الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. قصة الفدائي الصغير الذى أحرق معسكرات الإنجليز فى بورسعيد

الفدائي الصغير
الفدائي الصغير

ورث أهالى بورسعيد لابنائهم واحفادهم جينات البطولة و التضحية من أجل الذود و الدفاع عن أمن الوطن وأمانة فكانت لوحة فنية متشابكة من كافة الأعمار السنية و الطوائف الدينية رسمها سكان الباسلة خلال تصديهم للعدوان الثلاثى عام 1956 م .

ملحمة وبطولة اهالى بورسعيد لم تقف عند سن معين كما لم تفرق بين رجل وامرأة أو بين مسلم وقبطى وجاءت قصة الشهيد الطفل نبيل منصور السيد فودة لتجسد أروع ملاحم البطولة لطفل فى الصف الثالث الابتدائى ألهب معسكرات الإنجليز .

وترجع قصة التضحية والفداء من أجل الوطن لبطلها الغلام صغير السن عندما رأى ما يفعله جنود الإحتلال الإنجليزي فلم يحتمل و أحال حياتهم جحيما.

تبدأ قصته من بعد إلغاء رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس باشا لمعاهدة 1936م في 8 أكتوبر 1951م حيث زادت العمليات الفدائية في محافظات القناة الثلاث"السويس والإسماعيلية وبورسعيد" وزاد الإنجليز من عمليات قتلهم للفدائيين حتى جاء يوم 16 أكتوبر 1951م .

فى هذا التاريخ خرج الفدائى الصغير نبيل منصور الطالب في الصف الثالث الإبتدائي ذو الأحد عشر عاما من منزله بشارع محمد علي " ببورسعيد " مرتديا البيجامة ولم يخرج ليلعب مثل من هم في سنه بل ذهب إلى محطة السكك الحديدية وأخذ من هناك قطعة كبيرة من القماش المغموس في الكيروسين و قطعها قطعا صغيرة و اتجه ناحية معسكر الجولف (أحد معسكرات الإنجليز) و لأنه طفل صغير لم يثر أى شكوك ناحيته .

دخل الطفل الصغير المعسكر من خلال الأسلاك الشائكة و معه قطع القماش التي غمسها في الكيروسين و جعل منها كرات صغيرة و أخذ يشعلها و يقذفها على خيام الجنود الإنجليز النائمين بالمعسكر و هو يجرى بجسده الصغير كالعصفور الطائر بين الخيام متنقلا من خيمة لأخرى في سرعة كبيرة ينشر النيران في الخيام و الفزع بين جنود الإحتلال حيث حول معسكرهم إلى ما يشبه الجحيم .
نفدت منه قطع القماش فخلع (جاكيت البيجامة) بسرعة و مزقه و صنع منه كرات أشعل فيها النيران بعد أن غمسها في الكيروسين و قذف بها الخيام فأحرقها و انتشر الذعر بين الجنود الإنجليز الذين خرجوا من خيامهم مذعورين يبحثون عن الذين حولوا معسكرهم إلى ما يشبه الجحيم.

و حين شاهدوا الطفل الصغير نبيل منصور يجرى بين الخيام محاولا الهرب و قد اشتبكت ملابسه بالأسلاك الشائكة أطلقوا عليه وابلا من الرصاص و أسقطوه شهيدا و قد تحطمت رأسه من شدة و كثرة طلقات الرصاص التي أطلقها عليه الجنود الإنجليز .

في نفس اليوم و قبل استشهاد الفدائي الصغير نبيل منصور السيد فودة استشهد أربعة من الفدائيين و تم دفنهم جميعا و معهم الفتى الفدائي الصغير نبيل منصور في مقبرة واحدة و كان يوم دفنهم يوما مشهودا في بورسعيد الباسلة.

و تم تخليد اسم الطفل الفدائي الشهيد نبيل منصور بإطلاق اسمه على عدد من المدارس و رياض الأطفال ببورسعيد و قامت وزارة التربية و التعليم بتدريس قصته لطلبة المدارس و تقديمه لهم كقدوة طيبة في التضحية و الفداء من أجل الوطن .

وقامت جماعة الإخوان الإرهابية خلال حكمها للبلاد بحذف هذه القصة من مناهج الوزارة و كأن تدريس قصة هذا الغلام للطلبة شيئا يجب التخلص منه و كأن التضحية من أجل الوطن ذنبا.