الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضحية كبرى..وثائق رسمية مسربة تكشف صفقة ترامب المسمومة مع جونسون

صدى البلد

أعلن زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين عن وثائق مسربة تكشف ضغط المفاوضين الأمريكيين من جل الوصول الكامل إلى سوق الخدمات في بريطانيا من بينها هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" وهو نظام الرعاية الصحية في بريطانيا، وذلك في إطار محادثات حول صفقة التجارة الحرة لفترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبحسب "اندبندنت" البريطانية، كشف كوربين النقاب عن الوثائق المسربة، التي قال إنها تركت في حالة يرثى لها، فيما ينفى رئيس الوزراء بوريس جونسون أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستطرح على طاولة المحادثات التجارية.

وتظهر الوثائق الرسمية المكونة من 451 صفحة أن الولايات المتحدة ضغطت بشدة لتمديد براءات الاختراع على الأدوية التي طورتها الشرطات الأمريكية، بطريقة من شأنها رفع الأسعار لمرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وقال أحد المفاوضين البريطانيين أن ذلك قد يضع بريطانيا في موقف صب للغاية.

وأوضحت الوثائق المسربة أن الولايات المتحدة كانت "حازمة" في إصرارها على أنه لا ينبغي ذكر تغير المناخ في الصفقة التي يريد بوريس جونسون إبرامها في أقرب وقت ممكن بعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.

لكن المحافظين الغاضبين اتهموا كوربين بـ "الكذب الشامل" وأشاروا إلى أنه كان يبث نظريات المؤامرة في محاولة لصرف الانتباه بعيدًا عن الصعوبات التي يواجهها بشأن مزاعم معاداة السامية وخطط حزب العمل بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" والضرائب.

ورفض جونسون ادعاءات زعيم حزب العمل واصفا إياها بأنها "هراء محض"، قائلًا: "يمكنني أن أعطيك ضمانًا مطلقًا من الحديد الزهر بأن هذا تحريف كامل. أن تكون NHS تحت أي ظرف من الظروف على طاولة التفاوض، للبيع.

وجاء الخلاف في الوقت الذي تشير فيه بيانات استطلاعات الرأي الجديدة التي شملت حوالي 40 ألف ناخب إلى أن جونسون قد يكون في طريقه للحصول أغلبية مريحة بفارق إجمالي يبلغ 82 عضوا، مع ما يصل إلى 366 نائبا من حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي ستجرى في 12 ديسمبر.

وبعد سلسلة من العناوين المهاجمة له في الصحف، رفض كوربين الاعتذار عن ما وصف بأنه معاداة للسامية، عاد كوربين بتلك الوثائق متهما حكومة جونسون بأنها كانت تستعد لبيع هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS.

وأشار إلى التفاصيل في الملف الذي أظهر أن الولايات المتحدة كانت تدفع باتجاه صفقة يتم فيها فتح جميع الخدمات أمام الشركات الأمريكية ما لم يتم استثناءها على وجه التحديد.

وقالوا إن "الوصول الكامل للأسواق" يجب أن يكون "الافتراض الأساسي للمفاوضات التجارية" لأنه "يحفز التجارة الحرة".

وأكد المسؤولون البريطانيون لنظرائهم الأمريكيين أن بريطانيا تتجه نحو الخصخصة وأنهم معًا يمكنهم "رفع العلم الجيد لتحرير الخدمات".

وقال كوربين "هذا ضوء أخضر لتحطيم الخدمات العامة البريطانية المفتوحة حتى تتمكن الشركات من الاستفادة منها".

وحذر من أن: "الولايات المتحدة تطالب بأن تكون هيئة الصحة الوطنية لدينا على الطاولة في المفاوضات بشأن صفقة سامة - لقد تم الحديث عنها بالفعل في الخفاء. يمكن أن يؤدي ذلك إلى خصخصة هارب لخدماتنا الصحية.

وقال:"ترى الشركات الكبرى أن تحالف جونسون مع ترامب هو فرصة لجني مليارات من مرض الناس في هذا البلد. وإذا كان المحافظون قد شقوا طريقهم للمضي قدما هذه الصفقة، فإن التغييرات التي كشفت عنها ستكون لا رجعة فيها تقريبًا".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال خلال زيارته إلى لندن في يونيو إن دائرة الصحة الوطنية ستكون على الطاولة في المحادثات التجارية، قبل أن يتراجع عن التصريح سريعا بعد أن تسبب في إحداث ضجة.

وقال كوربين إن أسعار الأدوية كانت في المتوسط ​​أعلى بنسبة 250% في الولايات المتحدة منها في بريطانيا بسبب أنظمة الدفع، بما في ذلك فترات أطول عندما تظل العقاقير الجديدة تحت براءة الاختراع.

وحذر من أن هيئة الخدمات الصحية قد تضطر إلى دفع 500 مليون جنيه إسترليني أسبوعيا للحصول على الأدوية بموجب ما أطلق عليه "صفقة ترامب السامة".

وقال كوربين إنه بالإضافة إلى الرعاية الصحية ، فإن الوثائق - التي تتناول بالتفصيل الاجتماعات خلال الفترة من يوليو 2017 إلى يوليو 2019، أظهرت أن المحادثات شملت مجالات مثل سلامة الأغذية وحقوق العمال والتمييز بين الجنسين حيث كانت الولايات المتحدة تسعى إلى هدم الحواجز التنظيمية لبريطانيا.

وأظهرت الوثيقة أيضًا أن المفاوضين الأمريكيين قالوا إنه سيكون هناك "كل ما يمكن اللعب من أجله" في اتفاقية تجارة حرة عبر المحيط الأطلسي إذا غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق مع جيرانها الأوروبيين، لكن اتفاقية التجارة الحرة ستكون غير قابلة للعمل إذا بقيت بريطانيا في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي.