مستقبل الإمبراطورية اليابانية يتوقف على صبي غير مؤهل للحكم
أعلن ناروهيتو نفسه، أمس، إمبراطورا لليابان في حفل أقيم بالقصر الملكي بالعاصمة طوكيو، بعدما تنازل والده أكيهيتو عن العرش في نهاية أبريل الماضي وحل ناروهيتو مكانه في الأول من مايو، ووفقا لقواعد الحكم اليابانية فإنه يمتنع توريث السلطة للإناث مما يعني أن لن يصل لكرسي العرش ابنة ناروهيتو الوحيدة.
سيرث العرش بعد الإمبراطور ناروهيتو شقيقه الأصغر الأمير أكيشينو (53 عاما) وهو في المرتبة الثانية على العرش بعد والده ولي العهد الأمير أكيشينو، وسيرثه إلى ابنه الأمير هيساهيتو (13 عاما) وهو الحفيد الملكي الوحيد في جيله وتقع مستقبل الملكية على أكتافه، وفقا لموقع straitstimes.
وتسمح اليابان للذكور فقط بالارتقاء إلى عرش الأقحوان القديم، والتغييرات في قانون الخلافة هي بمثابة لعنة للمحافظين على التقاليد، فلم يولد أي ذكور إمبراطوريين منذ عام 1965، وبعد ثماني سنوات من زواج ناروهيتو، أنجبت زوجة الإمبراطور ماساكو فتاة، هي الأميرة إيكو، مما حفز على تحركات لمراجعة قانون الخلافة والسماح للمرأة بالوراثة وتمرير العرش.
ولكن ولادة هيساهيتو في عام 2006 كانت كالمعجزة بالنسبة إلى المحافظين الراغبين في الحفاظ على الخلافة للذكور فقط، رغم أن دستور اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لا يمنح الإمبراطور أي سلطة سياسية، ويعينه رمز الدولة ووحدة الشعب فقط.
وكان أول ظهور علني له خارج اليابان قبل عدة أشهر، حيث سافر أمير اليابان هيساهيتو بوتان، في أغسطس الماضي، في أول رحلة خارجية له بعد أشهر قليلة من أن يصبح عمه ناروهيتو إمبراطورا، واعتبرت هذه الرحلة أول ظهور للعاهل المستقبلي على الساحة العالمية حيث كانت كعرض علني نادر للإمبراطور المستقبلي.
ويدرس هيساهيتو بمدرسة ثانوية تابعة لجامعة أوشانوميزو، مما يجعله أول فرد من العائلة الإمبراطورية منذ الحرب يدرس خارج مدرسة جاكوشون الثانوية الخاصة، وذلك على عكس جده أكيهيتو، الذي قام بدور نشط كرمز للسلام والديمقراطية والمصالحة مع ضحايا العدوان الياباني في زمن الحرب.
وتساءل الخبراء عما إذا كان قد تم إعداد هيساهيتو بشكل صحيح للمستقبل، وقال البروفيسور كاساهارا: "من المهم أن يدرك أنه في وضع يسمح له أن يرث العرش عند التفاعل مع الناس، وأن يضعهم في الاعتبار منذ سن مبكرة".
فالغريب حتى الآن أنه ليس لدى هيساهيتو معلم خاص يساعده في الاستعداد لملكيته المستقبلية، وقال أكشيتو إن شينزو كويزومي الرئيس السابق لجامعة كيو، أنه كان يرشد أكيهيتو وأصبح بعد ذلك نموذجًا يحتذى به لابنه ناروهيتو، فيما قال الدكتور ناوتاكا كيميزوكا، خبير في الأنظمة الملكية الأوروبية في جامعة كانتو جاكوين: "من الضروري أن يكون هناك شخص يمكنه أن يحدد معه ما هو مناسب لعاهل القرن الحادي والعشرين".
وعندما أقر البرلمان قانونًا خاصًا يسمح لأكيهيتو بالتنازل عن العرش في عام 2017، اعتمد قرارًا غير ملزم يطلب من الحكومة التفكير في كيفية ضمان خلافة مستقرة، وأحد الخيارات هو السماح للإناث، مثل إيكو، بالاحتفاظ بوضعها العائلي الإمبراطوري بعد الزواج وترث أو تنقل العرش إلى أطفالها.