الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغير المناخي.. كارثة دولية جعلت روسيا أكبر المستفيدين منها

صدى البلد

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بإعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ موجة استياء دولية شديدة، في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا انضمامها إلى الاتفاق الذي يعتبر أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ.

وقد تم التوصل إلى الاتفاق في الثاني عشر من ديسمبر 2015 في باريس، بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن 195 دولة، تلزم المعاهدة باحتواء معدل الاحتباس الحراري.

وتعهدت الدول المصادقة على المعاهدة باتخاذ تدابير للحد من انبعاثات الكربون، ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في الرابع من شهر نوفمبر 2016، بعد موافقة كل الدول عليه، ومن ضمنها الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن خلفه دونالد ترامب، أعلن انسحاب بلاده من هذه الاتفاقية، في وقت لاحق.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن روسيا تعتبر المستفيد الأكبر من التغير المناخي، ذلك أنها تعيش في مرحلة حرجة بيد أن السلطات الروسية تقول إنها تمتلك اكتفاءً ذاتيًا من الغذاء وإنها لا تنتج المنتجات الغذائية التي يستهلكها الشعب الروسي، الذي أصبح يستهلك الغذاء بصورة أقوى مما مضت.

وقالت صحيفة "هآرتز" العبرية في تقرير نشرته، أمس الخميس، إن روسيا تعد من أهم البلدان المستفيدة من ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا أن الاقتصاد الروسي يكسب من وراء هذا الوضع، مشيرةً إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تلحق أضرارًا كبيرة بالقطاع الزراعي في عدة بلدان متقدمة أو نامية، إلا أن روسيا قادرة بسبب التغير المناخي على رفع محاصيلها الزراعية من الحبوب عل سبيل المثال في مزارع كانت من قبل غير مؤهلة مناخيا لزرع الحبوب.

وأشار التقرير إلى أن سياسة روسيا تطورت لتشمل الصادرات الغذائية، فموسكو تريد أن تصبح أحد المصدرين الرئيسيين للمواد الغذائية في العالم أي قوة عظمى زراعية، فمنذ مجيئ الرئيس فلاديمير بوتين على رأس السلطة في 2000، بدأت أسعار النفط في الصعود بشكل ملحوظ، وأصبحت الدولة ناجحة في إلغاء الديون عن كاهل المزارع وتعديل قوانين الزراعة لخلق بيئة اقتصادية متكافئة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه البحرية الروسية، أكتوبر الماضي، عن اكتشاف خمس جزر جديدة في الأراضي الروسية التي كانت من قبل مكسوة بالجليد المتجمد بعد ذوبانه بسبب التغير المناخي، فإن ذلك يعني توسيع رقعة الأراضي والحدود البحرية الروسية وفتح أفق واعد لاستغلال ثروات هذه الجزر الطبيعية الأمر الذي كان غير ممكن من قبل.

كما أن ذوبان كتل الجليد المتجمد في منطقة القطب الشمالي سيساعد الروس على القيام بدور مهم في تنشيط حركة نقل البضائع بين القارتين الأوروبية والآسيوية بواسطة بواخر تعبر عبر هذه الطريق في رحلات أسرع وأقل تكلفة بدل العبور من خلال قناة السويس. بل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد قال إن هذه الطريق البحرية التي بدأ تشغيلها قادرة على نقل 80 مليون طن من البضائع كل عام في مرحلة أولى تنتهي عام 2025.

وبرغم الأفق الاقتصادي الواعد الذي تفتحه هذه الطريق أمام روسيا وبلدان أخرى بسبب التغير المناخي، فإن خبراء المناخ يرون أنه لابد لقراءة ألف حساب لانعكاسات تعزيز هذه الطريق ولعملية استغلال ثروات القطب الشمالي الطبيعية استغلالا مفرطا على البيئة وعلى الصحة.

في الأثناء لوحظ أن احتداد ظاهرة الاحترار المناخي كان وراء انخراط بلدان كثيرة في سباق محموم للبحث عن بدائل وابتكارات ومهارات ومعلومات وتقنيات جديدة قادرة على المساهمة في الحد من الانبعاثات الحرارية التي تتسبب فيها مصادر الطاقة الأحفورية الملوثة. كما يساهم ذلك في إيجاد سبل للتكيف مع انعكاسات التغير المناخي البيئية والاقتصادية والاجتماعية.