الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاتل النفقات.. كارلوس غصن قصة صعود انتهت بهروب على الطريقة الهوليودية

كارلوس غصن
كارلوس غصن

أثار إعلان نبأ وصول المدير السابق لشركة نيسان للسيارات، كارلوس غصن إلى بيروت، ذهول العالم وحيرته، وذلك بعدما هرب من اليابان حيث يواجه محاكمة على خلفية اتهامات بمخالفات مالية وسوء الأمانة خلال رئاسته شركة رينو نيسان.

ووقع الخبر كالصاعقة على مسامع العالم والسلطات اليابانية تحديدًا، لعدم معرفة كيف تمكن كارلوس غصن من الهرب إلى خارج البلاد، حيث أنه كان ممنوعا من السفر، فضلًا عن احتجاز جوازات سفره الثلاثة "الفرنسي واللبناني والبرازيلي" في يد محاميه، وخضوعه لمراقبة شديدة، لتبدأ رحلة جديدة ينتابها الغموض في حياة عملاق صناعة السيارات، الذي عاش قصة نجاح حقيقية.

غصن، البالغ من العمر 65 عاما، ولد في البرازيل لأب وأم من أصول لبنانية، ونشأ في بيروت، قبل أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه، حيث يحمل الجنسيات البرازيلية واللبنانية والفرنسية.

دخل كارلوس مجال صناعة السيارات عبر شركة ميشلان لتصنيع الإطارات المطاطية، ثم شغل عدة مناصب قيادية -في وقت واحد- في شركات عالمية رائدة في المجال، وهي رينو ونيسان وميتسوبيشي.

استطاع غصن إنقاذ "نيسان" من الإفلاس عام 2000، وحولها للربحية خلال عام واحد، مما أكسبه ثقة واحترام العملاء في العالم لأن الأمر كان أشبه بالمستحيل، وكان رابع شخص غير ياباني يرأس الشركة اليابانية.

تمتع كارلوس غصن بشخصية قوية وكان يعرف باسم "قاتل النفقات" لمهاراته في خفض تكلفة الإنتاج والتشغيل.

في فبراير 2017، قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز، لكن مستوى دخله الذي بلغ 15 مليون يورو سنويا سبب له عداوة المساهمين وانتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما كان وزيرا للاقتصاد.

وفي عام 2018 وتحديدًا في نوفمبر، كانت لحظة السقوط المدوي لـ كارلوس غصن، وذلك بعدما تم توقيفه بشكل مفاجئ لدى خروجه من طائرة خاصة تابعة لنيسان في طوكيو، أمام عدسات الكاميرات، ووجهت إليه تهمة إخفاء جزء من مصادر دخله عن السلطات المالية بين عامي 2010 و2015.

في 21 ديسمبر 2018، قدم الإدعاء الياباني اتهامات جديدة بحق غصن تتمثل اتهامات بمخالفات مالية وسوء الأمانة، فيما نفى كارلوس هذه الاتهامات مؤكدًا أنها مؤامرة أعدتها نيسان لمنع مشروع دمج متقدم مع رينو.

وأفرج عن كارلوس غصن، 4 مرات، بكفالات مالية، مع قيود صارمة ومنعه من مغادرة الأراضي اليابانية، وفي 21 سبتمبر 2019، حددت محكمة طوكيو موعد بدء محاكمة غصن في أبريل 2020، ليفر غصن بعملية ممنهجة في ديسمبر من الأراضي اليابانية.

وعلق جونيشيرو هيروناكا، محامي غصن في اليابان، إنه "مذهول" من خبر هروب موكله، مشيرا إلى أنه لم يتحدث معه في الآونة الأخيرة، وعلم الخبر من وسائل الإعلام

وأصدر كارلوس غصن بيانًا بعد وصوله لـ بيروت قال فيه: "لم أفر من العدالة، لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي"، وذلك كعادته يصدر البيانات بصدر رحب، مؤكدًا أنه مظلوم وأن اعتقاله هو إجراء تعسفى وشائن.

ليظهر بعد ذلك عدد من التكهنات بشأن كيف غادر غصن اليابان، فذكرت شبكة "MTV" اللبنانية، أن كارلوس غصن وصل إلى لبنان، مستقلا طائرة خاصة، وذلك في عملية "تهريب" تشبه تلك التي تصورها الأفلام البوليسية والعصابات.

وأوضحت الشبكة اللبنانية، أن عملية التهريب نفذتها مجموعة "بارا عسكرية" تزامنا مع وجود زوجته كارول في الولايات المتحدة، حيث دخلت الفرقة إلى منزله في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقية لحضور عشاء ميلادي، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء وقت الحفلة.

وأشارت الشبكة إلى أن السلطات اليابانية لم تعلم حينها أن كارلوس غصن اختبأ في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، ثم غادر البلاد عبر مطار محلي.

ولفتت أنه بعد ذلك دخل لبنان بعد وصوله إلى تركيا على متن طائرة خاصة، عن طريق جواز سفره الفرنسي، مع العلم أن السلطات اليابانية صادرت جواز السفر الفرنسي الخاص به.

وعلق محامي غصن، على الأمر، قائلًا إن هروبا مثل هذا يتطلب تخطيطا مفصلا ولا يأتي بتكلفة قليلة، موضحًا أن هروب غصن لابد أنه تم بمساعدة "منظمة ضخمة" ليتمكن من تنفيذه.