صحة حديث "يوم صومكم يوم نحركم"

يتحدث بعض الناس بأن أول يوم في عيد الأضحى لا بد أن يوافق أول أيام رمضان، مستدلين برواية: «يوم صومكم يوم نحركم» وتأكدت هذه الرواية بمحض الصدفة حيث كان صيام رمضان عام 2016 في يوم الاثنين وأول أيام عيد الأضحى كان في يوم الاثنين.

وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن هذه الرواية ليست حديثًا صحيحًا ولم تثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا أصل له في دواوين السنة من صحاح وسنن ومسانيد ومعاجم وغيرها، وذكر فقط في كتب الموضوعات -الأحاديث المكذوبة.

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن الإمام أحمد بن حنبل قال عن هذه الرواية: لا أصل لها، بدائع الفوائد، وقال السيوطي ومرعي الكرمي: كذب لا أصل لها.

وورد سؤال إلى الشيخ عصام أنس، عضو دار الإفتاء المصرية، ومسئول عن فرع الإفتاء بـ أسيوط، علي صفحته الرئيسية بـ "فيسبوك" يقول: في حديث "يوم صومكم يوم نحركم" ما يعنى أن يوم النحر المفروض أن يكون نفس يوم أول الصوم، فهل هذا الحديث صحيح، أم حساب الأشهر هو الخطأ؟"، وأجاب فضيلته قائلًا:

إن هذا الحديث لا أصل له، ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له سند أصلا، وجعله الإمام أحمد بن حنبل مما يدور في الأسواق ولا أصل له، كما فى الموضوعات لابن الجوزي (2/ 236)، وأسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (ح 1157) وطبقات الشافعية (2/ 150).

وقال الحافظ السخاوى فى المقاصد الحسنة (ح 1355) : "حَدِيث: يَوْمُ صَوْمِكُمْ يَوْمُ نَحْرِكُمْ، لا أصل له كما قاله أحمد وغيره". وقال الحافظ السيوطي في الدرر المتناثرة (ح 463) : "كذب لا أصل له".

وذكره غير واحد من علماء الحديث ممن صنف في الأحاديث الموضوعة، حاكمين عليه بأنه موضوع كذب، كالشيخ على القاري في كتابيه "الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة"، وشيخ مشايخنا الإمام أبى المحاسن القاوقجى فى "اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع" وقال: "لَا أصل لمبناه وَإِن صَحَّ مَعْنَاهُ يحمل على الْغَالِب".