوس الحربية النووية لمسافات يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

وأثار العرض الذي استمر أكثر من ساعتين وشارك فيه 15 ألف جندي ومئة ألف مدني مشاعر الفخر في نفوس العديد من أبناء الصين الذين تابعوه عبر شاشات التلفزيون.

ولا يزال شي يحظى بشعبية كبيرة في الصين بسبب حملته الجسورة على الفساد ولدفعه بالبلاد التي هي الآن ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم لصدارة السياسة العالمية.

لكنه يواجه تحديات متزايدة خصوصا في هونج كونج التي تموج باحتجاجات للمطالبة بمزيد من الديمقراطية.

وأقامت سلطات هونج كونج اليوم الثلاثاء العديد من الحواجز في وسط المدينة كما أوصدت المحلات أبوابها وانتشرت الشرطة بكثافة. وتزور كاري لام رئيسة هونج كونج التنفيذية بكين لحضور الاحتفالات.

وعلى الرغم من ذلك، تفق آلاف المحتجين المتشحين بالسواد على الشوارع المحيطة بقلب الحي المالي في هونج كونج اليوم الثلاثاء في تحد لحظر فرضته الحكومة على التجمهر مما يثير احتمال حدوث مواجهات مع الشرطة التي أغلقت وسط المدينة.

وكان المحتجون قد تعهدوا بالسيطرة على الموقف اليوم الثلاثاء‭‭ ‬‬لإبراز مطالبهم بالحصول على قدر أكبر من الديمقراطية على الساحة الدولية وخطف الأنظار بعيدا عن مناسبة تراها الصين فرصة لإظهار تقدمها الاقتصادي والعسكري.

ولم توافق السلطات على إصدار تصريح بالقيام بمسيرة، لكن المحتجين لم يأبهوا وانتشروا في شوارع هونج كونج وتجمعوا في أجزاء من الجزيرة الرئيسية بالقرب من المركز المالي وفي ميناء كاولون ومنطقة الأقاليم الجديدة، مما يزيد الضغط على الشرطة التي تعمل بكامل طاقتها بالفعل.

والتحدي الثاني أمام شي هو تايوان التي ستشهد انتخابات رئاسية في يناير المقبل.

وقد نددت حكومة تايوان اليوم الثلاثاء "بديكتاتورية" الصين في الذكرى السبعين لتأسيسها وقالت إن بكين تهدد السلم وتحاول خلق ذريعة لتوسعها العسكري.

وفرت قوات الوطنيين المهزومة إلى تايوان عام 1949 بعدما خسرت الحرب الأهلية أمام الشيوعيين. وترى الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها ولم تستبعد قط اللجوء للقوة لفرض سيطرتها عليها.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه أثناء عرض عسكري ضخم في بكين بمناسبة مرور سبعة عقود على حكم الحزب الشيوعي إن الصين ستعزز التنمية السلمية للعلاقات مع تايوان و"ستواصل الدفاع عن إعادة توحيد البر الرئيسي بالكامل".

ورد مكتب شؤون البر الرئيسي في تايوان على تصريحات شي خلال العرض العسكري بالقول إن تايوان لن تقبل أبدا صيغة (بلد واحد ونظامان) وهي النموذج الذي يفترض أنه يمنح هونج كونج ومكاو درجة عالية من الحكم الذاتي وتعتبره الصين أفضل طريقة في التعامل مع تايوان.

وقال المكتب "يواصل الحزب الشيوعي الصيني ديكتاتورية الحزب الواحد منذ 70 عاما وهو مفهوم حكم ينتهك قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويثير مخاطر وتحديات لتنمية بر الصين الرئيسي".

وأضاف إن حديث الحزب عن "الكفاح من أجل الوحدة والتجديد العظيم والوحدة هو مجرد ذريعة للتوسع العسكري ويهدد بشدة السلام الإقليمي وديمقراطية العالم وحضارته".

وفرضت السلطات الصينية إجراءات أمنية مشددة في بكين وأصدرت الشرطة تعليمات لسكان المنازل التي تقع في مسار العرض العسكري بعدم النظر من النوافذ.