الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق ديانة مريم فخر الدين المزدوجة ودور شادية في تعليمها الإسلام.. وأسباب اقتحام رشدى أباظة منزلها بالسلاح.. وأسرار تعرضها للتحرش من زملائها وطلاقها بعد علقة موت من محمود ذو الفقار

مريم فخر الدين ورشدى
مريم فخر الدين ورشدى اباظة

فى محافظة الجيزة وتحديدًا في 47 شارع مراد الجيزة، عاشت الفنانة مريم فخر الدين، التى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزلها، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 08/01/1933، وتاريخ الوفاة: 03/11/2014. 

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. 

اسمها بالكامل مريم محمد فخر الدين، من مواليد الفيوم ولدت في اليوم الثامن من شهر يناير عام 1933م، والدها كان يعمل مهندس ري، ووالدتها تدعى "باولا" مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، لها شقيق واحد هو الممثل يوسف فخر الدين، تلقت تعليما في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وهي تجيد سبع لغات هي اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية وغيرها. 

نشأة مريم فخر الدين.. وعلاقتها بازدواجية ديانتها 

عاشت مريم فخر الدين فترة من حياتها لا تدرك الفرق بين الإسلام والمسيحية؛ حيث ولدت لأم مسيحية متطرفة وأب مسلم متدين، وأكدت أن والدتها كانت تأمل أن ينتمي أبناؤها مريم ويوسف للديانة المسيحية، فسجلت ابنتها فى المدرسة باسم مارى فخرى، وظلت تدرس المسيحية لسنوات وتتعلم تقاليد الديانة المسيحية وتمارس طقوسها، وتؤدى صلواتها حتى فوجئ والدها بهذا، فذهب إلى المدرسة وأخبر المدرسين بديانتها المسلمة، فعاشت فترة من حياتها فى المدرسة "لا دينية" ، هذا بالإضافة إلى أنه لم يوجهها أحد طوال عمرها إلى الصلاة ، حتى جاءت اللحظة التى شعرت فيها بحاجتها إلى الصلاة فاستعانت بالفنانة شادية، حتى تعلمها فأرسلت إليها بكتاب "المسلم الصغير" فلم تفهم منه شيئا، ففوجئت بالشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى يتصل بها ليساعدها فعندما أخبرته أنها لا تستطيع حفظ "التشهد" أباح لها قراءة الفاتحة ثم التسليم، كما أباح لها أن تستحم قبل كل فرض لعدم إدراكها لفكرة الوضوء، حتى تمكنت من تعلم الوضوء وحفظ التشهد بعد أن روت لها إحدى صديقاتها قصة الإسراء والمعراج.

الصدفة تدفع مريم فخر الدين لـ عالم النجومية 
دخلت مريم فخر الدين مجال الفن بالصدفة، وهي في الـ17 من عمرها، بعد أن ذهبت لالتقاط صورة فوتوغرافية في عيد ميلادها، وعرض عليها المصور الاشتراك في مسابقة تنظمها مجلة "إيماج" الفرنسية، فوافقت والدة مريم فخر الدين على التقاط الصورة والاشتراك فى المسابقة مستبعدة أن يقرأ زوجها أو أحد الأقارب المجلة الفرنسية.

وفازت مريم فخر الدين بجائزة أجمل وجه، وفازت بلقب "فتاة الغلاف"، وعلم الوالد بالأمر بعد إرسال شيك بقيمة الجائزة إلى المنزل، فغضب غضبا شديدا معتبرا على حد قول مريم فخر الدين "أننا استكردناه.. ولولا أن أمى كانت مجرية لا أهل لها لكان طلقها والدى وطردها فورا".

وبعد نشر صورة مريم فخر الدين على أغلفة المجلات فتحت لها أبواب الشهرة وبدأت أفواج الصحفيين تتوافد على منزلها، وكان والدها يطردهم قائلا: "ليس لدينا بنات لهذه المسخرة" حيث انبهر الجميع بإتقانها خمس لغات، وعزفها على البيانو، فطرد والدها أنور وجدى، وحسين صدقى، حتى جاء أحمد بدرخان، ومعه عبده نصر أحد أصدقاء العائلة، وعرضوا عليه رواية بعنوان "اللقيطة " لتلعب ابنته دور البطولة فيها، فوافق بعد أن اقتنع بها، حيث رأى أنها رواية إنسانية تنصف اللقيط ووافق حتى تكون ابنته مثلًا أعلى لبنات جيلها مشترطًا أن يكون أول مشهد لها وهى تصلى وكانت هذه هى البداية. 

4 أزواج فى حياة مريم فخر الدين.. ومحمود ذو الفقار  الأسوأ

في عام 1952 تزوجت من المخرج محمود ذو الفقار فى ظروف غريبة حيث طلب يدها أثناء اتفاقه مع والدها على أجرها في أحد الأفلام ووافق الأب على الفور، كانت تبلغ من العمر حينها 17 عامًا بينما هو كان فى الـ38 من العمر، وكان فارق السن بينهم أكثر من 21 عامًا، وكان محمود ذو الفقار هو المتحكم في كل ما يتعلق بحياة زوجته، حيث يختار لها أدوارها ويأخذ أجرها ويمنحها مصروف يدها منه، واستمر هذا لفترة طويلة حتى نصحها البعض بأن عليها رفع أجرها دون علم زوجها لتدخر الفارق حتى علم وثار غاضبا عليها، وأهانها، وضربها، فانتقمت منه بأن منحت أثاث شقته لأحد العمال فى البلاتوه كان يزوج ابنته، فطلقها على الفور، واستقبلت مريم فخر الدين هذا الخبر بزغرودة، واستمر زواجهما 8 سنوات حيث تطلقت في عام 1960، وأثمر هذا الزواج عن ابنتها الكبرى إيمان . 

وعن هذه الزيجة تقول مريم فخر الدين: " أنا بصراحة مكنتش بحبه لأن أخلاقه كانت وحشة وحامية، وكان لسانه طويل، وكل حاجة يشخط فيها ويزعق ويشتم ويضرب كمان، وعندما تزوجته قدمت معه فيلم الشك القاتل دون مقابل لأننى زوجته" .

ثم تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها من محمود ذو الفقار وأنجبت منه أبنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات. وفي عام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان، اثناء تمثيله أمامها فيلم "فرسان الغرام"، وطلب منها الزواج في لقائهما الأول، فأشادت بأخلاقه وكرمه وحبه لها ولأبنائها. وذكرت أن حياتها مع بلان كانت مستقرة حتى جاءت ابنتها إيمان التي كانت "متسلطة" على حد وصفها، لتقول لها: "يا أنا يا فهد بلان "، وذلك بسبب أن زملاءها في المدرسة كان يغيظونها بأغنيته الشهيرة "واشرحلها" فذهبت إلى والدتها لتقول لها: "علشان واشرح لها أنا مش عايزة فهد" حتى اتفقت مع أخيها على رفض فهد، فانفصلا بشكل محترم على أمل منه أن يعود لها ثانية.

وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع، وظلت معه فترة ثم تطلقوا.

نجوم تحرشوا بـ مريم فخر الدين 

كشفت مريم فخر الدين في حوار صحفى سابق أجرته معها مجلة آخر ساعة أن كل النجوم وراء الكواليس يغازلونها ويتحرشون بها، يجلسون بجوارها في فترة الاستراحة بين اللقطة واللقطة، ثم يهمس الواحد منهم في أذنها قائلًا:"آه يا مريم لو تعلمين كم أحبك؟"، فترد:"وأنا كمان بحبك زي أخويا بالظبط". 

رشدى أباظة.. وعلاقة عاطفية متهورة 
عن علاقتها برشدى أباظة تقول مريم فخر الدين فى حوار تليفزيونى قديم: أن علاقتها بـ رشدي أباظة، كانت تتمثل فى أنه أحد أصدقائها إلا أنه كان من جانبه كان يحبها و "بيبصبصلها" على حد قولها 
وقد وصلت قصة حب رشدي أباظة للراحلة مريم فخر الدين، لحد التهور، حيث أنه فاجأها ذات مرة بزيارة في منزلها واحضر معه "الكباب" و"الويسكي"، إلا انها لم تفتح له الباب، فقرر أباظة إطلاق النار على قفل الباب لفتحه عنوة . 

وتضيف مريم فخر الدين: "رشدي كان بيبصبص لي جالي البيت وفتح قفل الباب بمسدسه"، موضحة أن أثر الطلقة مايزال موجوداً في الباب إلى الآن، فذهبت إلى والدتى لأخبرها بوجود رشدي أباظة، فردت والدتها عليها "إزاي ده؟" فقررت مقابلته "فتحنا الباب لقيناه جايب كباب ووسكي وبيشرب في الصالون وأول ما شاف أمي سلم عليها وفضلت تاكل وتسكر معاه".


شاركت مريم فى العديد من الأعمال السينمائية أبرزها "رد قلبى"، "وعد"، "رحلة العمر"،" وداعا ياحب " ،"ارحم حبى " ،"طاهرة"، "الشحات"، "مع الذكريات"،"أنا وقلبى"،"حكاية حب"،"ماليش غيرك"،"الشك القاتل"،"ثمن الحب"، توفيت في 3 نوفمبر 2014 بسبب سكتة قلبية، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة. 

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.