الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسلمو الإيجور.. ذريعة أردوغان لــ تتريك العالم العربي.. استخدمهم من قبل في سوريا واليوم يوردهم لــ ليبيا.. ويشتركون مع الخليفة العثمانلي في الأصل

عائلة من الإيجور
عائلة من الإيجور في طريقها لسوريا

ملف الإيجور يظهر فقط عندما يخطط أردوغان لحرب مقدسة فعلها في سوريا والآن يحاول في ليبيا
التعاطف مع الأقليات المسلمة يسهل تجنيد عناصر إرهابية من مختلف أنحاء العالم
أردوغان يحاول جمع التبرعات لحربه القادمة في ليبيا من مسلمي العالم ويقتل بها مسلمين في مكان آخر
خربوا سوريا بعد ما دخلوها باسم لاجئين أو مهاجرين أو "مجاهدين"

الإيغور أقلية مسلمة تعيش في الصين ضمن العديد من الأقليات، ويشتركون مع الأتراك في الأصل حيث إنهم من نفس السلالة وملامحهم تشابه الأتراك، ودائما ما يسعى الخليفة العثمانلي رجب طيب أردوغان لاستغلال هذا الملف لصالحه ولصالح توسعاته الخيالية، وهذا ما حدث عندما حاول توطين الإيجور في سوريا، وبهذا حقق مصلحتين أولهما أنه نجح في تتريك عدة مدن سورية وغير من الطبيعة السكانية للمدن السورية المتاخمة لحدوده ووطن فيها الإيجور، وثانيا أنه يسعى لأن يكون هؤلاء مخلب له كي يتدخل عسكريا في أي وقت في سوريا خاصة وأن هؤلاء السذج صدقوه في مسعاه بإقامة دولة العدل وهددوه هو نفسه بنقل الحرب داخل تركيا إن لم يقم هذه الدولة.

ولنا أن نعلم أن قناة الجزيرة القطرية ومنذ عام 1996 فتحت ملف "الأقليات المسلمة" في العالم وخصصت له مساحة كبيرة ضمن برامجها، نشرت بيه التعاطف بين مصريين وغيرهم تحت مسمى "إخوتك المضطهدين" في الصين، "إخوتك المضهدين" في بورما، في أفريقيا الوسطى، في تايلاند، إلخ.

والسؤال الآن لماذا تظهر هذه الملفات في مثل هذه الأوقات إلا أن يكون الأغا التركي يخطط لحرب مقدسة مثلما فعل في سوريا والآن يخطط لــ حرب مقدسة أخرى في ليبيا، أو أن يكون لهذه الملفات علاقة بالضغط على حكومات مثل الصين أو روسيا إلخ، أو لها علاقة بوسائل جمع تبرعات من المسلمين في أنحاء العالم بحجة صرفها على المسلمين المضطهدين، وكل هذه التبرعات تسقط في إيدي جماعات إرهابية وتركية باسم "الإغاثة".

وجزء من هذه التبرعات يتسلح به إرهابيون في البلاد التي يخطط لغزوها ومنهم جماعات مسلحة ويرسل لها شباب بحجة محاربة الحكومات التي تضطهد المسلمين. وإن كان كتير من المصريين عرفوا سبب متاجرة الجزيرة وتركيا بملفات "أغيثو إخوتكم" في فلسطين وسوريا، إلا إن نفس الوعي بأغراض المتاجرة بملفات سموها "الأقليات المسلمة" لم يصل بعد.

وفجأة في الأيام الأخيرة، فتح ملف إقليم شينجيانج، أو كما يسميها الأتراك تركستان الشرقية، وشاعت المشكلة في الإعلام باسم مشكلة الإيجور المسلمين في الصين سكان تركستان الشرقية، ويقولون إن تركستان كانت من عشرات السنين دولة مستقلة والصين احتلتها، ويدعم الأتراك جماعات مسلحة لتحريرهم من الصين، في نفس الوقت الصين تقول إن تركستان من أرضها وإن الذين يدعمون الإيجور ضدها هي أمريكا من أجل ابتزاز الصين، وخصوصا إن تركستان بها الكثير من البترول والغاز.

وشاهدنا الأتراك في مظاهرات لدعم الإيجور، رفعو خلالها علم تركيا إلى جانب علم الإيجور، ورددوا شعارات: "فليعش مسلمو تركستان الشرقية"، و"المسلم لا يخضع للظلم"، بحسب ما نشرته وكالة الأناضول التركية يوم 14- 12- 2019.

