الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود أبو حبيب يكتب: خريطة الحب

محمود أبو حبيب: خريطة
محمود أبو حبيب: خريطة الحب

وقع نظري على كتاب بعنوان" خريطة الحب"، جذبني عنوانه للبحث على سطح صفحاته كيف ترسم هذه المنظومة الجميلة من المشاعر الكامنة داخلنا؟ وكيف تُحركنا هذه القوة الخارقة التي تطفئ نيران الشر مرة، وتضرم النيران في المشاعر الباردة مرة أخري لتذيب ثلوجها وتذهب برودتها.

العنوان الذي لفت انتباهي وأثار فضولي، ترددت كثيرًا قبل أن أرتحل بين طياته، لأكتشف ملامح هذه الخريطة الدافئة، وهل سأجد عالمًا مشابهًا لهذا العالم الذى أعرفه، أم ستتبدل تضاريسه تمامًا؟.

تنقلت في الكتاب بين وديان الحب وكُثبانه، واختبأت خلف رواسيه مخافة أن أغرق في أنهاره، كانت أول كلمة رُسمت على هذه الخريطة هي "السعادة الزوجية ليست كلمة سحرية، لكنها حالة يمكن الوصول إليها ببصيرة وقصد"، هنا بدأ الأمر يظهر شيئا فشيئًا، فقد أهدانا المؤلف إشارات نفسية لنسير عليها دون وحشية أو غربة في هذه العلاقة نظرًا لقدسيتها ومكانتها، هذه العلاقة التي تعتبر الرسم الأول للعلاقات بين البشر.

أصبح الأمر داخلي غير مستهجن ولا مستغرب، فكما وضعت الخرائط لترسم عليها الاتجاهات ومعالم الطريق ليعتمد عليها الناس في حلهم وترحالهم، واستخدم التصنيف في بحر الشعر للفصل بين دروبه وأنواعه، كذلك الحب فهو أيضا ليس بالعجيب أن نرسم له صورًا وأنماطًا تحدد العلاقات وتشرح التركيبة النفسية؛ حتى يفهم كلُ منا شريك حياته لتصبح العلاقة صحية؛ تساعد علي بناء كيان أٌسري مستقر ومتنامٍ.

عندما أمسكت الخريطة وبدأت أتتبع علامتها للغوص في أعماق هذا العالم، اكتشفت أن فهمك لحركتك ومعرفة أين تتجه؟ وما هي حددوك؟ وأين كنت؟ ومتي ستتوقف؟ ومتي ستعاود السير مرة أخرى، تجعلك تتفادى المناطق الوعرة والتي تعج بالتوتر وكذلك المناطق التي بها تعقيدات، لتستمر الرحلة بما يضمن استقرار من فيها، هذا الرسم من أشكال العلاقات بين البشر، لا بد لكل طرف من أطرافه أن يمتلك مفاتيح لكى تلتقي خيوط رسمته بالطرف الآخر، تساعده على فك أسراره وفهم مواقفه، ساعتها ستكتمل رسمته في عين حبيبه.

كانت الخريطة دالة على الطريق خير دلالة، فصارت الرحلة مختصرة وما أن وصلنا إلى النهاية دون مشقة أو عناء، جلسنا سويًا مجلس المسنين متغنين برحلتنا، وانتهت حياتنا في حيز الجسد لكن بقيت رسمتنا في عيون أبنائنا وأحفادنا إلى الأبد.

فشكرا للفنان الذي رسم حدود هذه الخريطة.. شكرا دكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر.