على مر التاريخ تزخر مصر بالعديد من العواصم الشاهد على عظمة الحضارة المصرية القديمة، والتي ظلت آثارها حتى اليوم شاهدة على ما وصلت إليه تلك الحضارة المصرية وما أنجزته، ومن بين تلك العواصم مدينة دهشور التي تحكي تاريخ تطور الحضارة المصرية خاصة تحكي تاريخ تطور بناء الأهرامات.
ففي الجهة الغربية من نهر النيل وعلى بعد 71 كيلو مترا من هضبة الجيزة، والتي يحدها من الجهة الغربية الصحراء، ومن الجهة الشرقية محور نهر النيل، وهو ما جعلها بحكم موقعها المتميز شاهدة على حقبة من أهم فترات التاريخ المصري القديم، ولما استطاعت به أن تكون واحدة من أهم المناطق المناطق الأثرية في العالم القديم.
دهشور.. المدينة التي لا تذكر إلا ويتبادر إلى الأذهان تلك المعالم السياحية التي تزخر بها، والشاهدة على العصور المصرية القديمة، وما تحاكيه من تاريخ بناء الأهرامات وكيف تطورت وصولًا إلى هرم خوفو في هضبة الجيزة.

وتعتبر دهشور إحدى أهم المناطق الأثرية في مصر، وحتى أنها تدخل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما شهدته من بداية لبناء الأهرامات المصرية، ولما تضمه المنطقة من 5 أهرامات من أصل 10 كانت موجودة في العصور القديمة، أهمها هرم الملك سنفرو أحد ملوك الأسرة الرابعة الذي بُني في عهده الأهرامات المدرجة.

ورغم كثرة الاكتشافات الأثريةالتي عًثر عليها حتى اليوم في منطقة دهشور، كونها كانت جزءا من جبانة منف الممتدة من الجيزة شمالا، وصولا إلى هرم ميدوم في بني سويف جنوبا، إلا أن تلك المنطقة لا زالت واعدة بالاكتشافات الأثرية، لاكتشاف ما تحويه من كنوز في باطنها، وزيادة الحفائر الحفائر بها للكشف عن جبانات الأفراد والنبلاء، ومعرفة أسرار دهشور.

ورغم الأهمية الكبيرة لمنطقة دهشور إلا أنها عانت خلال السنوات الأخيرة الماضية من التعديات والسرقات، نتيجة ضعف التأمين، مما تسبب في كثير من الأضرار بالمنطقة الأثريةذات التاريخ الكبير، حتى نهب الكثير من آثارها، لكنه رغم ذلك لا زالت عمليات الكشف الأثري مستمرة حتى اليوم كان آخرهاعثور البعثة المصرية التي تعمل في جنوب شرقي هرم الملك امنمحات الثاني في منطقة دهشور الأثرية، على عدد من الدفنات الأثرية بداخلها توابيت.
وكانت البعثة قد عثرت على دفنات بها 8 توابيت مصنوعة من الحجر الجيري، داخلها مومياوات مغطاة بطبقة من الكرتوناج الملون على شكل آدمي، وهي في حالة جيدة وترجع للعصر المتأخر.