الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المخاطر تهدد حياة عمال محاجر المنيا .. اليومية 100 جنيه والعمل بدون ترخيص.. والعمال يتعرضون لخطر الإصابة بالتحجر الرئوي أو الإصابات المميتة

عمال محاجر المنيا
عمال محاجر المنيا

  • ثروة محجرية ضخمة في المنيا
  • توفير فرص عمل كبيرة وسط مخاطر جسيمة
  • يعرض العمال أنفسهم لخطر الإصابة بالتحجر الرئوي أو الإصابات المميتة
  • مراحل العمل تبدأ على مرتفعات غير مستوية تقوم المعدات بقطعها

تمتلك المنيا ثروة محجرية ضخمة نظرا لوجود ظهيرين صحراويين بها وتتركز أغلب المحاجر بالظهير الصحراوى الشرقى وتستوعب المحاجر أعداداً كبيرة من الشباب للعمل فيها نظرًا للعائد المادى الكبير والذى يصل الى 100 أو 150 جنيهاً فى اليوم ولكن وسط ظروف عمل خطرة للغاية وبدون تأمينات أو معاشات أو تأمين صحى.

كما يعرض العمال أنفسهم لخطر الإصابة بالتحجر الرئوي أو الإصابات المميتة من المعدات الثقيلة التي اعتادوا التعامل معها بشكل يومي، فيعملون ويمرضون ويصابون، فرحلة عملهم تبدأ مع أذان الفجر حتي الثانية ظهرًا معرضين أنفسهم للخطر.

يقول جرجس توفيق 30 سنة عامل إننا في حاجة ماسة إلى تأمين صحي فالعامل الذي يصاب لا يستطيع العمل مرة أخرى بدون معاش أو تأمين صحي حقيقي أو أي تعويض عن إصابته فيصبح عبئا على أسرته التي كان يعولها يوما ما.

ويشير إلى أنه يعمل على ماكينة "الحشاشة" التي تعمل علي قطبان حديدية وتقوم بتقطيع الأراضي الجبلية باستخدام قرص معدني حاد للحصول علي الحجر الأبيض المستعمل في البناء، لكن أحيانا ما ينفصل القرص المعدني ليصيب أحد العمال ببتر أحد أطرافه أو قد يودي بحياته وهذا ما يحدث بشكل أسبوعي.

ويوضح إبراهيم سالم 35 سنة حاصل على دبلوم، أعمل على ماكينة "الحفافة" التي تعمل بسلاح حاد لقطع الأراضي الجبلية لاقتلاع القوالب البيضاء وهي المرحلة الثانية بعد "الحشاشة" وهي لا تقل خطورة عنها، فهو يعمل منذ سنة ١٩٩٤ بهذه المهنة، مبررًا ذلك أنه لم ينتظر تعيين الحكومة بعد حصوله على الشهادة الدراسية فلديه أسرة يعولها.

وأكد فاروق صلاح عامل أنه يخشى أن يصاب أو يتعرض للمرض، فيعود ذلك على أسرته بالحاجة والفقر: "إحنا بنبقى رايحين شغلنا عارفين إننا ممكن منردش"، فكل ما يتنماه هو توفير معاش أو ما يكفل لأسرته حياة كريمة من بعده".

استطرد ربيع رجب 40 سنة أحد سائقي "اللودر" من محافظة أسيوط إنه يأتي لمحاجر المنيا بشكل يومي بحثًا عن رزقه، حيث يعول أسرته كاملة بعد وفاة والده، ويضيف: أعمل يومين او ثلاثة بحد أقصي أسبوعيا، أما باقي الأسبوع يبقي جالسا بالعشش البسيطة المبنية من الأحجار وسط زملائة من السائقين والعمال، فهذه هي طبيعة العمل بالمحاجر ولكن هو يحتاج الي المزيد من العمل حتي يوفر لعائلة حياة كريمة.

ويضيف يقول خلف سعد 50 سنة صاحب محجر: "مراحل الشغل تبدأ على مرتفعات غير مستوية تقوم المعدات بقطعها وتسطحها وبعد ذلك يأتي دور الفصالة لتقطيع الطوب بمقاس 12.5× 25 سم.

ويعود إلى مراحل الصناعة قائلا: ثم تقوم الحشاشة بإخراج الطوب بعد أن قامت الفصالة بقطعة ويقوم العمال بحمله ووضعه بعيدا عن مسار آلة الحشاشة، ثم يأتي دور الحمالة من الأطفال الذين يقومون بتحميل قوالب الطوب على السيارات لتوزيعها على التجار".

ويضيف: "العيشة كلها تراب في تراب، انت متقدرش تقف 10 دقائق جوه المحجر أو تشتغل مكان عامل، كل محجر فيه عدد كبير من العمال، إحنا محتاجين رعاية وحد يهتم بينا".

من جانبه كشف الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الحكومة بصدد تدشين مشروع إنشاء منصة معلومات جغرافية لحوكمة نظام تأجير المحاجر والملاحات بالمحافظات، سيبدأ تجريبيا فى محافظتى القاهرة والمنيا لبناء المنظومة الرقمية بتكلفة 100 مليون جنيه يعقبه باقى محافظات الجمهورية.

حيث وقعت وزارات التخطيط والإصلاح الإدارى الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتنمية المحلية اتفاقا يهدف لإنشاء منصة معلومات جغرافية لحوكمة نظام تأجير المحاجر والملاحات بالمحافظات، بناء على تكليفات وتوجيهات رئيس الجمهورية.

وقالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى فى تصريحات صحفية، إن مصر غنية بالمحاجر والملاحات ولكن نسبة مشاركتهم فى الناتج المحلى ضعيف، وبالتالى هذه المنصة تهدف لمتابعة ما يتم استخراجه من المحاجر والملاحات، مشيرة إلى أن هناك مركزا للبيانات الجغرافية ويتم من خلاله عملية الربط الإلكترونى لنظام الخرائط.

وقال اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، إن عدد المحاجر المرخصة فقط 3400 محجر، وهناك العديد من المحاجر غير المرخصة، موضحا أنه لا يوجد رقم صحيح تتعامل به الدولة مع المحاجر، لافتًا إلى أن المنصة المعلوماتية للمحاجر ستسهم فى تحديد ما يتم إنتاجه وما يتم سحبه من المحاجر.