الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصري يكتب: فوضى الألقاب

صدى البلد

فقط فى مصر ستسمع كل صباح عن تلك المسميات المهنية، وهذه الألقاب المفخمة وكأنما تباع على أرصفة شوارعنا بأزهد الأسعار او تُمنح احيانًا بالمجان تحت شعار " الألقاب للجميع". 

فوضى ليست خلاقة على الإطلاق حين يزاحم الجهلاء وفقراء الإبداع والعطاء أصحاب الفكر والإضافة فتمتلئ الحياة ومواقع التواصل بهؤلاء الأفاقين وأصحاب الألقاب المزيفة التى لا رصيد لها ولا أصل سوى أن اصحابها قد اقتبسوها عنوة فى غفلة من كل الأجهزة الرقابية واستغلوها ليحققوا مصالح ومكاسب مادية أو كى يتواجدوا عنوة على الساحه بشكل فوضوى عابث فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف من الحقيقى ومن المزيف ..!!

فقط في بلادنا ستسمع عن فلان الكاتب الذى لم يؤلف كتابًا أو يكتب مقالًا واحدًا في حياته وستسمع ايضا عن الصحفي الكبير الذى لم تطأ قدماه مقر صحيفه محترمه من قبل أو الخبير الإستراتيجى الذى لم يقرأ كتابًا او ينشر بحثًا أو يدرس علمًا .. وذاك السفير والدكتور والنائب والمستشار وغيرهم من الذين لا علاقة لهم بتلك المسميات سوى أنهم قد أطلقوها علي أنفسهم أو اشتروها من حوانيت بائسة تبيع الألقاب وتمنح أوراقًا لا تساوى الحبر الذى كُتبت به فيصبح لدينا كل هذا الكم من حاملى الألقاب دون اساس أو أحقيه . فإلي متى هذا العبث المقيت .!!!

فوضى عارمة أصبحت تجتاح مصر مؤخرًا والقاب ذات وزن يتحصل عليها البعض زورًا وبهتانًا فيضيعون معها حقوق من اجتهدوا وثابروا سنين طويله للحصول على هذه المسميات العلميه أو المهنيه فكيف تسمح الدوله بذلك ولماذا لا نراقب مثل هذه الإفتراءات من قبل النقابات المهنيه المختصه والجهات المعنيه حتى لا ينخدع العامه بتلك الألقاب المميزة أو نشاهد يوميًا عمليات نصب واستغلال لتلك المسميات دون وجه حق .

فى بلادى وعلى مواقع التواصل الشهيره سترى دائمًا آلاف الصفحات التى يدشنها اصحابها بمسميات خادعه دون اساس من الصحه لمجرد التفاخر او اصطياد السذج وابتزازهم بدعوى تسهيل بعض الاجراءات او نشر قضايا تخصهم فى قنوات الإعلام المختلفه وفى النهايه يكتشف الضحيه انه قد سقط فريسة لعملية نصب ممنهجه فكيف نترك هذا الباب مفتوحًا ونحن ننشد دوله مستقره تحافظ على حقوق ومصالح المواطنين وتحميهم من الغش والتدليس والابتزاز .

فى بلادى ايضًا ينشد البعض أحيانًا نوعا من الوجاهه المجتمعيه فيشترى تلك الألقاب بأمواله من اكاديميات وجمعيات خاصه تمنح القابًا مثل الدكتوراه الفخريه والمهنيه وغيرها والتى تُمنح خلال ايام او اسابيع مقابل مبالغ ماليه ليضيع معها جهد هؤلاء الباحثين الذين أفنوا عمرهم للحصول على هذه الدرجه العلميه وليصبح الإحباط هو سيد الموقف حين تتساوى الرؤوس دون وجه حق .

من أجل مجتمع مستقر .. دعوة لكل من بيدهم علاج هذه المشكله أن يجتهدوا بالتشريع والرقابه فى انهاء هذه الحاله العبثيه وتلك الأزمه الفوضويه للألقاب فهذا ظلم بيّن يمارس على اصحاب الحقوق وتزييف صارخ يجب أن يعاقب عليه القانون ليردع امثال هؤلاء الذين افسدوا شكل الحياه والعمل العام فى بلادنا حتى ضجر الناس من الجميع وضاعت قيمة تلك الألقاب ومن يحملونها في وسط هذا الزحام الزائف ..!!!