الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل اقتربت الأزمة اللبنانية من الحل.. رئيس الجمهورية يكلف حسان دياب بتشكيل الحكومة.. ردود أفعال غاضبة في لبنان ... السنة يرفضون دعم المرشح السني للمنصب والشيعة يؤيدون

صدى البلد

الرئيس اللبناني يكلف حسان دياب بتشكيل الحكومة
السنة يرفضون دعم المرشح السني والأحزاب الشيعيه تؤيده
دياب يحصل على موافقة 69 عضوا من أصل 128 بالبرلمان
اطلاق نار في الضاحية فرحا بدياب ومظاهرات حول منزله

بعد مرور نحو شهرين على اندلاع المظاهرات في لبنان، وسط مخاوف من الفراغ السياسي، كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الخميس، الدكتور حسن دياب بتشكيل حكومة جديدة. بعد أن أنهى رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، يوم الاستشارات النيابية الملزمة من اجل تسمية رئيس حكومة مكلف، والذي كانت حصيلته تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة، بدعم من حزب الله والأحزاب المتحالفه معه، والتي تمثل التيار الشيعي والقومي الذي يميل إلى سوريا، فيما أحجمت الكتل السنية عن دياب السني لتولي المنصب.

وكان الرئيس عون استكمل الاستشارات النيابية الملزمة، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، مع الكتل النيابية والنواب المستقلين. وكانت بداية الجولة الثانية من الاستشارات مع وفد نواب كتلة "اللقاء التشاوري"، الذين تحدث باسمهم النائب فيصل كرامي، فقال: "لم يعد لبنان يتحمل الاستمرار من دون حكومة، في ظل المخاطر الكارثية التي تهدده. ولذلك، لا بد من الاحتكام الى الدستور والآليات الدستورية، المدخل الطبيعي لمواجهة كل التهديدات والمخاطر.

وتم التداول والتواصل مع الدكتور حسان دياب، القادم من خلفية اكاديمية مشهود لها، والذي يعتبر بشكل من الاشكال من خارج الطبقة السياسية التقليدية ونظيف الكف، والمفترض انه يلبي مطلبا اساسيا من مطالب الانتفاضة. أما مآخذ البعض على انه لا يمثل حيثية شعبية او حزبية، فإنه امر يحسب له ولا عليه، ويعزز من كونه رجل المرحلة وفق المطالب الشعبية. من هنا، فإننا كلقاء تشاوري قد ابلغنا الرئيس، أننا نسمي الدكتور حسان دياب لتأليف حكومة انقاذ وطني".

وفي أول تصريحات له من قصر بعبدا، بعد تكليفه بتشكيل الحكومة، قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، حسان دياب، في كلمة له من قصر بعبدا "تبلغت من الرئيس عون نتائج الاستشارات النيابية الملزمة وتكليفي بمهمة تشكيل الحكومة العتيدة وأتوجه بالشكر العميق الى الرئيس والنواب على الثقة التي منحوني إياها".

وأضاف: سأعمل بالاتفاق مع الرئيس عون واستنادا الى الدستور لتكون حكومة على مستوى تطلعات اللبنانيين تحقق مطالبهم وتطمئنهم الى مستقبلهم وتنقل البلد من حالة عدم التوازن الى حالة الاستقرار عبر خطة اصلاحية واقعية تأخذ طريقها الى التنفيذ سريعًا".

وتابع: " سأتوسع في المشاورات التي أجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية وأيضا الحراك الشعبي للانطلاق بحكومة فاعلة تستند الى إرادة شعبية".

وأكد حسان دياب أن لبنان يواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية بل تحتاج الى وحدة وطنية تحصن البلد وتعطي دفعًا لعملية الانقاذ من أجل الخروج من حالة الشك الى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم".

ولكن يبدو أن رئيس الوزراء المكلف الذي حصل على أصوات 69 عضوا بمجلس النواب اللبناني الذي يتكون من 128 مقعدا، لم يحسم الجدل والانقسام داخل الشارع اللبناني، فقد حصل دياب على أصوات الكتل النيابية لكل من حزب الله، وتيار المردة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر وحلفاؤه، إلى جانب نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، ونائب واحد مستقل، في الوقت الذي انتشرت القوى الأمنية أمام وفي محيط منزل رئيس الوزراء المكلف في تلة الخياط. وأشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن الانتشار جاء على خلفية ظهور دعوات الى التجمع أمام منزله، تزامنا مع الاستشارات النيابية الملزمة.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بسماع دوي اطلاق نار في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، باختيار حسان دياب، لتشكيل الحكومة الجديدة، فيما أبدى متظاهرون اعتراضهم عليه ووصفوه بأنه مدعوم من حزب الله، فيما استدعى مغردون لبنانيون وناشطون، مواقف وانباء تتعلق بعمل دياب أثناء حكومة نجيب ميقاتي، تضمنت اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ وغيرها.

وتظاهر مئات المحتجين في صيدا جنوبي لبنان، وطرابلس (شمال) احتجاجا على تكليف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، ووصلت الاحتجاجات محيط منزل الأخير بالعاصمة بيروت، فيما نظم متظاهرون وقفات احتجاجية في ساحة الاعتصام في المدينة.

وشهدت مدينة طرابلس (شمال) مسيرة حاشدة احتجاجا على تكليف دياب بتشكيل الحكومة، وسط توقعات بتزايد عدد المتظاهرين بالشوارع، وقالت وسائل إعلام محلية إن هناك دعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطع الطريق في قضاء زحلة في سلسلة جبال لبنان الشرقية احتجاجا على تكليف دياب.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن عددا من المحتجين وصلوا على متن دراجات نارية إلى أمام منزل دياب، وأطلقوا شعارات رافضة لتكليفه تشكيل الحكومة ومؤيدة لخلفه سعد الحريري.

ورغم أن دياب شخصية أكاديمية ولا ينتمي لأي تكتل سياسي، إلا أنه حصل في الاستشارات النيابية على دعم كتلة حزب الله وجميع الكتل المتحالفة معها، فيما لم يحصل على دعم الكتل السنية.

ومنذ استقالة حكومة الحريري، في 29 أكتوبر الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 – 1990).

ويرفض "حزب الله" تشكيل حكومة تكنوقراط، وكان يدعو إلى تشكيل حكومة "تكنوسياسية" تجمع بين اختصاصيين وسياسيين برئاسة الحريري، إلا أن الأخير رفض هذا الطرح.