قال الشيخ عبدالله العجمي، مدير إدارة التحكيم وفض المنازعات وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل حرم الظلم وجعله مُحرَّمًا بين عباده، فقد جاء في الحديث القُدسيّ أنّ الله -تعالى- يقول: (يا عبادي، إنّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالموا)، والظلم هو مجاوزة الحدّ الذي وضعه الشّارع، وهو أيضًا وضع الأمر في غير موضعه الذي شَرَعَه الله تعالى، وكذلك فإنّ كلّ ذنب يُعصى به الله -سبحانه وتعالى- هو ظلم، ولكن إن كان فيه عدوان على حقّ الغير؛ فهو ظلم للغير، وإن لم يكن فيه حقّ للغير؛ مثل الشّرك بالله؛ فهو ظلم للنّفس.
وأضاف العجمي، خلال إجابته عن سؤال ورد إليهمضمونه: ( كيف يتصرف الإنسان إذا شعر بالظلم؟)، عليه أولًا أن يسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع الظلم عنه، وأن يدعو كثيرًا فالله عز وجل يجيب دعوة المضطر حيث قال تعالى فى كتابه الكريم { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، ثم يكثر من الدعاء السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها (( اللهم يا سابغ النعم و يا دافع النقم و يا فارج الغُمم و يا كاشف الظُلم، و يا أعدل من حكم، و يا حسيب من ظَلم، و يا ولي من ظُلم، و يا أول بلا بداية، و يا آخر بلا نهاية اجعل لي من همي فرجا و مخرجا))، فالله عز وجل يرفع عنك.
هذا الفعل أفضل وثوابه أعظم من الدعاء على الظالم
ففي حال تعرض شخص لظلم بيّن، فإنه يُستحب له أن يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يرفع عنه الظلم، فالدعاء على الظالم ليس حرامًا حيث أن دعوة المظلوم لا ترد، فإن هذا يدل على ان دعوة المظلوم مستجابه وله ان يدعو على الظالم، فيُستحب عدم الدعاء على الظالم، حيث قال الله تعالى: «وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».
حكم قراءة المظلوم سورة يس على الظالم
وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الإحسان إلى الناس في حال أحسنوا، وعدم ظلمهم في حالة الإساءة، ويجب على المسلم ألا يُسيء استخدام الأذكار والأوراد في إيذاء الغير، ولا يجوز للمظلوم أن يقرأ سورة يس بنية إيذاء من ظلمه.
ولا مانع من قراءة سورة يس بنية أن يرفع الله تعالى عنه الظلم، ويفرج كربه، وليس كما يعتقد بعض الناس بالإيذاء بسورة يس، وإنما بنية أن ييسر الله تعالى له استرداد حقه ممن ظلمه.
حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل
يجوز للإنسان الذي يتعرض للظلم البين من شخص آخر أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الشخص الذي ظلمني»، لأن الإنسان المظلوم جعل الله سبحانه وتعالى حسبه وحماه وحفظه ووكيله ووليه في ذلك الظلم الذي تعرض له من قبل شخص آخر.
ودعاء المظلوم بقول حسبي الله ونعم الوكيل، من أروع الأذكار التي يقولها الإنسان عند ظلمه، فحينما يقول الإنسان «حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الشخص الذي ظلمني» فهو بذلك سلم وفوض أمره لله عز وجل يفعل ما يشاء فإن انتقم للمظلوم فهذا مراده وإن لم ينتقم وطيب خاطر المظلوم فهذا أفضل وإن جعل المظلوم يعفو ويغفر ويصفح فهذا أفضل أيضًا وأجره على الله عز وجل.
ادعية واردة فى أحاديث نبوية لرد الظلم
وأما من الأحاديث، فقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في جملة منها في كتابه (الوابل الصيب) عند لقاء العدو ومن يخالف سلطانًا وغيره قال: في سنن أبي داود والنسائي عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا قال: "اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".
ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند لقاء العدو: "اللهم أنت عضدي، وأنت ناصري، وبك أقاتل ".
وورد عنه أيضًا أنه كان في غزوة، فقال: "يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين" قال أنس: فلقد رأيت الرجال تصرعها الملائكة من بين يديها ومن خلفها.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خفت سلطانًا أو غيره فقل: "لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم لا إله إلا أنت عز جارك وجل ثناؤك".
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم".
أدعية عامة لرد الظلم
- "يا رب إني أحب العفو لأنك تحب العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمنى به، فأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة وتب عليه واعفو عنه يا كريم، يارب إن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي، فأسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية، اللهم أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركنًا إلاّ وهنته، ولا سببًا إلاّ قطعته" .
- " يا رب أسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، واخذله يا خاذل الفئات الباغية".
-"اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك. اللهم أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركنًا إلاّ وهنته، ولا سببًا إلاّ قطعته".
- "اللهم إني أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، وأستصرخك إذ قعد عني كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا. يارب اللهم انتقم من الظالم فى ليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها، وبنكبة لا انتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها".