الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نباح الكلاب وزئير الأسود


يحكى أن أسدا مغرورا اأصابه الكبر والوهن وصار خائفا من أن يكتشف أمره ويعلم الكل بوهنه وضعفه وبعدم مقدرته عن حماية عرينه بل قل حتى حماية نفسه ، فكر الأسد المطعون فى قوته الواهم فى دخيلة نفسه بأنه مرهوب الجانب وبأنه قادر على استرداد عنفوانه وقدرته ، فكر فى طريقة تجعله يبدو لكل من حوله مخيفا قويا وبان عوامل الزمن والغطرسة لم تأخذ منه وتبقى عليه مجرد طلة وحنجورية تتردد فى محيط بلدته ، بعد تفكير طويل وأخذ استشارات الثعالب الماكرين وكل من كان بجواره من مريدين ، اجمعوا على ان يأتى الأسد بمجموعة من الكلاب او يصادقهم ويتقرب إليهم ويظهر لهم الود والحب والاستعداد بتلبية مطالبهم مقابل ان يقوموا بالنباح من اجله وعلى ايا ممن يحاولون ان يظهروه على حقيقته، ويوضحون للكل انهيار ملكه وزوال سلطانه وتفتيت مملكته ، ووافق الكلاب وفرح الأسد المغرور وبدأت خطوات تنفيذ الاتفاق ، طالبت الكلاب الأسد بأن يساعدهم هم واقرانهم من اختراق أماكن والعبث فى ممتلكاتها وسلب كنوزها ، مع الالتزام بالاتفاق المبرم بينهم ، بل وبأنه سيكون له نصيب من هذه التدخلات، كل ماعليه القيام به هو فتح ابواب بلاده لدخول الكلاب وخروجها فى عملية السطو والتهديد والنهب والسلب ، وتم التنفيذ بنجاح واحتفل الأسد والكلاب باختراق وانتهاك حرمات دول متاخمة للاسد العجوز الواهم بسلطان وملكوت دائمين ، وكان الكلاب يعلو نباحهم ليغطى على صوت الاسد الذى لم يعد يدرك من يسمعه هل هو زئير ام عواء وعويل وبالطبع وحتى تنجح الخطة وتجد مؤيدين لها كثر جند الكلاب اعوانا لهم فى كافة الاماكن المؤيدة لطريقتهم بأن يسبحوا ويمجدوا بحمد الاسد ويذكروا حسناته وصفاته ويردد عليهم الكلاب بالموافقة وباغداق الحسنات والعطايا عليهم وفى نفس الوقت اتفق الكلاب مع كبارهم فى المجتمعات الدولية بغض الطرف عن اية انتهاكات يقوم بها الاسد واعوانه مع التأكيد على حسن نوايا الاسد وحبه للخير والامان .

فى اعوام قليلة تعاظمت مغانم الكلاب وادركوا ان الاسد لم يعد ذو قيمة لهم ولافائدة منه تعود عليهم بل ان حمايته صارت عبء ثقيل عليهم كما انه اصبح مزعجا بعوائه واصبح جشعا بمطالبه ، فاجتمعت الكلاب لتفكر كيف تتخلص من هذا العجوز المتصابى المغرور وتوصلوا لنتيجة ذكية بأن يشتتوا الاسد ويجعلوه يرسل جنوده فى اكثر من مكان ويجعلوه يستنزف ثروات بلاده على تسليح هذه الجنود والزج بها فى اماكن صراعات وقلاقل ونزاعات ، وايضا اهداهم تفكيرهم لتعريته امام بنى وطنه واظهار ضعفه وزوال حكمته وغياب بصره وبصيرته .

وبالفعل واصل الكلاب تنفيذ مااتفقوا عليه والعجوز المغرور ينفذ وهو على ثقة بأن المكان والزمان ملكا له وان الخير كله عائد اليه وبأنه فارس مغرار وليس حيوان عجوز غائب العقل ضيق الافق ، الكلاب وجدوا ان هذه الخطة بطيئة النتائج فهداهم تفكيرهم الى اقناع الاسد الهرم العجوز بمهاجمة اسد فتى قوى والدخول معه فى حرب مع اعطاء العجوز وهم بأنهم على عهدهم معه ونباحهم حوله حتى لايقترب منه الاسد القوى وجنوده الاشداء ، وهانحن ننتظر المواجهة وماستسفر عنه مع ايماننا بعقيدة الاسد الشاب ونهاية الحيوان المغرور الا اننا لن نجزم بنهاية الكلاب لانهم اصحاب خلايا متجددة واهداف متطورة لاتنتنهى بنهاية شخص ولكنها باقية ببقاء مصالحهم واهدافهم وان كنا فى نهاية كلامنا نعتذر للكلاب لانهم اوفياء ونوضح اننا نقصد كلاب البشر والدول والمصالح والمناصب والاماكن ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط