لكل اسم حكاية.. كرانيس الفيوم معقل عبادة التماسيح تعود للعصر اليوناني.. أسسها بطليموس الثاني ونيرون أقام بها المعابد

تقع على طريق الفيوم - القاهرة الصحراوى على بُعد 33 كم من الفيوم و109 كم من القاهرة، ويرجع تاريخ المدينة إلى القرن الثالث ق.م، واستمرت حتى القرن الخامس والعصر القبطى وفجر العصر الإسلامى، وتضم بقايا معبدين كانا مكرسين لعبادة الإله سوبك (التمساح) إله المنطقة، كما تضم حماما رومانيا ومجموعة من المنازل، ويوجد فى الجهة المقابلة مقابر المدينة.

يقول أحمد عبد العال، مدير عام آثار الفيوم السابق، إن مدينة كرانيس من القرى اليونانية الرومانية التي أنشأها بطليموس الثاني، وتبلغ مساحتها 800 متر عرضًا، وبلغت مساحة مدينة كرانيس السكنية حوالى كيلومتر واحد من الشرق إلى الغرب وحوالى 800م من الشمال إلى الحي الشرقي، واشتهرت بعدة شوارع منها الشارع الملكى.

وأضاف "عبد العال"، أن إحدى البعثات عثرت أثناء الحفائر على عدد من التوابيت والمنازل من الحجر وأوانٍ فخارية من الطين المحروق وتماثيل لبعض لآلهة وبعض تماثيل القيشاني الأزرق للإله المصري "بس"، وبعض القطع البرونزية ورؤوس مغازل ومطاحن من الحجر والخشب وصحون من الفخار المصقول وأوانٍ منزلية وجرار لحفظ الغلال وقدور لحفظ المياه وأدوات من البرونز مثل المخارز و الإبر وآلات الثقب وعدد من القبور المزخرفة.

يقول سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم المدينة الآن، عبارة عن أطلال المنازل وهى مبنية من الطوب اللبن ولبعضها أساس من الحجر؛ وتتميز بأنها مكونة من طابق واحد، وكل منزل مستقل عن الذي يليه ولا يوجد جدران مشتركة بين المنازل ومازالت تتميز الجدران بحفر رسومات لأوراق وعناقيد العنب وعدد من معاصر العنب وطواحين الغلال، كما يوجد الكثير من المعابد والتماثيل والمباني الجديدة حيث يوجد المعبد الجنوبي أو معبد بتسو خوس وبنيقروس وهو مشيد من الحجر الجيري وتم تشييده في عهد الإمبراطور نيرون، وأمام المعبد بقايا حوض يبدو أنه كان مخصصا للتماثيل، والمعبد من الداخل به عدد من الحجرات يتوسطها مقصورة كان يوضع عليها الإله سوبك والقرابين وفي حائط بجوار المقصورة يوجد مكان داخل الحائط يبدو من شكله وحجمه أنه كان مخصصًا لحفظ الإله بعد أداء مراسم العبادة.

أما المعبد الشمالي فيقع في الناحية الشمالية من المدينة ويبعد عن المعبد الجنوبي بحوالي مائتى متر وهو مبنى من الحجر الجيري؛ وطوله حوالي33.5 متر وعرضه حوالى 10 أمتار وكان مخصصا لمعبد الإقليم سوخوس، والمعابد بنيت من الحجر الجيري على عكس مباني المدينة والتي شيدت من الطوب اللبن.