الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هو مكرم عبيد صاحب أشهر شارع في مصر؟

مكرم عبيد
مكرم عبيد

شارع مكرم عبيد، واحد من أشهر شوارع القاهرة، لما به من محال تجارية وعيادات طبية، أصبح مزارًا تجاريًا وسياحيًا للمصريين وغيرهم، لدرجة أن ناصيته أصبحت شبه محطة لسيارات الميكروباص التي تنقل الركاب إلى القاهرة وضواحيها.

كثيرون يمرون عبر شارع مكرم عبيد، لكن قليلاٌ منهم يعرفون من هو مكرم عبيد السياسي والقيادي الوفدي، الذي شغل منصب وزير النقل ثم وزير للمالية في ثلاث وزارات، في أربعينيات القرن الماضي.

أحد رموز الحركة الوطنية

ويعد مكرم عبيد أحد رموز الحركة الوطنية في مصر، حيث كان ضمن الوفد المصاحب لسعد زغلول باشا وتم نفيه مع الآخرين إلى جزيرة مالطة وعادوا بعد ثورة 1919، ويعد من أبرز رموز حزب الوفد بعد تأسيسه عام 1918، وبعد وفاة سعد زغلول تولى منصب سكرتير لحزب الوفد وترشح كعضو في مجلس النواب حتى عام 1946، وأحد مفكري مصر في حقبة الأربعينيات والخمسينيات.

لكن حياة مكرم باشا دخلتها الصراعات لدرجة أنه حدث خلاف شهير بينه وبين زعيم الوفد مصطفى باشا النحاس في سنة 1942، وهو الخلاف الذي كان سببه الرئيسي زوجة النحاس، والتي أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، على الرغم من أن الفضل يعود إلى مكرم عبيد في ضم سراج الدين لحزب الوفد هو الخلاف الذي أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله الكتلة الوفدية التي أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت في الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشى عام 1946.

الكتاب الأسود

حينما كان مكرم عبيد وزيرا للمالية رصد مخالفات عديدة، وجمعها في وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وقدم به عريضة للملك، بأحوال البلد وروى فيه ما حدث في حزب الوفد، من فضائح ومخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه، وانتهى الاستجواب بعد ثلاثة أيام.

وتقدم حسن ياسين سكرتير حزب الوفد وقتها باقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب فجرى تصويت على الفور وفي نفس الجلسة، رغم أن فكرى أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية في المجلس رفض طلبه، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب.

بعدها نشر كتابه" الكتاب الأسود في العهد الأسود"، وأثارت الصحف ما تضمنه الكتاب من فضائح للنحاس وطاقم حكومته، وغضب الملك فاروق من ذلك، وطالبت المعارضة الملك بمحاسبة النحاس، وهدّد الملك بإقالة الحكومة ولكن السفير البريطاني رفض، وأوعز النحاس لأعضاء حزبه بمجلس الشيوخ تقديم أسئلة برلمانية له عما تضمنه الكتاب الأسود، وقام النحاس من خلال البرلمان بالرد على الاتهامات التي ساقها عبيد في كتابه.

وفاته

وتوفي مكرم باشا عبيد في 5 يونيو 1961م ، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، ودفن بالقاهرة.