زاد النفوذ الإيراني داخل تركيا؛ لدرجة سيطرته على الجيش فيها، والذي أصبح معيار اختيار القيادات العسكرية بداخله هو مدى الولاء لطهران.
وجاء ذلك؛ عقب إقصاء الرئيس رجب طيب أردوغان لكافة الضباط الأتراك المؤيدين لحلف الـ"ناتو" في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016.
وتكشف مذكرات عسكرية عن أن جنرالات تركيا السابقين رفضوا المبادرات الدبلوماسية الإيرانية الرامية إلى تحسين العلاقات الثنائية قبل الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، والذي يعتقد الكثيرون أنه كان خطوة زائفة، وفقا لموقع "نورديك مونيتور" السويدي.
ويقول الموقع إن نقطة التحول في العلاقات؛ جاءت عقب زيارة رئيس الأركان العامة الإيراني، الجنرال محمد حسين باقري، إلى تركيا، في أغسطس 2017.
ويشير- نقلا عن الوثائق العسكرية- إلى طرد الجنرال أولوسوي من منصبه، واعتقاله بتهمة الإرهاب في إطار حملة لتطهير الجيش التركي من الضباط غير الموالين لتوجه أردوغان وحلفائه في إيران، موضحا أن 42 جنرالا وأدميرالا تركيًا فقط من أصل 325 ممن كانوا في الخدمة الفعلية وقت الانقلاب تمكنوا من الاحتفاظ برتبتهم أو تلقي الترقيات.
واستبدل أردوغان القادة الأتراك بالإسلاميين والقوميين الجدد المُصرين على تقويض حلف الناتو، حيث ساهم الضباط الإيرانيون في تحريك تركيا بعيدًا عن الناتو.
ويقول الموقع إن ذلك يوضح سبب أن التوغل العسكري التركي الأول في سوريا وقع عام 2017 ، مشيرا إلى أن الجيش التركي كان يقاوم خطط أردوغان العسكرية في سوريا وكذلك تحالفه مع روسيا وإيران حتى النصف الأول من عام 2016 .
ويسلط التقرير الضوء على علاقات أردوغان بجنرالات الحرس الثوري الإيراني، وزيادة نفوذ طهران داخل الاستخبارات التركية، مضيفا أن تطهير الجيش من العناصر الموالية للناتو في أعقاب الانقلاب الفاشل كان تطورًا إيجابيا بالنسبة لإيران.
وفي أغسطس 2017 ، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية آنذاك ، بهرام قاسمي ، بأن الانقلاب الفاشل مهد لبداية انفراج في العلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران، مبديا استعداد إيران لتلبية أي طلبات من تركيا.
وصل التقارب بين تركيا وإيران إلى ذروته عندما التقى وزيري الدفاع الإيراني والتركي في أنقرة اغسطس 2017، وهي الأولى من نوعها منذ ثورة 1979.
وتطورت العلاقات بين البلدين لدرجة أنها وصفت بغير المسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية، من قبل المسؤولين الإيرانين، فيما يشير الموقع إلى أن الأدلة المتعلقة بمحاولة الانقلاب تؤكد المزاعم التي انشرت بأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار كان يعمل مع أردوغان والمخابرات التركية على خطة لتطهير الجيش التركي.
وفي تحقيق سابق عام 2011، بدأه المدعون العامون الأتراك تم الكشف عن شبكة متطورة للتجسس يديرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكشف التحقيق مدى تسلل العناصر الإيرانية إلى المؤسسات التركية.
وفضح التحقيق أيضًا علاقات أردوغان السرية بجنرالات الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن أردوغان الذي يصف إيران بأنها "موطنها الثاني" سمح لشبكة الإرهاب هذه بالتصرف دون عقاب في أراضي حلف الناتو على الرغم من حقيقة أنها انتهكت العديد من مواد قانون العقوبات التركي كالإرهاب والتجسس.
وأكد أنه بعد محاولة الانقلاب ، تغير هيكل الجيش التركي بشكل كبير بالتوازي مع وكالة الاستخبارات التركية ، وأتاح التطهير الهائل أرضًا خصبة للجنرالات المؤيدين لإيران والأدميرالات في أحد جيوش الناتو.