الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التحطيب لعبة الرجال بالصعيد..ارث الفراعنة الذى احتفل به اليونسكو وتعلمه رشدى أباظة..يبدأ بالفاتحة وله كلمة سر وزي رسمي

صدى البلد

فن التحطيب لعبة الأصالة والرجولة، يطلق عليها أبناء الصعيد "غية الرجال" فهى من أشهر الفنون الشعبية الموروثة ومن أجل الحفاظ على التراث المصري من التبديد ، تمكنت مصر من تسجيل ملف لعبة "التحطيب" ضمن قائمة التراث اللامادي باليونسكو لعام 2016.

واللعبة لها مكانة خاصة عند الرجال فى الصعيد لكونها تعتمد على فن المبارزة بالعصى الطويلة والتي تقام فى مبارزة ودية لا تحمل أي مظاهر عنف،وسط حشود مشجعة ، يحمل الرجلان كلا منهما عصاه بفخر يلوحان بها في حركات استعراضية وذلك على انغام المزمار البلدى. 

 اقرأ أيضا

يقول رضوان منصور أشهر لاعبي التحطيب في الأقصر "جدي كان شيخ اللعبة بالأقصر.. وهو اللي علم رشدي أباظة لعبة التحطيب ليمثلها في فيلم صراع في النيل".  

و أكد أن لعبة التحطيب لها العديد من القواعد التي تحكمها، واهمها احترام كبار السن وعدم رفع العصا قبلهم وعدم المبادرة بالضرب على عصاهم إلا إن أذن بذلك.

ويضيف أن المبارزة أو لعبة العصا، تبدأ بقراءة الفاتحة،، قائلا: «المبارزة بتبدأ بقراءة الفاتحة والعصا يجب ان تكون من الخيرزان ولا يزيد طولها عن 150 سم.. و العصاتان تكونان بنفس الوزن ويرتدي اللاعبان زى الجلباب الصعيدي و العمامة على الراس ومكان اللعب يكون على شكل مربع ويتراوح الدور ما بين دقيقة الى ثلاث دقائق وعند هزيمة احد اللاعبين يدخل لاعب اخر ويقول كلمة " سو" للخاسر يعنى أعطني العصا».

واللعبة المحتفظة بمكانتها الشعبية حتى اليوم، تقام على انغام المزمار البلدى وكل لاعب له اغنية مفضلة يقوم بالتحطيب عليها ومن اشهر هذه الاغانى «صابر» و«التلت تلاتات» و«الدوابة» و أغنية «إيه العمل يا أحمد».

ويقول الدكتور نزيه سليمان الباحث الأثري، أن المصريين القدماء صوروا هذه الرياضة على جدران معابدهم وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود إذ كان التحطيب أساسا للتدريب على الأسلحة، حيث كان يعتبر التحطيب في مصر القديمة طقسا من الطقوس المنتظمة التي تؤدى في الأعياد الدينية والاحتفالات الشعبية والأفراح وأوقات السمر واللهو، وكانت الفتيات يقمن بعزف الموسيقى أثناء قيام الرجال بالتحطيب وهو أمر متوارث في كثير من مناطق مصر حتى الآن، خاصة في الصعيد.

واضاف " نزيه " أما عن وصف العصا التي كانت تستخدم في التحطيب خلال العصور القديمة، فكانت تصنع من أغصان البردي ثم تطورت لتصنع من أنواع مختلفة من الأخشاب، وكان لا يسمح لأحد بلعب التحطيب قبل أن يتعلم جميع قواعدها وأصولها، وفقا لتاريخ عصا التحطيب على حد قول الخبير الأثري.

ووصف الدكتور مؤمن سعد مدير البحث العلمى بمعبد الكرنك بالاقصر اللعبة قائلا : "التحطيب الرياضة الشعبية الأولى في صعيد مصر»، ، معتبرا الرياضة ذات أصول مصرية قديمة، حيث انتشرت مناظر التحطيب في جدران المقابر والمعابد، ومنها مناظر للتحطيب باستخدام عصا واحدة مسجلة على قطعة أوستراكا عثر عليها بدير المدينة، وهناك أيضا منظر للتحطيب باستخدام عصا ودرع مسجل بمقبرة "خرو اف وكذا مقبرة آمون مس بالبر الغربي".

واوضح ان صور التحطيب التراثية المدونة على جدران المقابر التاريخية، لم تكتف برصد التحطيب بعصا واحدة، حيث سجلت جدران المقابر التحطيب باستخدام عصاتين، هو الموثق بمقبرة مري رع بالعمارنة، وفقا لما وصفه مدير البحث العملي بمعبد الكرنك.

لم يقتصر التحطيب على الأسر الحديثة الوسطى حيث وجدت مناظر في معبد مدينة هابو، في الأسرة العشرين في 1152 - 1183 ق م، تصور مجموعة من الجنود وهم يتبارزون بالعصا، ويوجد من عهد الملك إخناتون الشهير منظر للتحطيب بمعابد الكرنك مسجل على كتلة من الحجر الرملي بالمتحف المفتوح تمثل شخصين يقومان بالتحطيب".