الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الفقي يكتب: أيها الأصدقاء أوصيكم ونفسي‎

صدى البلد

بالهجر بلا أذى والصفح بلا عتاب والنصيحة بلا تفضل والعطاء بلا منة والمساعدة بلا مقابل والقيادة بلا تسلط والتواضع بلا مذلة والرقابة بلا هيمنة والمخالطة بلا جور والعشم بلا استغلال والبشاشة بلا تصنع والمدح بلا نفاق والنقد بلا إساءة والتنافس بلا غيرة وحسد.

خلقنا الله بفطرةٍ سليمةٍ تحب الوجود داخل الجماعة والاستئناس بهم وتكوين العلاقات الطيبة فلا يستطيع الإنسان السوي أن يعيش بعيدًا عن الناس بل يحتاج دائمًا إلى من يحبونه ويحبهم ويتبادل معهم خبرات الحياة فالإنسان مطبوع على سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والأصدقاء فالصديق الصالح رائد خير وداعية يهدي إلى الرشد والصلاح كما أن الفاسد رائد شر وداعية ضلال يقود إلى الغي والفساد وتختلف نظرة الناس إلى الصداقة فالبعض لديه نظرة إيجابيّة تجاه الأصدقاء نتيجة مصادفته لأصدقاء جيدين تركوا لديه انطباعًا جيدًا والبعض لديه نظرة سلبيّة نتيجة معاشرتهم لأصدقاء غير جيدين وأعطوا صورةً سلبيّةً عن الصداقة.

وبما أن الصديق يعد بمثابة اليد اليمنى التي يتم الاعتماد عليها في العديد من المواقف فهناك العديد من أنواع الأصدقاء الذين يجب الحذرمنهم ومحاولة الابتعاد عنهم قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118 
 
وإذا وجدت صديقا مخلصا صالحا يناسب طباعك فتمسك به واحرص على دوام العشرة بينكما فإن حدث بينكما شقاق وإختلاف في الرأي أو موقف معين فلا تفرط في صديق حباك الله به حتى وإن أخطأ بحقك ذات مرة وثق بأن من أراد صديقا بغير عيوب بات وحيدا وتذكر قول الشاعر : 

أعجز الناس حر ضاع من يده * صديق ود فلم يردده بالحيل.

وإذا كان خيارك الهجر والابتعاد فتذكر قول الله تعالي : (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا) (المزمل:10).