الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الوسواس يبطل الصلاة؟.. الإفتاء تضع روشتة شرعية لعلاجه

هل الوسواس يبطل الصلاة
هل الوسواس يبطل الصلاة

هل الوسواس يبطل الصلاة؟ اختلف العلماء فيما إذا لم يحضر القلب في أكثر الصلاة، فمن العلماء من قال: إذا غلب الوسواس يعني: الهواجس أكثر الصلاة بطلت الصلاة، لكن قول الجمهور: لا تبطل ولو غلب الوسواس على أكثرها. 

واستدل الجمهور بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول: اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يدر ثلاثاً صلى أو أربعاً سجد سجدتي السهو»، وفي رواية: "حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا اذكر كذا -لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى". وهذا يدل على أن الوسواس لا تبطل الصلاة به، وهذا القول أرفق بالناس، وأقرب إلى ما تقتضيه الشريعة الإسلامية في اليسر والتسهيل؛ لأننا لو قلنا ببطلان الصلاة في حال غفلة الإنسان، وعدم حضور قلبه لبطلت صلاة كثير من الناس.

الوساوس التي يبتلى بها بعض الناس في الوضوء أو في الصلاة أو في غير ذلك كلها من الشيطان، والله أرشدنا سبحانه للتعوذ منه، فقال تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِإِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ» (الناس:1-4).

التخلص من الوسوسة في الصلاة
أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الشخص الوحيد الذي يخشع في الصلاة بنسبة 100% هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الدنيا لا تغريه والشيطان لا يأتيه والنفس لا تتسلط عليه.

حكم الوسواس في الصلاة وعدم الخشوع فيها
وأضاف «عاشور» في إجابته عن سؤال: «ما حكم الوسواس في الصلاة وعدم الخشوع فيها، والقلق من عدم قبول الصلاة؟»، أنه لا يوجد إنسان قادر على الخشوع في الصلاة بنسبة 100%، وإنما علينا أن نجتهد لنصل لذلك.

وتابع: «نحن عندنا بدائل، لو لم نخشع في الصلاة بشكل كامل علينا أن نعوض ذلك في شيء آخر، والله سبحانه وتعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ» (سورة هود: 114).

وأشار إلى أن الشرع لم يطلب الخشوع في الصلاة بنسبة 100%، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، والخطأ لا يكون بارتكاب معصية وقد يكون بعدم الخشوع في الصلاة.

الوسواس القهري في الصلاة وكيفية العلاج منه
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الوساوس أمر يبتلى به بعض الناس وعليهم ألا يستمروا فيه ويستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم.

وأجاب الشيخ محمود شلبي، في فيديو له، عن سؤال: "يقال لي كثيرا إن عندي وسوسة في لبس الصلاة الخاص بي، فالبعض يقول إنه شفاف.. ماذا أفعل؟"، موضحا أن الأمر لا يحتاج الوسوسة، فمعرفة شفافية اللباس سهلة وهى وضع شيء خلف اللباس فلو تمت رؤيته فهو شفاف وإن لم ير فاللباس ليس شفافا.

الوسواس مما ابتلي به الناس
ولفت إلى أن الوسواس مما ابتلي به الناس، فقال الله تعالى: «مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ»، منوهًا بأن الوسواس يختلف عن حديث النفس، فالشيطان يلقي ما يلقي في قلب الإنسان وينصرف فترى الوسواس جاءك مرة فإذا صرفته انصرف لأن الله لم يجعل للشيطان على الإنسان سبيلا.

ونوه بأنه فى بعض حالات الوسواس القهرى يكون هناك خلل في الكيمياء في المخ فتذهب للطبيب ويعطيك علاج فيذهب الوسواس، ولكن العلاج الأقوى هى همة نفسك، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، وأن الشيطان لا يستطيع أن يأتي الإنسان ويوسوس له من جهتين هما: «الجهة الفوقية، والتحتية»، مشيرًا إلى أنهما جهتان محظورتان على الشيطان الذي يتحكم بالأربع جهات الأخرى، كما أن الشيطان لا يستطيع أن يأتي ابن آدم من الجهة الفوقية لأن رحمة الله عز وجل تتنزل عليه من هذه الجهة.

وأكد أنه لا يستطيع مخلوق في الأرض ولا في السماء أن يمنع رحمة الله عز وجل من النزول، مستشهدًا بقوله تعالى: «مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)» سورة فاطر، أما بالنسبة للجهة التحتية فهي محظورة أيضًا على الشيطان، لأن الإنسان إذا سجد لله عز وجل، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فيلطم إبليس خده وقال يا ويلي يا مصيبتي، أمر ابن آدم بالسجود لله فسجد فدخل الجنة وأمرت بالسجود لآدم فأبيت فدخلت النار.

روشتة علاج شرعية لعلاج الوسواس القهري
أفاد الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الوسواس عندما يتحول إلى قهري يجب تجاهله تمامًا، لافتًا إلى أن الوسواس من الشيطان.

وواصل: أن الأمر الثاني لعلاج الوسواس القهري هو كثرة الذكر، مشيرًا إلى أن افضل الذكر لطرد الوسواس هو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة مرة في اليوم والاستغفار مائة مرة يوميا، بالإضافة إلى قول "يا مقسط" فور الاستيقاظ من النوم مائة مرة، وبالمواظبة على هذا الورد اليومي لن يكون هناك وسواس على الإطلاق بإذن الله.

روشتة شرعية للخشوع في الصلاة
وضع الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، روشتة شرعية للخشوع في الصلاة، منوهًا بأنه على المصلي أولًا: أن ينظر لموطن السجود، وثانيًا: حال الركوع عليه أن ينظر لإصبع قدمه الكبير، ثالثًا: وفي السجود لطرف الأنف، رابعًا: أثناء التشهد للسبابة، وخامسًا: وأن يؤدي الصلاة على سجادة غير مزقرشة حتى تساعد على التركيز وعدم تداعي الأفكار.

وأكمل المفتي السابق: سادسًا: أنه لابد من التأني في التلاوة والقراءة والتسبيح أثناء الصلاة، وسادسًا: الذكر خارج الصلاة والمداومة عليه.

اقرأ أيضًا: