شهدت ولاية ألاسكا انعقاد قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء اعتبر محطة فارقة بين القوتين العظميين.
القمة، التي امتدت لثلاث ساعات، تبادل الطرفان فيها إشارات إيجابية حول تحسين العلاقات، لكن الملف الأوكراني ظل العنوان الأبرز والأكثر تعقيدًا، وسط غياب أي مخرجات ملموسة لوقف الحرب الدائرة هناك.
محمود عنبر: تنازلات ترامب لم تحقق نتائج.. ومحاولاته لتصدير نفسه كصانع سلام “محاولة فاشلة”
أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن المباحثات الأخيرة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورغم وصفها بأنها “مثمرة”، إلا أنها لم تسفر فعليًا عن أي نتائج ملموسة أو خطوات واضحة لوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال عنبر في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد كل التنازلات التي قدمها الرئيس الأمريكي، سواء بعدم فرض قيود على الغاز الروسي أو الاكتفاء بسياسة العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والتعريفات الجمركية، لم تحقق أي نجاح مع الأطراف المعنية، بل إن هذه السياسات انعكست بالسلب على الاقتصاد الأمريكي نفسه.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية وجدت نفسها مضطرة للتراجع عن عدد من هذه السياسات، أو حتى تجميدها، حماية للاقتصاد المحلي، خاصة بعدما أثبتت الحرب التجارية مع الصين أنها لم تضعف بكين كما كان يروج، بل على العكس حققت الصين معدلات نمو لافتة، بينما تكبد الاقتصاد الأمريكي تبعاتها.
وتابع عنبر:“السياسات الأمريكية تجاه هذه الملفات تتسم بعدم الوضوح والضبابية، وهو ما يحمل مخاطر جسيمة على الاستثمارات العالمية، وعلى مستقبل الشركات التي كانت واشنطن تسعى لنقلها من الصين، لكنها عادت مجددًا إلى هناك”.
وأشار الخبير السياسي إلى أن إدارة ترامب لم تكن بصدد تقديم تنازلات بهدف إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقدر ما كانت مضطرة للظهور بهذا الشكل، حتى لو لم تعلن عن ذلك بشكل مباشر.
واختتم عنبر تصريحاته قائلاً: “ترامب يحاول تصدير صورة للعالم بأنه يسعى لإحلال السلام في مناطق الصراع، وربما يتطلع من وراء ذلك إلى نيل جائزة نوبل للسلام، لكن ما يقوم به في حقيقته لا يعدو كونه محاولة فاشلة، تفتقر إلى الذكاء السياسي، وتكشف عن تناقض الإدارة الأمريكية في إدارة أزماتها”.