الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تصح الصلاة بوضوء من مياه صرف معالجة بتقنية الليزر؟.. الإفتاء تجيب

مياه الصرف المعالجة
مياه الصرف المعالجة بتقنية الليز

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه تصح الصلاة بوضوء من مياه صرف معالجة بتقنية الليزر؛ مبينًا أنها تعودُ إلى أصل طهارتها، ويصحُّ التطهر بها إذا زالت أوصاف التغير، لا سيما عند ضم بعضها إلى بعض أو خلطها بغيرها من الماء المطلق.

وأوضحت« الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال:« هل تصح الصلاة بوضوء من مياه صرف معالجة بتقنية الليزر»، أنه إذا تم معالجة مياه الصرف الصحي بتقنية الليزر الحديثة وفقًا لما هو وارد بالسؤال فإنها تعودُ إلى أصل طهارتها؛ لأن الماء كما يتنجس بما يغير طَعْمَهُ أو لَوْنَهُ أو رِيحَهُ من نجاسةٍ فإنه كذلك يطهر بزوال ما غيّره ابتداءً.

وأكدت أن الله - عز وجل-حث على الطَّهارة في آيات كثيرة من القرآن الكريم، قال - تعالى-: «وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ»، ( سورة المدثر: الآية 4) وقال – سبحانه-: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، ( سورة البقرة: الآية 222).

وأضافت أن السُّنة النبوية المطهرة أكدت على وجور الطهارة أيضًا؛ فقد روى الإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه- أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلَآنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا».

وواصلت أن الشرعُ الشريف أمر المسلمَ بتطهير قلبِه وجوارحِه وبدنِه؛ فأمره بتطهير القلبِ من الآثارِ المذمومةِ والرذائلِ الممقوتةِ، وتطهيرِ الجوارح من الذنوبِ والآثامِ، وتطهيرِ البدنِ من النجاساتِ والأحداث.

وأشارت إلى أن تطهير البدن يكون برفع الحدث (طهارة حكمية)، وإزالة الخبث (طهارة حقيقية)؛ فإزالة الخبث أي: إزالة النجاسة، ورفع الحدث يكون في الحدث الأكبر بالغسل، وفي الحدث الأصغر بالوضوءِ، وذلك عند إرادة الصلاة ونحوها.

واستشهدت بقوله – تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا»، ( سورة المائدة: الآية 6).

واستدلت أيضًا بما روى الشيخان في "صحيحيهما" عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» وهذا لفظ رواية الإمام البخاري.

وتابعت أنه اليوم في ظل التقدُّم العلمي الذي لم يكن موجودًا من قبلُ، تمكَّن العلماء من تنقية الماء وفصله عن كل ما اختلط به بعِدَّة طرق مختلفة، منها: تبخيرُ الماء وتقطيرُه حتى يعودَ إلى أصله، بحيث إذا رأيت الماء لم تعرف أنه كان متغيرًا إلا إذا أخبرك أحدهم بذلك.

واستكملت أنه من الطرق الحديثة التي يتم تنقية مياه الصرف بها: التنقية بالليزر، وهو على ما ذكره المختصون: برامج ومراحل مختلفة من جهاز إلى آخر، ومن ذلك: التبخير بالأشعة تحت الحمراء، ثم يتمُّ تكثيفُ الماء وتجميعُه في مجرى نصف أسطواني، ثم يتمُّ تعريضُه بعد ذلك للأشعَّة فوق البنفسجية التي تخلص ما بقي فيه من المواد الصلبة العالقة والأملاح، ثم يتمُّ تطهيرُه من البكتيريا والمواد العضوية، ولا تختلف هذه المراحلُ من جهاز لآخر إلا من حيث عدد المراحلِ والتقنية المستخدمة، وعلى هذا تكون تنقية ومعالجة الماء بالليزر بإزالة ما تسبب في تغيره وليس فيه إضافة ما يخفي التغير مع بقائه.

واختتمت أن جمهور الفقهاء قرروا أن الماء المختلط بالمتنجس يَطْهُر بطُرُقٍ؛ منها: التكثير، ومعناه: صَبُّ الماء الطاهر على الماء المختلط بالمتنجس الذي تغيَّر حتى يغمرها وتستهلك فيه؛ بحيث يذهب التغيُّر عن الأوصاف الثلاثة: الطعم، واللون، والرائحة.