وليس بعيد تنظيم الإخوان المسلمين عن الصورة وتركيا وجماعات دولية حقوقية تستغل الملف لتوطين الإيجور الإرهابيين في دولنا العربية باسم لاجئين، أو باسم مسلمين يخافون على دينهم من "الاضطهاد الصيني"، مع ما هو معروف من ولاء الإيجور- أوأكثرهم- لتركيا التي تنصب من نفسها حامية للمسلمين في العالم، ويعتبرون أنفسهم امتداد لها لاشتراكهم في العرق واللغة مع تركيا، استغلال تركيا وعلاقات الأصل المشترك أو اللغة المشتركة أو تنصيب نفسها "حامية المسلمين" في العالم تكسب به تأييد المسلمين في آسيا الوسطى ومن أهم أهدافه- جمع الأموال باسم التبرعات للأتراك- واستغلالهم في عمل ميليشيات تحارب بها تركيا أي دولة في العالم.

وبجانب الدور المعروف لميليشيات آسيا الوسطى في أفغانستان وغيرها، يتركز الضوء على دور الإيجور وغيرهم من مواليين لتركيا في تخريب سوريا، بعد ما دخلوها باسم لاجئين أو مهاجرين أو "مجاهدين"، وبعد ما اتدربوا على القتل وحرب العصابات في الميليشيات التي أقيمت في إقليم شينجيانج تحت اسم "مقاومة الاضطهاد الصيني".

أبرز الميليشيات الإيجورية، في سوريا هو "الحزب الإسلامي التركستاني"، وهو منظمة قال مركز "فيريل" (مقره برلين) في دراسة عنها، إنها ظهرت بشكل تدريجي في سوريا سنة 2012، وظهرت رسميا في سوريا سنة 2014، وارتبطت بجبهة النصرة (القاعدة)، وانتشرت في حلب وإدلب وحمص واللاذقية (معظمها مدن قريبة من الحدود التركية أو مراكز استراتيجية على الساحل) تحت دعم جهاز الاستخبارات الوطني التركي الذي يرأسه هاكان فيدان، واتهم المركز تركيا بإنها هي التي سهلت دخول الإيجور لسوريا.

واستهدفت عمليات الحزب الإسلامي التركستاني السوريين من الجيش أو من المدنيين بهدف تهجيرهم من مدن معينة، خصوصا القريبة من تركيا.

وبحسب ذات المركز تم توطين 200 ألف تركستاني، والعدد يشمل العائلات، في بلدات مثل جبل الباير وجبل السماق وربيعة بجانب التركمان المستوطنين في نفس المناطق منذ أيام الاحتلال العثماني، أو في القرى التي كان أكثر سكانها مسيحيين وطاردهم الإرهاب وتهجير في اليعقوبية والغسانية وعطيرة، وأعطت تركيا عدد كبير منهم الجنسية التركية، وهم مشهورين بأشكالهم القريبة من الشكل الصيني.

وهي لعبة متكررة، حدثت قبل ذلك عندما استولت تركيا على لواء الإسكندرونة سنة 1939 بأن وطنت فيه الأتراك، وكان المستوطنين التركمان فيه محافظين على ولاءهم لتركيا، فلما حصل استفتاء صوت معظمهم بانضمام المنطقة لتركيا باعتبار إن سكانها "أتراك".

نفس المصير حذر منه تحقيق نشره موقع "السوري الجديد" تحت عنوان: "الإيجور المهاجرون… بعد إيران هل دخلت تركيا على خط العبث بالديموغرافية السورية؟"

وقال الموقع إن "استجلاب عنصر عرقي جديد هم الإيجور التركستان من غربي الصين" إلى سوريا ظهر بوضوح في سنة 2014 (سنة ظهور داعش)، وإن منهم 15 ألف مع عائلاتهم استوطنو في قرى سورية قريبة من الحدود مع تركيا، منها جسر الشغور اللي كان "للتركستان الإيجور دور حاسم في تحريرها من قبضة النظام"، بحسب تعبير التحقيق، وإنها تمتد عند جبل التركمان إلى الحدود التركية.

واعترفت وكالة "الأناضول" التركية الحكومية بتوطين عائلات الإيجور في سوريا، فنقلت عن إبراهيم منصور، المسئول في حزب تركستان الإسلامي (التابع لفكر القاعدة) في يوم 1- 12- 2014، إن عشرات العائلات هاجرت لسوريا لأنهم رأوها أهون من العيشة في الصين. واعترف بإنهم يقاتلون في صفوف "الجيش السوري الحر"، و"الجبهة الإسلامية"، وإن أنكر صلتهم بتنظيم القاعدة.