الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية .. شطا في دمياط قرية المنسوجات التاريخية

قرية شطا
قرية شطا

تعد قرية شطا من قرى محافظة دمياط، وتبعد عن المدينة خمسة كيلومترات وهى من قرى الدلتا القديمة ،على ساحل البحر .

ووردت في معجم البلدان بأنها بليدة بمصر علي ثلاثة أميال من دمياط علي البحر المالح (يقصد بذلك بحيرة المنزلة)، وذكرها الخوارزمي ضمن مدن الأقليم الرابع، واشتهرت في العصور الإسلامية بطراز من المنسوجات عرف باسمها، ففي الخطط المقريزية أن شطا مدينة عند تنيس ودمياط وإليها تنسب الثياب الشطوية.

وسميت شطا بهذا الاسم نسبة إلى شطا بن الهاموك، ويضيف أن المكان كان معروفا قبل دخول العرب لمصر بهذا الاسم بأقمشته البديعة.

كانت مدينة شطا مسيحية، وكانت كثيرة السكان، وكانت كرسي أسقفية وكان بها دير حتى القرن الثالث عشر بعد الفتح الإسلامي بعدة قرون . وكان بها عدة كنائس أثرية مذكورة بكتب التاريخ، ولم يذكر أن مدينة شطا تعرضت للدمار، بعكس مدينة دمياط التي خربت مرارا وهدمت كل مبانيها عدة مرات.

يأتي ذكر شطا مقرونا في كتب التاريخ العربي مع دخول العرب لمصر، حيث أورد البلاذري أن عمرو بن العاص وجه عمير بن وهب الجمحي إلى فتح تنيس، ودمياط، وتونة، ودميرة، وشطا، ودقهلة، وبنا، وبوصير. ووفقا للرواية المذكورة أولًا في الكتاب المنسوب للواقدي و أخذها عنه النويري والمقريزي ومن جاءوا بعدهم، فإن شطا كان ابنا لحاكم دمياط (الهاموك في المقريزي و البامرك عند الواقدي) وهو من أقرباء المقوقس وانضم لجيش المسلمين وحارب معهم حتى قتل في يوم الجمعة 15 شعبان عام 21 هجرية الموافق 19 يوليو عام 642 ميلادية في الموضع الذي سمي باسمه فيما بعد وله فيه ضريح و تعارف الناس على زيارته في ليلة النصف من شعبان من كل عام وعلى حسب تلك الرواية فإن قرية شطا سميت باسم شطا ابن الهاموك بعد واقعة مقتله.

يوجد بقرية شطا الكثير من المزارات والاضرحة والمساجد ومنها مسجد وضريح الشيخ شطا (و يعرف أيضا باسم "ضريح شطا التابعي") ويتبع وزارة الأوقاف، وضريح الشيخ شطا من أضرحة دمياط المشهورة وكان مقصدا للزيارة، ففي رحلة أوليا جلبي يذكر أن سليم الأول قصد جهات دمياط ورشيد والإسكندرية، وفي دمياط زار الشيخ شطا وسائر أضرحة الأولياء.

وعن عادة الاحتفال بمولد الشيخ شطا يقول على مبارك: «وفي تلك الليلة وهي ليلة نصف شعبان مولد الشيخ شطا ويعتني أهلها بزيارته في تلك الليلة اعتناء زائد ويستبشرون به ومقامه بداخل الجامع المعروف به المتقدم وبقعته مشهورة بطيب الهواء واعتداله فلذا يتردد اليها الناس دائما لتغيير الهواء والتماس الصحة وهناك محلات تابعة للجامع معدة لنزول الواردين للزيارة ولتغيير الهواء وجملة منازل يسكنها جماعة حرفتهم صيد السمك والطير ومنهم خدمة ذلك الضريح.

يوجد بشطا الموقع الأثري تل سيدي شطا، وقد عثر في هذا التل على خزانين للمياه مشيدين بالطوب الأحمر يرجعان للعصر الروماني. وفي أواخر عام 1898 وبدايات 1899، قام عالم المصريات الفرنسي ألبير جاييه بالحفر في قرية شطا وعثر بها على العديد من المنسوجات و اقتنت بعض المتاحف أجزاء منها كجزء من المنسوجات القبطية.

كما أن شطا اشتهرت بعد ذلك بمنسوجاتها وفي هذا السياق يأتي ذكرها في كتب التاريخ مقرونا بتنيس ودبيق حيث انشأ الحكام العرب في تلك الأنحاء مصانع للنسيج اشتهرت بجودتها وعرفت الأثواب الخارجة من شطا بالثوب الشطوي واستمرت شهرة شطا في عمل تلك المنسوجات وظلت دور صناعة النسيج الخاصة والعامة عامرة عاملة حتى القرن السادس الهجري حيث أصابها ما أصاب غيرها من جزر البحيرة من تدهور نتيجة للغارات الصليبية المتكررة على المنطقة.